رئيس التحرير
عصام كامل

خد وهات بين أمريكا ومصر


لن أتوقف مثل آخرين أمام مظاهر الترحيب بالرئيس السيسي في واشنطن من قبل الإدارة الأمريكية، ابتداء من استقبال الرئيس ترامب له أمام البيت الأبيض، وحتى رفع أعلام كل الولايات الأمريكية أثناء لقائه، أو الكلمات الداعمة من قبل الرئيس الأمريكى للرئيس المصرى، وهو ما لفت انتباه صحف أمريكية بل وانتقادها أيضا مثلما فعلت صحيفة النيويورك تايمز.. فلست هنا بصدد الحديث عما أعجبنى أو ما لم يعجبنى في استقبال ترامب للسيسي، مثل تلك الصورة التي نشرها لنفسه وهو يجلس على مكتبه، وحوله يقف أعضاء وفدى البلدين، وأيضا الرئيس السيسي، ولكن سوف اهتم بجوهر ما حدث خلال هذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس السيسي للعاصمة الأمريكية، واللقاء الذي جمع ما بين الرئيسين المصرى والأمريكى.


وهذا الجوهر يتمثل في تبادل المصالح بين البلدين.. مصر وأمريكا.. خاصة فيما يتعلق بالعلاقات السياسية والاقتصادية بينهما.. فقد أعلن ترامب بوضوح لا لبس فيه أنه شخصيا وإدارته يقف بقوة وراء الرئيس السيسي ومصر في الحرب ضد الإرهاب، و أنه داعم لها عسكريا واقتصاديا.. بينما أعلن الرئيس السيسي أنه ومصر يدعم بقوة الإستراتيجية التي يتبناها ترامب للقضاء على الإرهاب، وأيضا لإيجاد حل لما أسماه مشكلة القرن أي المشكلة الفلسطينية، أو الصراع العربى- الإسرائيلى.. فالسياسة هي عملية خد وهات.. أي تبادل المصالح والمنافع.. ولعل هذا ما تم التوافق عليه ما بين الرئيسين المصرى والأمريكى.. أي تقوم العلاقة ما بين البلدين على تبادل المصالح وليس خدمة لمصلحة الطرف الأقوى، وهذا ما تفعله مصر في سياستها الخارجية مع كل الدول.
الجريدة الرسمية