بالفيديو.. «أبو النمرس» مدينة تجهيز العرائس.. الأهالي: غلبنا العفاريت في التجارة ولا نعترف بالبطالة.. نبيع من الإبرة للصاروخ بأقل الأسعار.. تصريحات مسئولي الضرائب مبالغ فيها
بمجرد أن تطأ قدماك مدينة "أبو النمرس" إلا ووجدت بها جميع الأجهزة المنزلية والكهربائية التي يحتاجها أي منزل، وكما يقولون ستجد بها "من الإبرة وحتى الصاروخ"؛ وترجع قصة المدينة إلى "النمرسي" وهو الشخص الذي استطاع أن يغلب العفريت نظرا لفطنته؛ وأطلق عليها في اللغة الهيروغليفية القديمة (مكان العشق والغرام).
أهل المدينة يواصلون الليل بالنهار في العمل والتجارة والبيع والشراء، لأنهم يؤمنون بالمثل القائل "التجارة شطارة"؛ وهو ما جعل رئيس مصلحة الضرائب يخرج في تصريحات له، ويؤكد أن حجم المعاملات التجارية بالمدينة يتراوح ما بين (25 _30) مليار جنيه متهربة من الضرائب، وتجولت "فيتو" في "مغارة على بابا" بشارع أبو النمرس للتعرف على حكاوي التجار وأنشطة المدينة المختلفة:
بدايات المدينة
وتصطف المحال التجارية بمدينة أبو النمرس التابعة لمحافظة الجيزة، على جانبي الطريق، ولا تكاد تمر بمحل أدوات وأجهزة منزلية إلا ووجدت آخر، وبأرخص الأسعار التي تجذب أي مواطن بسيط؛ وهو سر نجاح المدينة وتفوقها حتى الآن.
بدأت المدينة على زراعات النخيل والخضراوات وتاجر أهلها في المصنوعات الزجاجية، وزادوا من أنشطتهم التجارية لتضم الأجهزة المنزلية وتجهيز العرائس وتوسع النشاط التجاري بها بشكل كبير، وعرفت المدينة المولات التجارية الفخمة لبيع الأجهزة الكهربائية والمفروشات والموبيليا وغيرها.
مكاوي من سريح لتاجر
قال أيمن مكاوي، صاحب محل "سمارة" بمنطقة أبو "النمرس"، إن نسبة التعليم جيدة جدا في المدينة، ومعظم الشباب يحملون مؤهل عالي ولكن نظرا لظروف البلاد الاقتصادية تحولوا للتجارة، مضيفا "بدأت من صغري في هذا المجال وتحركنا في جميع محافظات الجمهورية والمراكز والقرى والنجوع، وكنا بنلفها على رجلينا وشايلين البضاعة على أكتافنا وما زال هناك ناس تعمل كسريحة بالأدوات، وتابع إحنا اللي غلبنا العفريت في التجارة، ومعروف عن أهل المدينة الذكاء وحسن التصرف".
وأضاف بدأت المحال هنا بشكل بسيط إلى أن تزايدت وتوسعت وانتشرت المحال وأصبح لدينا سمعة جيدة على مستوى مصر كلها ونصدر للسودان وليبيا أيضا، وجميع الأدوات المنزلية موجودة هنا من "الإبرة للصاروخ" مثلما يقولون، بداية من الصيني والأركوبال والأركوبيريكس والستانلس ستيل والزجاج والأجهزة الكهربائية بكافة أنواعها سواء مصري أو مستورد.
لا توجد بطالة
وأكد مكاوي، أن مدينة "أبو النمرس" أصبحت من أهم المناطق التجارية على مستوى محافظات الجمهورية، وذلك ساهم في جذب كبار التجار لافتتاح فروع لهم بالمدينة، نظرا للإقبال الكبير من المواطنين على المدينة، حيث تمتاز المنتجات بالجودة وانخفاض الأسعار، وتمتاز المدينة أيضا بتجارة الجملة التي تجذب التجار من كل مكان.
وأوضح أن حالة الركود التي تصيب البلاد بشكل عام، تؤثر على حجم التجارة بالمدينة ولكن بشكل نسبي، وكانت تسجل مبيعات المدينة يوميا ملايين الجنيهات ولكن تراجعت حاليا بشكل ملحوظ.
وأكد على أن معظم المحال التجارية العاملة بالمدينة حاصلة على ترخيص، وهناك نسبة من التجار يتهربون من الضرائب ولكن الغالبية تلتزم بسدادها والارقام التي صرح بها رئيس مصلحة الضرائب مبالغ فيها جدا.
تهرب ضريبي
وقال عماد سامي رئيس مصلحة الضرائب، بوزارة المالية: إن حجم المعاملات التجارية بمنطقة أبو النمرس، تتراوح ما بين ٢٥ إلى ٣٠ مليار جنيه، وهي لا تخضع للضرائب؛ نتيجة غياب الوعي الضريبي عن تجارها.
وطالب رئيس مصلحة الضرائب بضرورة تسليط الضوء على الوعي الضريبي، وميكنة سداد الضرائب للمساهمة في تقليص التهرب الضريبي.
التجارة شطارة
وقال عادل الجعيدي، مؤسسة شركة الجعيدي لتجارة الأجهزة الكهربائية، قصتي مع "أبو النمرس" بدأت منذ 6 سنوات، واشتريت وقتها محل بسيط جدا على قدر استطاعتي بمبلغ 800 جنيه، واشتريت بعدها مخزن بسيط، وبفضل الله نجحت في عملي إلى أن فتحت شركة خاصة بي.
وأضاف المدينة في طريقها للنجاح أكثر من ذلك، وتفوقت على سوق "حمام الثلاث، لأن الزبائن تعرفت على المكان وأسعارها وأصبحت تفضل الشراء منه، سواء كانت جهاز العروسة أو أجهزة كهربائية أو منزلية، أو المفروشات؛ و"تابع" أن بعض تجار منطقة وسط البلد انتقلوا إلى المدينة نتيجة الإقبال الكبير بها من المواطنين.
مستقبل المدينة
وأوضح شجعتني المدينة في التعامل مع جميع الشركات التي تصنع الأدوات والأجهزة المنزلية، لأن الزبون يأتي من كافة محافظات الجمهورية.
وأكد الجعيدي، أنا مستقبل "أبو النمرس" بعد خمس سنوات سيكون مختلفا تماما لأن متر الأرض وصل سعره لـ 60 ألف جنيه، والمحال التي يتم تأجيرها وصلت لـ 16 ألف جنيه دورين.
فيما قال أحمد خالد صاحب محال أدوات منزلية في أبو النمرس، أنه جاء من المنوفية ليمارس مهنة التجارة، منذ خمس سنوات، وأكد أن الأسعار بالمدينة أقل من وسط البلد بكثير.