بالفيديو والصور.. فوانيس رمضان تزين «الكيت كات» والأسعار «نار»
«فانوس رمضان» دائمًا يأتي في موعده الذي لا يخلفه، وبمجرد ظهوره ينبهنا بقرب قدوم «شهر رمضان»؛ ليكون رمزا من أهم رموزه، بألوانه المبهجة وقيمته التاريخية، التي يتمتع بها منذ أن عرفته مصر في عهد الفاطميين، في القرن العاشر الميلادي؛ لإنارة الشوارع والمساجد ليلًا.
«شادر الفوانيس»، هو السوق الوحيد الذي يقوم بتجهيز وتعليق فوانيس رمضان قبل الشهر الكريم بأقل من شهرين، بمنطقة الكيت كات بالجيزة، لشراء البهجة الرمضانية، المتمثلة في الفوانيس، بمختلف أشكالها وأنواعها بالجملة والقطاعي، يقصدها كثير من الأهالي؛ لشراء فوانيس رمضان بأسعار أقل من المعروضة في باقي الأسواق.
يضم شادر الفوانيس هذا العام أشكالًا مختلفة ومتنوعة من فوانيس رمضان، جميعها مصنعة داخل مصر، هذا لأن أصحابها لا يريدون بيع إلا الصناعة المحلية، المصنوعة من الصاج والقماش، بينما الصناعة الصينية لا مكان لها في الشادر.
«أم حسن»، التي تظهر على وجهها ملامح البهجة والسرور؛ لقدوم شهر الخير والبركات، والذي يكثر فيه ربحهم؛ لأنه هو العمل الذي يجيدونه في حياتهم، تمكث في الشادر هي وابنتها؛ لتعليق الفوانيس على جدران الشادر، الذي يقام في عامه الثالث؛ لأن زوجها لا يقدر على الوقوف فيه ومساعدتهم، فيعيشون أيام كفاح في شهر رمضان؛ من أجل توفير ما يكفيهم في الحياة الصعبة.
قالت مالكة الشادر: إنهم الآن يقومون بالتجهيزات لقدوم شهر رمضان، من ترتيب الفوانيس في أماكنها ونصب الفراشة، وتركيب الأنوار، ويعمل معهم بعض العاملين؛ ليساعدوهم في عملية البيع، التي تستمر 24 ساعة في اليوم، حتى نهاية شهر رمضان، مضيفة أن كل الفوانيس التي توجد عندهم هي صناعة مصرية؛ لأنهم يفتخرون بالصناعة المحلية، قائلة: «كل اللي عندنا صناعة مصري، ومفيش مكان للصيني عندنا».
وأضافت، أنهم يملكون جميع أنواع الفوانيس المصرية، حتى أنه يوجد بعض الأنواع الحديثة، قائلة: «اللي طلع جديد السنة دي بالنسبة للصاج هو أبلة فاهيتا، وفانوس فاروق، وهو كان قديم بس صغير، ولكن دلوقتي طلع منه النوع الجديد كبير».
وأكدت أم حسن، أن الفوانيس أسعارها ارتفعت جدا هذا العام، مقارنة بالعام الماضي؛ بسبب موجة الغلاء التي أصابت البلاد، حيث تتراوح أسعار الفوانيس الصاج ما بين 80 حتى 400 جنيه للفانوس، وهذا يكون على حسب التطريز والخامة والشغل، الذي دخل في صناعة الفانوس، بينما تتراوح أسعار الفوانيس اللعبة ما بين 35 حتى 100 جنيه، وهذا ما يعتبر ارتفاعا كبيرًا في الأسعار، لا يقدر عليه الكثير من الزبائن، قائلة: «كل حاجة غليت ومفيش حاجة دلوقتي رخيصة، والزبون بيقولنا: انتو اللي بتغلو الأسعار».
وأوضحت: «الأرزاق كلها بيد الله، ولا نستطيع في هذه الفترة أن نحدد هل نبيع مثل الماضي أم لا، ولكن الزبون قد لا يفرق معه السعر؛ لأنه بيشتري مرة واحدة في العام، ولا يشتري كل يوم»، قائلة: «الرزق كله على ربنا، وفيه ناس مش بيهمها ده غالي ولا رخيص؛ علشان هما بيشتروا الحاجة دي مرة واحدة في السنة، وفيه ناس بتفرق معاها كتير».