رئيس التحرير
عصام كامل

عبد العال الطائر


الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب يتمتع بقدر كبير من خفة الدم وعفة اللسان وشهامة أولاد البلد، كما أنه يعتبر نفسه الحارس الأمين على الدستور، ويوافق على أي شيء لا يتسبب في اعتلال مزاج الدستور، كما أنه لا يتوقف عن الابتسامة وتوزيع القبلات على جميع النواب، ولا يفرق في هذا بين دعم مصر وائتلاف 20/30 وأن الرجل من فرط طيبته يعتبره الجميع داخل المجلس قبلته التي يذهب إليها عند الحصول على مشورة.. هذا ليس رأي العبد لله ولكن رأي المحيطين بالرجل، أو كل من يلتقي الدكتور علي عبد العال، وأنك عندما يكتب لك القدر لقاء هذا الرجل ستقع في غرامه من أول نظرة، وستظل صورة أول لقاء عالقة في ذهنك دائمًا ولن تسمح لأحد بإفسادها.


ولكن البعض للأسف حاول تصوير انطباع آخر وصورة مغايرة تمامًا عن الدكتور علي عبد العال أنه غير موجود في مصر دائمًا، وأنه لا يستقر في مصر أكثر من أسبوع، وأنه أصبح عاشقًا للعواصم الأوروبية وبرودة طقسها ونظافة شوارعها وموضة محالها وسحرها الذي يملأ القلب والعقل، وأن الدكتور علي عبد العال لا يكاد يهبط من الطائرة حتى يستعد لاستقلال طائرة أخرى، ولا يكاد ينتهي من برنامج جولة أوروبية حتى تبدأ جولة أخرى، وكأن الرجل كتب عليه السفر والترحال دائمًا من مطار إلى آخر ومن عاصمة إلى أخرى ومن طائرة إلى أخرى، حتى كاد الرجل يسقط من فرط المجهود حتى إنه أصبح يطلق عليه في مطارات العالم الرجل الطائر، فاجتماعات البرلمان الأوروبي لا تتوقف واجتماعات البرلمان الأفريقي على جدول الأعمال دائمًا واجتماعات البرلمان الأسيوي منعقدة والبرلمان اليورومتوسطي اجتماعاته لا تنعقد سوى بحضور الدكتور علي عبد العال.

بعض المواطنين يعتقدون خطًأ أن المجلس يغلق أبوابه في عدم وجود رئيس البرلمان، وأنه لم ينجز شيئًا مهمًا منذ توليه المسئولية، وأن جولاته وسفرياته الكثيرة تنعكس بالسلب على أداء وسرعة إنجاز القوانين والحقيقة هم مخطئون في هذا ومتسرعون في حكمهم، ويتجنون على الرجل فرئيس مجلس النواب خلال وجوده في مصر ينجز الكثير من مشروعات القوانين والقوانين كاملة فمشروع القانون يدخل المجلس صباحًا ورقة بيضاء ويخرج منها في المساء جاهز على التنفيذ، كما أراد له الدكتور رئيس المجلس، الرجل يبذل مجهودًا فوق طاقته ونتهمه في النهاية بكثرة سفرياته وجولاته، فهو يفعل هذا من أجل عودة مصر لمكانتها التي تستحقها ألا يستحق الشكر بدلًا من الهجوم عليه؟

مواطنون آخرون يوجهون اللوم للدكتور علي عبد العال وأنهم لا يشعرون بوجود البرلمان بجوارهم في أزمات ارتفاع الأسعار، وعدم وجود رقابة في الأسواق وأنه لم يقف حاجزًا قويًا لكل من يريد أن يحمل المواطن وحده فاتورة الإصلاح، وأنه ينفذ رغبات الحكومة دون مناقشة، وماذا يفعل الدكتور علي عبد العال؟ هذه ليست مهمته لماذا تطلبون من الرجل فوق طاقته، هو ليس موجودًا في مصر من الأساس حتى نطلب منه شئيًا هو طائر دائمًا، أدام الله عليه نعمة السفر والترحال.
الجريدة الرسمية