رئيس التحرير
عصام كامل

خسائر ترامب من ضرب سوريا


يري بعض المحللين أن الرئيس الأمريكي ترامب كان يحتاج لتلك الضربة العسكرية التي أمر بها ضد مطار الشعيرات بسوريا لتأكيد شرعيته، كما فعل الرؤساء السابقون في أمريكا، خاصة وأن أوباما كان يواجه لوما داخل أمريكا لتردده في اتخاذ قرارات باستخدام القوة العسكرية الأمريكية خارج أمريكا.


لكن في الحساب الختامي فإن الرئيس ترامب لم يحقق فقط مكاسب، أو بلغة رجال الأعمال، أرباحا، وإنما لحقت به خسائر أيضا!
فقد يكون ترامب قد عزز الوجود الأمريكي في المعادلة السورية، وأعاد تذكير كل الفرقاء بأنه لا حل للمشكلة السورية بدون أمريكا، وطمأن عددا من حلفاء أمريكا مثل تركيا والسعودية وبعض الدول الغربية على مشاركته رغباتهم في الإطاحة بنظام الأسد.. إلا أن ترامب خسر كثيرا خاصة أن الناخبين الأمريكيين الذين انتخبوه لأنه وعدهم بأنه سيكون رئيسا قويا لا يخضع سواء للطبقة السياسية الأمريكية - طبقا لوصفه - أو للطبقة العسكرية الأمريكية «المجمع الصناعي العسكري» ولن يورط أمريكا في أعمال عسكرية خارج أراضيها وسوف يتوقف عن سياسات من سبقوه من الرؤساء سواء من كانوا ينتمون للحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي الخاص بالإطاحة بالحكام وتغيير الأنظمة السياسية.

بالضربة العسكرية لمطار الشعيرات بدا ترامب أمام ناخبيه أنه رئيس خضع لضغوط البنتاجون الأمريكي، خذل هؤلاء الناخبين بوعود لا يقدر على تنفيذها.. وهذا يجب أن يضعه  الجميع في اعتبارهم، داخل وخارج أمريكا ونحن بالطبع منهم.
الجريدة الرسمية