رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو..المعاش ينقذ «عم نبيل» من الموت بانفجار كنيسة مارجرجس بطنطا

انفجار كنيسة مارجرجس
انفجار كنيسة مارجرجس بطنطا

نبيل نادر أب مصري قبطى يسكن في شارع مواجه لكنيسة مارجرجس الكائنة بشارع على مبارك في طنطا بمحافظة الغربية، فضل أن يقبض معاشه الشهرى ليتمكن من إسعاد أبنائه والأطفال في الكنيسة من خلال شراء الحلوى وسعف الجريد وسنابل قمحٍ والورود احتفالا بـ«أحد السعف» قبل التوجه للمشاركة في أداء القداس، فترك أصدقاءه وجيرانه يتوجهون للكنيسة وذهب هو للحصول على معاشه أولا، ليحتفل معهم بعد ذلك.


وفى طريقه إلى الكنيسة وهو في غاية سعادته بعدما قبض معاشه وبات مستعدا للاحتفال بالعيد مع الصغار والكبار، ومع اقترابه من الكنيسة سمع صرخات النساء تتعالى ورأى أطفال يبكون بطريقة هيستيرية، ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لكبار السن وكذلك الشباب، فجميع الوجوه من حوله يملؤها الذعر والرعب، وسادت حالة عامة من الهلع والخوف، ولفت نظره انتشار سيارات الإسعاف في الشارع وتحركها بسرعة ملحوظة ناهيك عن ارتفاع صوت سرينتها جميعا في نفس الوقت.

يقول «عم نبيل»: «في هذه اللحظة قبض قلبي فجأة وتزايدت ضرباته بشكل مخيف، وجرت الدموع من عينى كالسيول دون أن أتمكن من التحكم فيها، وظل لسانى يردد عبارة «يارب مايكونش اللى في بالى.. يارب استر»، متابعًا: «راودنى شعور بالخوف لم أحسه من قبل فكل أحبتى سبقونى للكنيسة، أهل، أصدقاء وجيران، الجميع كانوا سعداء وعلى أتم استعداد للاحتفال بالعيد سواء نساء أو شيوخ أو شباب وخصوصا الأطفال، هل ستكون هذه النهاية، هل كانت هذه الدقائق المعدودة الماضية هي الأخيرة لى معهم».

وأضاف «عم نبيل»: «وصلت الكنيسة وكانت الطامة الكبرى، رائحة الدماء تفوح من كل أرجاء الكنيسة، الجميع يجرى في كل اتجاه، المقاعد محطمة ومنزوعة من مكانها، الدماء تغطى الأرضيات، شباب يجمعون أشلاء جثث منتشرة في كل مكان، السعف غارق في دماء حامليه، الزجاج المحطم يملأ الأرض، تنظر يمينك تجد أم تبحث عن ابنها، ويسارا ابن يبكى لوفاة والده ولا يجد من جثته سوى ذراع وقدم وأمعاء، وفتاة تصرخ وتنادي على أخيها الذي لم تجده بجوارها».

واستطرد: «هرعت فورًا للبحث عن ابنى واصدقاءه الذين سبقونى للمشاركة في القداس، مرت دقائق عصيبة، لم استطع خلالها التقاط أنفاسي، إلى أن وجدت ابنى يواسي «شنودة» صديقه المقرب المنهار لوفاة والده في التفجير الإرهابي الغاشم، وباقي أصدقائه منهم من يجمع أشلاء القتلى في أكياس، ومن يساعد رجال الإسعاف في نقل المصابين إلى المستشفيات».
الجريدة الرسمية