الدكتور محمد عبدالوهاب: مصر أفضل من أوروبا في عمليات زراعة الكبد
- يوجد مرضى لم يتمكنوا من دفع تكلفة العملية ونحاول مساعدتهم
- وصلنا للمرتبة الثالثة عالميا بأياد مصرية
- نحتاج مبنى مستقلا لزراعة الكبد داخل المركز من أجل الحصول على المركز الأول عالميا
- عملية زراعة الكبد كانت تستغرق 15 ساعة والآن أصبحت 8 ساعات
- نحتاج إلى دعم مؤقت 6 ملايين جنيه من رجال الأعمال
بالأرقام.. مصر تحتل المرتبة الثالثة عالميا في عمليات زراعة الكبد، وبقراءة الوضع الحالى داخل مركز جراحة الجهاز الهضمى في جامعة المنصورة، وتحديدا داخل وحدة زراعة الكبد، يتضح أننا بإمكاننا أن نحتل المرتبة الأولى عالميا، حال توفير الإمكانيات والاحتياجات اللازمة للمركز.
"فيتو" التقت الدكتور محمد عبد الوهاب، الدكتور محمد عبد الوهاب.. رئيس وحدة زراعة الكبد في مركز جراحة الجهاز الهضمى، جامعة المنصورة، والذي يمتلك تاريخا عريضا في مواجهة أمراض الكبد، الأمر الذي يستحق –وعن جدارة- لقب "الأب الروحى لزراعة الكبد في مصر".
وعن تاريخ بداية المركز، ووحدة زراعة الكبد، والوضع الحالى للوحدة، وأمور أخرى، تحدث "د.عبد الوهاب"، في الحوار التالى:
*بداية.. حدثنا عن تاريخ مركز جراحة الجهاز الهضمي ؟
خلال سبعينيات القرن الماضى، كان المركز عبارة عن وحدة للجهاز الهضمى، وكان الهدف من إنشاء المركز التصدي إلى مشكلة دوالي المريء، وكان في ذلك الوقت له خبرة عالمية في جراحة دوالي المريء، ولكن في التسعينيات بدأ ظهور نتيجة تغيير متسببات التليف الكبدي والأورام، وبدأنا علاج الأورام باستئصالها، وكان أكبر عدد من عمليات جراحة الكبد في مصر؛ في مركز الجهاز الهضمي.
وبعد ظهور أنواع جديدة للأمراض، مثل ( التليف الكبدي والفشل الكبدي ) وأصبحت جراحة الاستئصال غير مجدية، كان لابد من التفكير والاتجاه لحل هذه المشكلة بإجراء عمليات زراعة الكبد، وبدأ ذلك في عام 2004 الماضي، وتم تكوين فريق متكامل من مركز الجهاز الهضمي، ولجنة قيم تشرف على درجة القرابة للمتبرعين، وفريق جراحة مُدرب وخبرة في جراحات الكبد، وفريق تخصص باطنة، وتخدير، وأنسجة، وشائعات، وتم تدريب فريق طبي في فرنسا لمدة شهرين وتم إجراء ما يقرب من 30 عملية بداخل المركز تحت إشراف فرنسي.
*متى أجريت أول عملية زراعة كبد في المركز؟
بدأ الفريق الطبي المصري بالمركز الذي يضم خريجى جامعة المنصورة، العمل في إجراء الجراحات، منذ عام 2007 حتى وصلنا إلى إجراء 506 عمليات، والمركز يجرى عمليتين لزراعة الكبد كل أسبوع وهو أعلى معدل لإجراء الجراحات، كما أن الفريق يتميز بأنه يعمل داخل مؤسسة حكومية، ولا يجرى هذه العمليات في المستشفيات الخاصة، لأن إجراء هذه الجراحات في المستشفيات الخاصة غير قانوني وغير شرعي.
