رئيس الوزراء لـ«سطوطة الفنجري»: الشعب فاهم الحكومة غلط وأنا قربت أتجنن
هاج الشعب وماج بعد زيادة سعر تذكرة المترو إلى 2 جنيه.. كما هاج الشعب وماج عندما وقعت أزمة رغيف العيش.. وهكذا يهيج الشعب ويموج على مدى الأسبوع أكثر من مرة لأكثر من أزمة بسبب سياسات الحكومة الفاشلة.
كل ده وعمنا «شريف إسماعيل»، رئيس وزراء مصر، لا يحرك ساكنًا.. لم يخرج للناس بتصريح يهدئ من ثورتهم المكتومة.. التصريحات فقط مقتصرة على بعض الوزراء وغالبًا تكون مضحكة.. ويناقشها النواب في برامج «التوك شو» مع بداية مساء كل يوم.
قليل من النواب يعلنون غضبهم وتحيزهم للشعب، وكثير منهم يدافعون عن الحكومة ويختلقون لها الأعذار.. أنا بقى كعادتى في مثل هذه الحالات قررت أن أتصل بالمهندس شريف حتى استمع منه لأي شيء يهدئ من دهشتى.. وكعادته لم يتأخر في الرد ورحب بلقائى في مكتبه.. ومع فنجان القهوة دار بيننا هذا الحوار:
قلت: إيه ياهندسة.. لا أسكت الله لك حسا.. فينك من الإعلام يا باشا؟!
قال: أنا مش ناقص إعلام ولا دياولو يا سطوطة.. كدا كدا الناس مش مصدقانا مهما قلنا!
قلت: ما هو إنت ووزراؤك برضو بتقولو كلام ما يدخلش الدماغ.. الحياة عندكم حلوة وشايفين الدنيا بمبى، في حين أن الشعب بيكح تراب.. الأسعار هتموتنا.
قال: شوفى يا أخت سطوطة.. أنا هحكيلك حكاية ويا ريت من خلالها تفهمى كل حاجة!
قلت: هو انت في كل مرة هتحكيلى حكاية ولا إيه؟!
قال: آه.. بس على الله يتمر فيكى
قلت: ماشى.. إحكى يا شهريار
قال: شوفى ياستى ولا سيدك إلا أنا.. كان فيه واحد مؤلف كبير قاعد بيكتب مذكراته.. فدخلت عليه زوجته ولاحظت شروده وعلامات الحزن والاكتئاب على وجهه.. فاقتربت منه ومن فوق كتفه قرأت ما كتب.. حيث كتب أنه «في السنة الماضية أجريت عملية إزالة المرارة.. ولازمت الفراش عدة شهور.. وبلغت الستين من العمر.. فتركت وظيفتي المهمة في دار النشر التي ظللت أعمل بها ثلاثين عامًا.. وتوفي والدي.. ورسب ابني في بكالوريوس الطب لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب إصابته في حادث سيارة.. وفي نهاية الصفحة كتب: يا لها من «سنة سيئة للغاية».
فتركت زوجته الغرفة بهدوء.. من دون أن تقول شيئًا.. لكنها وبعد عدة دقائق عادت وقد أمسكت بيدها ورقة أخرى.. وضعتها بهدوء بجوار الورقة التي سبق أن كتبها زوجها.. فتناول الزوج ورقة زوجته وقرأ فيها:
«في السنة الماضية.. شفيت من آلام المرارة التي عذبتك سنوات طويلة.. وبلغت الستين وأنت في تمام الصحة.. وستتفرغ للكتابة والتأليف بعد أن تم التعاقد معك على نشر أكثر من كتاب مهم.. وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والثمانين من غير أن يسبب لأحد أي متاعب.. وتوفي في هدوء من غير أن يتألم.. ونجا ابنك من الموت في حادث السيارة وشفي بغير أي عاهات أو مضاعفات.. وختمت الزوجة عبارتها قائلة: «يا لها من سنة أكرمنا الله بها وانتهت بكل خير».
قلت: يعنى إيه الكلام دا بقى.. اشرح يا غالى اشرح.
قال: يعنى الشعب دايمًا فاهم الحكومة غلط.. فالأحداث هي نفسها.. لكن بنظرة مختلفة.. دائمًا ينظر الشعب إلى ما ينقصه وإلى ما حُرم منه.. لذلك لا يشكر الحكومة على إنجازاتها.. لأنه لا يعطى لنفسه الفرصة لرؤيتها.
قلت: يعنى مثلا كدا زى إنجاز الحكومة في زيادة سعر تذكرة المترو؟!
قال: آه طبعًا.. دا إنجاز لأن الزيادة سنصلح بها مرافق المترو.. لكن الشعب يرى أنها أزمة وابتلاء!
«في السنة الماضية.. شفيت من آلام المرارة التي عذبتك سنوات طويلة.. وبلغت الستين وأنت في تمام الصحة.. وستتفرغ للكتابة والتأليف بعد أن تم التعاقد معك على نشر أكثر من كتاب مهم.. وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والثمانين من غير أن يسبب لأحد أي متاعب.. وتوفي في هدوء من غير أن يتألم.. ونجا ابنك من الموت في حادث السيارة وشفي بغير أي عاهات أو مضاعفات.. وختمت الزوجة عبارتها قائلة: «يا لها من سنة أكرمنا الله بها وانتهت بكل خير».
قلت: يعنى إيه الكلام دا بقى.. اشرح يا غالى اشرح.
قال: يعنى الشعب دايمًا فاهم الحكومة غلط.. فالأحداث هي نفسها.. لكن بنظرة مختلفة.. دائمًا ينظر الشعب إلى ما ينقصه وإلى ما حُرم منه.. لذلك لا يشكر الحكومة على إنجازاتها.. لأنه لا يعطى لنفسه الفرصة لرؤيتها.
قلت: يعنى مثلا كدا زى إنجاز الحكومة في زيادة سعر تذكرة المترو؟!
قال: آه طبعًا.. دا إنجاز لأن الزيادة سنصلح بها مرافق المترو.. لكن الشعب يرى أنها أزمة وابتلاء!