رئيس التحرير
عصام كامل

«قتل الأبناء بحجة الفقر».. أب يلقي نجليه في الترعة.. رجل يذبح أبناءه بسكين وآخر يطلق النار على زوجته وأطفاله.. أزهري: الرزق مرتبط بالأولاد.. وباحثة: الشخص الطبيعي يتوافق مع الظروف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تنتشر أخبار الجرائم المرتبطة بمرور مرتكبيها بضائقة مالية؛ لكن الغريب أن يكون المجني عليهم هم الأطفال في وقائع لم يعتد المجتمع المصري سماعها من قبل، وكان آخر تلك الوقائع إلقاء عامل نجليه في ترعة نجع حمادي؛ مما أسفر عن غرقهما، نتيجة مروره بضائقة نفسية ومالية بعد انفصاله عن زوجته.


وترصد «فيتو»، أبرز وقائع الاعتداء على الأولاد نتيجة المرور بضائقة مالية، والتي أرجعها الخبراء إلى الضغوط الحياتية.

إغراق الأبناء

ألقى «ناصر أحمد»، 38 عامًا، نجليه «أحمد» 7 سنوات، و«محمد» 5 سنوات، في ترعة نجع حمادي من أعلى كوبري الشعارنة مما تسبب في غرقهما، وتمكنت وحدة مباحث المركز من ضبط المتهم وتبين أنه غير متزن، وبمواجهته بالواقعة، قرر مروره بضائقة نفسية ومالية نتيجة انفصاله عن زوجته، وتم إخطار وحدة الإنقاذ النهري للبحث عن جثتي الطفلين وانتشالهما.

الذبح بالسكين

ومن الغرق إلى القتل، حيث تجرد أب من كل مشاعر الإنسانية، في يونيو 2015، ليذبح أبناءه الثلاثة الصغار بالسكين في منطقة القلعة بمركز العوايد في محافظة الإسكندرية، بسبب ضائقة مالية مر بها، وتمكنت الزوجة من الهرب قبل ذبحها وحاول الزوج الهرب، إلا أن أهالي المنطقة أمسكوا به واتصلوا بالشرطة.

وقال أحد الجيران، كشاهد على الواقعة: "إن الأسرة لاتملك قوت يومها ولا حتى العمل، الأمر الذي دفع الأب لقتل أبنائه"، وأضاف: "أن الأطفال يدرسون في المدرسة الابتدائية والأب لا يملك مصاريف المدارس".

إطلاق النار

كما أطلق زوج النار على زوجته وطفليه، في أبريل 2015، بسبب مروره بضائقة مالية، وقال حارس العقار، وقتها: "إن الأسرة مكونة من الزوجة والأطفال أحمد 9 أشهر، وسلمى 3 سنوات وعائشة 6 سنوات، بالصف الأول الابتدائي وهي الناجية الوحيدة؛ لأنها كانت المدرسة وقت ارتكاب الجريمة".

وكشفت التحريات، أن مرتكب الجريمة محمود بكر، ويمتلك محل إكسسوارت بالموسكي، ومر بضائقة مالية، وفى يوم الحادث استيقظ، وأمسك بسلاحه وأطلق الرصاص على زوجته وأطفاله.

تعداد الحيوانات

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عبدالعاطي عباس، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة القاهرة، أن هذا التصرف في تعداد الحيوانات بل إن الحيوانات المفترسة لا تفعل هذا مع أبنائها، ولم يكن الفقر يوما سببا للتخلص من الأبناء.

وأشار «عبد العاطي»، في تصريحات لـ«فيتو»، إلى أن الأبناء سبب في الرزق فقال الله تعالي: «وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا»، أي أن الله يرزق الآباء مع الأبناء وليس أي منهم بمفردة، ومن الممكن أن يكون هناك سبب آخر للإقدام على قتل الأبناء كأمر نفسي.

ضغوط اقتصادية

ومن جانبها، أشارت الدكتورة بسمة سليم، خبيرة التنمية البشرية والباحثة في علم النفس، في تصريح لـ"فيتو" إلى أن ارتكاب هذه الأفعال يكون نتيجة ضغوط للظروف الاقتصادية والاجتماعية وهذه الضغوط مبررات نفسية لما يفعله.

وأضافت الدكتورة بسمة، أن الشخص الطبيعي والسليم نفسيا يمتلك الوعي والفهم ويحاول التوافق مع الظروف الاقتصادية بالبحث عن مصدر دخل جديد ويبدأ في التغيير من الداخل؛ لكن من يفعل غير ذلك يجب إخضاعه للعلاج النفسي في الحال.

وتابعت: "أن هذه مسئولية وزارة الشئون الاجتماعية لمحاولة النهوض بالجانب الاجتماعي للمواطنين ونشر الوعي لديهم لتفادي تكرار هذا الفعل الشاذ".
الجريدة الرسمية