رئيس التحرير
عصام كامل

إعادة محاكمة مبارك


اليوم إعادة محاكمة الرئيس السابق لمصر حسنى مبارك، بتهم فساد والتواطؤ بقتل المتظاهرين، حيث أطاحت به الثورة فى يناير 2011، وأجبرته على التنحى عن السلطة، ومن المقرر اليوم أن تبدأ إعادة محاكمته والكثير غير مبالٍ بالقضية، والعديد لديه شعور محبط تجاه القضية ويرونه تكراراً محبطاً لما سبق.


ولكن مبارك يرى أنه حكم عليه بدون وجه حق، بالسجن مدى الحياة هو ووزير داخليته حبيب العادلى، فى يونيو الماضى، ومنحته المحكمة الموافقة بإعادة المحاكمة فى يناير بعد أن وافقت محكمة القاهرة على الادعاء بأن القضية الأصلية أعدت بشكل سيئ.

ستبدأ المحاكمة الجديدة بإعادة فتح الجروح القديمة، خصوصا بعد تسريب وثائق هذا الأسبوع لصحيفة الجارديان كشفت عن الحجم والتعذيب والقتل من قبل قوات موالية لمبارك أثناء الثورة التى أطاحت به.

ولكن لا أتوقع أن يثير الحكم على مبارك نفس حالة الفوضى التى أثيرت على مستوى عالٍ من الانفعال العاطفى مثلما حدث فى العام الماضى، عندما أدين مبارك، حيث كانت إدانته تمثل نقطة تحول بالنسبة لمصر، ولكن هذه المرة من المرجح أن تكون ردود الأفعال أكثر تحفظا.

وهذا ما أكده لى خالد فهمى رئيس قسم التاريخ فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة، أن هناك بالتأكيد شعورا بأن الوضع الآن يختلف كثيراً عن الوقت الأول من محاكمته، حيث كان العالم ينتظر محاكمته فى العام الماضى لأنها خطوة كبيرة فى تاريخ مصر، أن نشاهد رئيس البلاد خلف القضبان، ولكن هذا العام الأمر اختلف الآن.

وشبه الكثير من المصريين الرئيس الإسلامى محمد مرسى بالرئيس مبارك لاتخاذه إجراءات استبدادية، وأنه يسير على خطى سلفه مبارك، كما أن مصر تواجه الآن انهيارا فى القانون والنظام وقمع حرية التعبير، وزيادة فى التوترات الطائفية وانهيار الاقتصاد.

كشفت وثائق مسربة هذا الأسبوع عن حجم الفظائع التى ارتكبت بعد عهد مبارك، وأكدت أن الجرائم ضد المدنيين ليس فقط فى عهد مبارك ولكن أثناء الحكم العسكرى الديكتاتورى الذى حكم مصر بعد الإطاحة بمبارك، وأكدت أيضاً على حقيقة أن الممارسات الخاطئة فى مصر المعاصرة لا تقتصر على رجل واحد.

اللامبالاة النسبية لمحاكمة مبارك قد تنبع أيضا من التشاؤم حول قوة حالة الدولة ضد مبارك وأعوانه، عندما أعلن إعادة المحاكمة، رحب بعض النشطاء بالقرار ورأوا أنها فرصة لجمع أدلة قوية تدين مبارك وقادة الشرطة الذين حكموا معه.

وعلى وجه الخصوص كان هناك أمل فى نتائج لجنة تقصى الحقائق التى كلفت من قبل مرسى، والتى أكدت أن مبارك كان يشاهد أحداث الثورة من خلال وصلة فيديو وكشفت عن تواطؤ كبار المسئولين فى اتخاذ القرار بإطلاق النار على المتظاهرين، وتورط الجيش بكثافة فى الأعمال الوحشية أثناء الثورة، حيث كان   يأمل العديد من النشطاء من المقاطع غير المنشورة أن تدين مبارك.

وأكد لى الكثير أن المحاكمة اليوم مجرد خدعة والجميع يرى ذلك، وغير راضين عن أداء النيابة، ويبدو أن مرسى لم يتخذ أى قرار تجاه تقرير لجنة تقصى الحقائق حيث منح ثلاثة قادة عسكريين ألقاب شرف، مما يؤكد رغبة الإدارة تنظيف نتائج التقرير.

ويخشى آخرون أن دفاع مبارك سوف يجادل بنجاح حول معاملة المحتجين من قبل النظام للرئيس مرسى فى عام 2013 بالتحقق من صحة سلوك نظام مبارك فى عام 2011، ويستعرض حالة المواطن الذى سحل وشد من قدميه وتعرى فى عهد مرسى من قبل قوات الشرطة، والكثير يتشكك فيما يدور من أحداث، والكواليس التى تدور فى الخفاء.

نقلاً عن الجارديان...
الجريدة الرسمية