رئيس التحرير
عصام كامل

نحن والضربة الصاروخية الأمريكية لسوريا


بلا مقدمات وبشكل مباشر فرض علينا السؤال: ماذا سنفعل؟ كيف سنتصرف بعد الضربة الصاروخية الأمريكية للقاعدة الجوية السورية في الشعيرات؟

بالطبع اختيار السكوت وعدم التعليق وتفادى اتخاذ موقف ليس متاحا لنا في ظل رغبة بعدم إغضاب كل من واشنطن وموسكو، نظرا لأن موسكو دعت لعقد جلسة في مجلس الأمن لبحث هذه الغارة الصاروخية الأمريكية على قاعدة الشعيرات السورية، بعد أن أدانتها واستنكرت قيام الأمريكان بها واتهمت واشنطن بأنها تحاول تغطية قيام مذبحة ضد المدنيين في الموصل بواسطة طائراتها التي تساعد العراقيين في محاربة داعش.

ولا يكفى بالطبع أن نكرر فقط موقفنا المبدئ تجاه سوريا والذي يقتضى بالحفاظ على كيان الدولة السورية وجيشها ووحدة أراضيها ونحن سنكون مضطرين إما لإدانة هذه الغارة أو الموافقة عليها أو الامتناع عن التصويت.

وحتى نخرج من هذا المأزق، في ظل سعينا للحفاظ على صداقة جديدة حظينا بها مع الإدارة الأمريكية الجديدة وصداقة سابقة مع الكريملين لا نملك ترف التضحية بها يتعين أن نتجاوز اختيارات التصويت الثلاثة المتاحة أمامنا وأن نسعى لأن نقوم بدور فعال ونشط في تقريب وجهات النظر بين القوتين (أمريكا وروسيا) داخل مجلس الأمن الذي دعت إليه روسيا.. هنا سيكون لنا دور إيجابى ومؤثر ما دام ينطلق من موقفنا الأساسى القائم على أن الحرب ضد الإرهاب تحتاج لتعاون الجميع.
الجريدة الرسمية