رئيس التحرير
عصام كامل

وحدات صحية تغلق أبوابها مبكرا أمام المواطنين.. الجنازير على الأبواب في «المحلة».. أطباء «قنا» يهربون في العاشرة صباحا.. «كامل»: الأجور المتدنية السبب.. و«القاضي»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الوحدات الصحية في القرى هى السبيل الوحيد لآلاف المواطنين الذين لا يقدرون على السفر إلى المحافظات الأخرى لتلقي العلاج في المستشفيات الكبرى، أو عند الطوارئ يستطيع المواطن أن يجد ما يسعفه، لكن معظم هذه الوحدات تغلق أبوابها في أوقات العمل الرسمية.


إغلاق الوحدات الصحية
وكانت آخر الوحدات الصحية التي ضبطت في المحلة، عندما تم إحالة مدير إدارة صحة ثان المحلة للتحقيق، بالأمس، بسبب إغلاق وحدات صحية بالجنازير أثناء مواعيد العمل الرسمية في وجه المواطنين.
وترصد «فيتو»، بعض الوحدات الصحية التي تغلق أبوابها في مواعيد العمل الرسمية ومناقشتها مع خبراء صحة، للوقوف على أسباب الوقائع وكيفية تفادي تكرارها.

التزويغ الوظيفي
أُحيل الدكتور «السيد قاعود»، مدير إدارة صحة ثان المحلة للتحقيق، بالأمس، وفقًا لتقارير صحفية، بسبب وقائع «التزويغ» الوظيفي وإغلاق الوحدات الصحية بالجنازير.
وجاء ذلك القرار عقب إطلاع رئيس مجلس المدينة على تقارير لجنة الرقابة والمتابعة، التي أفادت برصد «تزويغ» أكثر من 65 طبيبًا، وفنية تمريض على مستوى الوحدات الصحية بقرى المحلة.

تغلق أبوابها
طالب أهالي «الحلة» في قوص جنوبي قنا، مارس الماضي، وفقًا لتقارير صحفية، بتعزيز الخدمات الصحية المقدمة عبر الوحدة الصحية بالقرية التي تُغلق أبوابها أمام المرضى من المواطنين في الحادية عشرة صباحًا.
ولا يوجد سوى موظفين فقط حتى الساعة الحادية عشرة صباحًا، وتغلق الوحدة الصحية أمام الجمهور، ويذهب المرضى للوحدات المجاورة التي تبعد عنا عدة كيلو مترات.

الأطباء المكلفين
وفي أغسطس الماضي، رصدت تقارير صحفية، الوحدات الصحية في محافظة قنا، حيث خلت العديد منها من المرضى والأطباء، وتغلق أبوابها عند بلوغ الساعة العاشرة صباحًا، لعدم حضور الأطباء المكلفين بالعمل داخل تلك الوحدات.
وفي منطقة الغربي بهجورة التابعة لمركز نجع حمادي، تغلق الوحدة الصحية أبوابها بـ"الجنازير"، في تمام الثانية عشر ظهرًا، أما الوحدة الصحية الكائنة بقرية أبو عموري بمركز نجع حمادي، والتي تخدم قرابة 100 ألف مواطن، تغلق في العاشرة صباحًا عقب قيام الموظفين بالتوقيع في دفاتر الحضور والإنصراف.

تدريب العاملين
ومن جانبه، قال الدكتور عصام القاضي، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، إن الوحدات الصحية في العديد من المحافظات لا تؤدي دورها في علاج المرضى باستثناء التطعيمات أو طب الأسرة وما غير ذلك لا تقدمه الوحدة، بالإضافة إلى أن كل وحدة صحية تضم من 30 لـ60 ممرضًا وطبيبًا ولا يتواجد منهم أحد خلال فترة العمل.
وعن ما تحتاجه هذه الوحدات للنهوض وتقديم دورها، أشار «القاضي»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، إلى تدريب العاملين بالوحدة على دورهم الرئيسي وهو علاج المرضى وليس طب الأسرة فقط، ودعم الوحدة بالإمكانيات الطبية بجانب المراقبة والمتابعة المستمرة، للوقوف على سلبيات الوحدات الصحية.

الأجور المتدنية
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور طارق كامل، عضو مجلس نقابة الأطباء، ومقرر لجنة آداب المهنة بالنقابة، أن مشكلة الوحدات الصحية معقدة ومتراكمة، وترجع لأسباب عديدة بدايتها الأجور المتدنية للأطباء، على الرغم من وجوده في مناطق نائية.

إمكانيات معايشة
وأضاف «كامل» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن الطبيب يتواجد في الوحدة دون إمكانيات معايشة، ويتم توزيع أطباء التكليف بعد التخرج مباشرة على هذه الوحدات، كفترة يقضيها ليتم توزيعه بعد ذلك على التخصصات في المستشفيات الكبرى، مما يجعله محبط ويحاول قضاء المدة بأي طريقة دون محاولة إتعاب نفسه في الوحدة الصحية.

هيكلة المنظومة
وعن الحلول للوحدات الصحية، طالب «كامل» بتدريب الأطباء على العمل في هذه الأماكن، والتعامل مع المرضى على الأقل 3 سنوات، وليس بعد التخرج مباشرة، وإعادة هيكلة المنظومة بأكملها مع إعطاء مرتبات مجزية للأطباء، وتوفير الأدوية لهذه الوحدات حيث إن الأدوية الموجودة بها لا تكفي سوى أسبوعين.
الجريدة الرسمية