رئيس التحرير
عصام كامل

سمعة مصر أمام العالم


لاشك أن العلاقات المصرية العربية والعالمية نالها الكثير من الأزمات، بدءا من اتفاقية كامب ديفيد، وما تبعها من قطيعة وما حدث من أزمة مع العراق بعد حرب الكويت، ومع الجزائر من أحداث عنف بسبب أزمة كروية، وأزمة مع السعودية لاحتجاز تاجر مخدرات ومهاجمة سفارة السعودية، وحتى لم يكتفوا بالقول وإنما كتبوا الشتائم بأيديهم على جدرانها، ومهاجمة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية وإلقاء المولوتوف عليها، وأيضا ما حدث فى ليبيا من قتل سفيرهم على مرأى ومسمع من الإعلام، وأزمة مع إسرائيل ومهاجمة سفارتها، وأزمة مع قطر لتتعدى حدود السخرية وتصل إلى الشتائم والتبارى فى السباب والإهانة، ليعطى ذلك كله للعالم صورة بذيئة عن تصرفات غير مسئولة تهدر من قيمتنا أمام العالم ونوصف بالهمجية والبربرية.


ضربات السيوف تلتئم، ولكن ضربات الكلمات لا تلتئم وخصوصا ما يمت بصلة للأصول والصفات الجسدية والنشأة والتاريخ والعرق والأنساب لأنها أمور لا يمكن التحكم فيها أو تغييرها، وعليها فكل ما هو إهانة فى ذلك هو إهانة ليست فقط لمواطن بعينه أو رئيس بعينه وإنما لكل أفراد شعبه، ولا تنسى.

فى كل مشكلة نبادر بالسخرية من الآخرين، وحتى للأسف ولو كنا نعيش على إعانتهم فلم يسلموا من سخريتنا وحتى مع أننى أختلف مع رئيس الجمهورية إلا أننى ضد إهانة رمز الدولة والسخرية منه وحتى مع اعترافى بأن هناك أفعالا قد تعطى الناس الفرصة لصنع النكات والبرامج التليفزيونية التى تسخر وتضحك الناس إلا أنها فى الأساس ضحكات ظاهرها فيه السعادة وباطنها هو المرارة وطعمها الألم فى الحقيقة.

لدينا مصريون بالخارج ولدينا مصالح وعلاقات أزلية وكأننا حين نختلف لا نبحث عما يمكن أن يجمعنا ويحل المشكلات بقدر أن نسخر من الآخرين ونلقنهم درسا فى تلقى الإهانات والسباب والشتائم.

متى تتغير العقول ونعرف أن لنا فى الخارج سمعة لابد أن نحافظ عليها؟، كيف يقوم سفراؤنا فى الخارج بتفسير أفعالنا؟، ماذا يقولون حين يطلب منهم أن يعطوا التبريرات على أفعال غير مسئولة منا ولا يمكن التحكم فيها لهمجيتها؟.

إن كل مصرى مسئول عن أفعاله التى تعمم على كل المصريين، و ليتحرى الدقة قبل أن ينطق بكلمة أو يكتب حرفا حتى يمكن إرجاع احترام العالم لمصر وللمصريين.
الجريدة الرسمية