*هل يتم متابعة مريض زراعة الكبد بعد إجراء العملية وخروجه من المركز؟
بالفعل المركز يتكفل بمتابعة المريض بعد إجرائه العملية على مدى حياته، سواء عندما تستدعى الحالة إجراء جراحات أخرى، أو مشكلات ومضاعفات، وتم تأسيس جمعية باسم "جمعية رعاية مرضى زراعة الكبد"، لمتابعة المريض بعد إجرائه لعملية الزرع، إذا لم يكن له تأمين صحي، ويكون صرف العلاج بها مجانًا.
*ما متطلبات المركز في الفترة الحالية ؟
لدينا قائمة انتظار طويلة جدا للمرضى، ونحتاج عمل مبنى لزراعة الكبد مستقلا في المركز، من أجل إجراء عمليات زراعة للكبد يوميا، ونصل إلى المركز الأول عالميا، بالإضافة إلى دعم رجال الأعمال والمهتمين بصحة المريض، لأنه يوجد مرضى لم يتمكنوا من دفع تكلفة العملية، ونحاول جاهدين مساعدتهم في ذلك.
*هل تتمنى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمركز ودعمه ؟
بالفعل شرف لمدينة المنصورة، ومركز الجهاز الهضمي، زيارة الرئيس لأنه يهتم بصحة المواطنين، ويهتم بالأماكن التي تكون بداخلها شمعة مضيئة، ونقول له إن هذا المكان بداخله شموع مضيئة، ونقف بجانبك دائما، ونحتاج دعمك الشخصي للمركز.
*ما المدة الزمنية التي تستغرقها عملية زراعة الكبد ؟
في البداية كانت تستغرق من 14 إلى 15 ساعة، ولكن الآن أصبحت تستغرق من 8 إلى 9 ساعات ومن الممكن تزيد على ذلك، على حسب الحالة الموجودة.
*ما عدد الفريق الطبي الموجود في المركز؟
يوجد 10 جراحين منهم أطباء متدربون، و7 أطباء تخدير، و4 أطباء تخصص باطنة، و2 أشعة، وطبيبان تخصص تحاليل.
*هل مريض الكبد أصبح يتعامل مع عمليات الزراعة بشكل طبيعي؟ وهل يمكن القول إنه تم إغلاق باب السفر إلى الخارج من أجل العلاج؟
مريض الكبد بالفعل أصبح يتعامل مع عمليات الزرع بشكل طبيعي، ودون الشعور بالخوف، لأننا وصلنا إلى نسب عالية جدا في الشفاء تتخطى 90%، بالإضافة إلى متابعة المريض مدى حياته بداخل المركز، وأصبحت الثقة في إجراء هذه العمليات في مصر أكثر وأفضل من الدول الأوروبية، وبأقل التكلفة.
*ما الحالات المرضية التي لا يمكن إجراء عملية زراعة كبد لها؟
المرضى كبار السن، الذين يتخطون سن 66 و67 سنة، والمرضى الذي يعانون من مرض في القلب، ومرضى الأورام المنتشرة في الجسم خارج الكبد، أما المرضى الذين يعانون من فشل كلوي يحتاجون إلى 2 متبرعين، من أجل عمل جراحة كبد وكلى، ونحن لا نقبل المتبرعين إلا في حالة إثبات القرابة، وكما سبق وأشرت لدينا لجنة لفحص ذلك، وفحص بطاقات الرقم القومي للتأكد من سلامتها.
*ماذا عن احتياجات المركز؟
نحتاج إلى الدعم المالي، ودعم مؤقت بأكثر من 5 أو 6 ملايين جنيه، من رجال الأعمال، والمتطوعين في أعمال الخير، من أجل المرضى الموجودين في المركز، وعددهم من 150 إلى 200 مريض، من أجل استكمال المسيرة، في الوقت الحالى، إضافة إلى مبنى يكلف من 35 مليونا إلى 40 مليونا.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"