مصر وروسيا بعد زيارة واشنطن «٢»
لأن مصر عانت كثيرا من نظام القطب الواحد، فإنها تفضل بالقطع نظام الأقطاب المتعددة، وتراها أكثر توازنا عالميا، ويقي الدول النامية من هيمنة الدول الكبيرة.. ولذلك رسمت مصر سياساتها الخارجية على الانفتاح على كل القوى العالمية والدول الكبري، وتعزيز علاقاتها مع هذه القوى والدول.. وبالتالي لا يمكن لمصر أن تقايض علاقتها مع واشنطن بعلاقتها مع روسيا، أي أن تضحي بعلاقات طيبة مع روسيا من أجل علاقات أفضل مع أمريكا.. وثمة إدراك لدى الإدارة المصرية بخطأ قرارات سابقة في السبعينيات تجاه روسيا لا ينساها الروس حتى الآن.
تدرك مصر أيضا أن روسيا ليست هي الاتحاد السوفيتي السابق، ولذلك تدير علاقتها معها، مثل بقية الدول، على قاعدة المصالح المتبادلة في المجالات العسكرية والاقتصادية.. وحتى إذا كان القطب الروسي لم يتخذ قرارا باستئناف رحلات الطيران مع مصر فإن الإدارة المصرية لا تترك لذلك تأثيرا على تنمية علاقتها بروسيا في المجالات الأخري.
وهذا ما قلته لصديقي مؤكدا أن العلاقات المصرية الروسية لن تتأثر بالسلب لزيارة السيسي لواشنطن، أو لتحسن العلاقات المصرية الأمريكية، خاصة وأن الإدارة الأمريكية الجديدة تبغي تحسين العلاقات الأمريكية الروسية.. وقد كان أمر له مغزاه أن يلفت انتباه محاور فوكس نيوز أثناء حواره مع الرئيس السيسي اهتمامه بالحديث عن أهمية الدور الروسي.
