جنوب السودان تقر بالمجاعة خلال ماراثون لجمع التبرعات
اعترفت حكومة جنوب السودان، اليوم السبت، علنًا بأزمة المجاعة في البلاد للمرة الأولى، معلنة أن عائدات سباق ماراثون لجمع تبرعات في العاصمة جوبا، ستذهب لضحايا المجاعة.
وقال الرئيس سلفا كير: ماراثون «جريت رن سوث سودان»، إن الحكومة ستساهم بخمسة ملايين جنيه سوداني (50 ألف دولار أمريكي) في جهود الإغاثة.
وأضاف كير أمام حشد من الجماهير: «إن المجاعة حقيقية في جنوب السودان»، مضيفا: «إن الإسهامات التي قدمت خلال الماراثون ستنقذ الأرواح».
وفي الوقت الذي تم فيه الإعلان عن السباق جيدًا قبل انطلاقه، أعلن المنظمون، اليوم السبت، أنه سيفيد جهود الإغاثة من المجاعة.
وشارك نحو 500 من المتسابقين المحليين في سباق الماراثون، وكان من بين المشاركين في الماراثون عداء المسافات الطويلة الأوليمبي هايلي جيبرسيلاسي، فضلًا عن رياضيين محترفين من كينيا وجنوب السودان.
ويمثل السباق المرة الأولى التي تعترف فيها إدارة كير بالكارثة، وأعلنت الأمم المتحدة رسميًا وجود مجاعة في جنوب السودان في فبراير الماضي.
وقالت الأمم المتحدة: إن ما لا يقل عن 7.5 مليون جنوب سوداني - أي ثلثي السكان - في حاجة إلى مساعدات إنسانية، ويتأثر مائة ألف شخص بشكل مباشر بأزمة الجوع، فيما يتعرض مليون شخص آخرين للخطر.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، انتقد حكومة جنوب السودان؛ لعدم الاعتراف بالمجاعة.
وقال جوتيريش، في بيان صدر يوم 23 مارس الماضي: إن الحكومة لم تعرب بعد عن أي اهتمام معبر أو تتخذ أية خطوات ملموسة لمعالجة محنة شعبها».
وأوضح جوتيريش: إن الصراع المستمر في أحدث دولة في العالم أدى إلى تفاقم المجاعة، وعطلت ثلاث سنوات من القتال الزراعة، بينما ركز الإنفاق الحكومي على التسليح، بدلًا من تنمية الدولة الفقيرة.
وتعرضت جنوب السودان للتدمير؛ بسبب الحرب الأهلية المستعرة، منذ ديسمبر 2013، بعد أن اتهم كير نائبه السابق ريك مشار بتدبير مؤامرة انقلاب ضده، ونفى مشار الاتهام.
وأدى اتفاق السلام الذي تم توقيعه في أغسطس 2015 إلى تشكيل حكومة وحدة انتقالية في أبريل 2016، ولكن حطمها تجدد العنف في يوليو 2016.
وقتل عشرات الآلاف من مواطني جنوب السودان، وتشرد أكثر من 3 ملايين شخص.