حكاية فيديو حمل إنذار استهداف الكنائس منذ فبراير الماضى
تبنى ما يسمي تنظيم "داعش "الإرهابى تفجيري كنيسة مارجرجس بطنطا، والكنسية المرقسية بالإسكندرية، بحسب ما أعلنت وكالة "أعماق" أحد الأذرع الإعلامية للتنظيم اليوم الأحد، كاشفة عن قيام ما أسمتهم "مفرزة" من عناصر التنظيم باستهداف الكنيستين.
إعلان التنظيم عن تنفيذ العملية لم يحمل مفاجأة كبيرة بقدر ما أعاد التذكير بمقطع "فيديو" بثه داعش" يوم 19 فبراير الماضى، عرض ما قال عنه إنذاك إنها الرسالة الأخيرة للانتحاري المسئول عن تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة في ديسمبر 2016، الذي راح ضحيته العشرات.
وظهر في التسجيل رجل ملثم، يدعى "أبو عبد الله المصري"، وهو يشجع المسلحين في أنحاء العالم لتحرير الإسلاميين المعتقلين في مصر، الذين وصفهم بالأسرى.
وقال المصري "أخيرًا لإخواني الأسرى، أبشروا أيها الموحدون، لا تهنوا ولا تحزنوا، والله قريبًا سنحرر القاهرة، ونأتي لفكاك أسراكم، ونأتي بالمفخخات، والله سنأتي بالمفخخات، أبشروا عباد الله".
اللافت في التسجيل المصور الذي تناقلته وسائل الإعلام الدولية وقتها، ظهور عناصر داعش في التسجيل الذي بلغ مدته 20 دقيقة، وحمل نذير شؤوم للأقباط، متوعدا بتنفيذ عمليات إرهابية متتالية تستهدفهم علاوة على إنذار باغتيال البابا تواضروس.
وقال الملثم المجهول بالمقطع المصور وقتها: "ويا أيها الصليبيون في مصر، فإن هذه العملية التي ضربتكم في معبدكم لهي الأولى فقط، وبعدها عمليات إن شاء الله، وإنكم لَهدفنا الأول، وصيدنا المفضل، ولهيب حربنا لن يقتصر عليكم، والخبر ما سترون لا ما ستسمعون".
وبدا أن التسجيل يسعى لتحريض المسلمين على المسيحيين، من خلال نشر كلام لقساوسة ونشطاء مسيحيين فيه إساءة للإسلام، كذلك نشر تسجيلات لمظاهرات قبطية، غالبًا ما حدثت خلال أزمات بين الجانبين، وحوت بعض الهتافات التي يمكن أن تغصب المسلمين.
وعقب نشر مقطع الفيديو الذي جاء كرسالة صريحة تحرض على القتل، تزايدت العمليات الإرهابية ضد الأقباط بمحافظة شمال سيناء من قِبَل تنظيم داعش الإرهابي، واضطر عدد كبير من الأسر إلى مغادرة منازلهم خشية الوقوع ضحايا على يد التنظيم الذي يرتكب مجازر مروعة باسم الدين.
تداعيات إنذار الـ 20 دقيقة مازالت تتواصل حتى اليوم باستهداف كنيستى طنطا والإسكندرية، ومحاولة اغتيال البابا بذات الطريقة التي تمت بالكنسية البطرسية بالعباسية، ويبدو أن التنظيم انتقل لهذا المخطط بهدف تأجيج الأوضاع الداخلية والعمل على إشعال حرب أهلية بعد فشل مساعيه بالاستيلاء على سيناء وإعلانها ولاية ضمن ولايات زعيمه أبو بكر البغدادي، الأمر الذي يسترعى انتفاض الأجهزة الأمنية تحسبا لهجمات محتملة من هذه النوعية تستهدف الكنائس لأحداث فتنة طائفية وخلخلة نسيح المجتمع المصري.