رئيس التحرير
عصام كامل

ضحايا التفجيرات.. دماء طاهرة تروي زهور الكنائس «تقرير مصور»

فيتو

هذه دمائي التي تنزف من جسدي الجريح، بسبب إرهاب غاشم ظن أنه سيهزمنا يومًا، لكنه لم يتمكن من ذلك حتى الآن، هذه دمائي التي تزف، ولكن حزنًا على ما أصاب وطني ووجع قلوب أهلي، رأيت الموت وربما أصل إليه بعد ساعات، ولكن هى أفضل اللحظات التي شعرت بها بمشاعر من حولي، أيادي تمد لي لإنقاذي، فمنهم من يحملني من أجل سرعة علاجي، لا أشعر بما أصابني، بعد ما رأيته منهم.


رأيتهم جميعًا يهرعون إلى المساجد ويتبرعون بدمائهم من أجلنا.. ما الذي أراه من أشخاص لم يكن لي علاقة بأحد منهم يومًا ما.

دماء كثيرة حولي متناثرة بمحراب كنيسة مارجرجس، جثث وجوهها مبتسمة إلى السماء، كأنهم يعلمون نهايتهم الجميلة باستشهادهم، مصابون كُثر ولكن يشعرون بما أشعر به، هرع وخوف من أجلنا لم يسأل أحد من أنا، أو لإي دين أنتمي، رأيت مسلمين ينقذون أقباطًا ويصلون على من استشهد منهم، مساجد تفتح من أجلنا، مكبرات صوت وصلوات في كنائس ومساجد تدعو الله من أجلنا.

لم أتخيل أنني على قيد الحياة بسبب شجاعة ضابط شرطة قرر أن يضحي بروحه باحتضانه لإرهابي من أجل إنقاذنا، أطفال أبرياء دمائهم الطاهرة تسيل في كل مكان آخر ما رأيته منهم في صلاتنا هى ابتسامتهم الجميلة، ومزحهم مع آبائهم، رأيتهم الآن بنفس الابتسامة الساحرة، لكنها ابتسامة وداع لمن يحملوهم، عينوهم كانت تتكلم، ولكن صعدت روحهم الطاهرة للسماء.

أنا الآن أرى دمائي تنزف على الأرض، ولكن لم يهمني شيء، بل أشتاق إلى الموت في سبيل وطني.
الجريدة الرسمية