رئيس التحرير
عصام كامل

3 أسباب وراء هزيمة «داعش» في الأرض المحتلة.. تقرير

فيتو

في الأونة الأخيرة، باتت إسرائيل تستسهل، اتهام منفّذي الهجمات ضدها بالانتماء إلى «داعش»، وهو الادعاء الذي كشف عدم صحته، استطلاع رأي فلسطيني، أجراه معهد العالم العربي للبحوث والتنمية، قبل عامين، وخلصت نتائجه إلى أن غالبية الفلسطينيين وبنسبة تتعدي الـ«93%» يرون أن التنظيم لا يمثّل الإسلام الحقيقي، وممارساته مستهجنة وغير مبررة، وبجانب ذلك هناك 3 أسباب جوهرية منعت التنظيم من نصب مخالبة في الأرض المحتلة.


اعتراف حمساوي بالأزمة

اعترفت حماس على لسان «صالح الرقب»، وزير الأوقاف والشئون الدينية السابق، بوجود مسحة داعشية في فلسطين، وهو ما يعني انهم على يقفون على أعتاب أولى درجات التشافي من الوباء الداعشي.

وبحسب «الرقب»؛ أهم أسباب انتشار أفكار تنظيم الدولة الإسلاميّة، وغيره من التنظيمات السلفية المتشددة، يعود إلى الإحباط السياسي في فلسطين، واضطهاد إسرائيل لأبناء الأرض المحتلة، وإمعانها في الاستهانة بالمقدسات والشعائر الإسلامية، وآخرها قانون حظر الآذان، الذي أقره الكنيست في 8 مارس الماضي.

وكانت كبري صحف إسرائيل «هاآرتس»، كشفت مؤخرا عن اعتقال الأجهزة الأمنية للاحتلال، ما يقرب من 83 شخصًا، من مواطنيهم العرب، ومن بلدات عربية مختلفة داخل إسرائيل، والضفة الغربية، ووجهت لهم تُهمًا بالانتماء إلى تنظيم الدولة، بعد رصد اتصالات لهم مع نشطاء داعش في الخارج، للاتفاق على شن هجمات داخلها، وتم اعتقال بعضهم وهم في طريقهم إلى العراق وسوريا للقتال في صفوف التنظيم، بينما اعتقل آخرون لدى عودتهم من تلك الساحات.

تنظيم داعش في غزة

«الفكر التكفيري» لا يناسب الفلسطينيين

يعرف المراقبون للأوضاع في الأرض المحتلة، أن البيئة الفلسطينية غير قابلة لتشرب جينات التكفير، ولا ترغب في نقل معركتها، إلى خارج حدودها، فضلا عن أن معظم الهجمات الفلسطينية على إسرائيل، تحركها المشاعر الوطنية وليس الدين، على عكس العمليات التي يتبناها داعش، وربما يفسر ذلك فشله في إيجاد مفاصل تنظيمية له على الأرض، بالمعنى المتعارف عليه، مقارنة بولاية سيناء في مصر، ودرنا في ليبيا، والرقّة في سوريا، والموصل في العراق قبل تحريره.

ورغم التزايد الملحوظ لأعداد مناصري «داعش» من أتباع التنظيمات السلفية في قطاع غزة تحديدا، إلا أن سجلات السجون الإسرائيلية حتى الآن تقول أن هناك 15 معتقلا فلسطينيا فقط، من المحسوبين على التيارات السلفية، من أصل «سبعة آلاف معتقل» ما يفسر لجوء معتنقي الفكر الداعشي، إلى الهرب بأفكارهم خارج الضفّة الغربية وغزة، وتحديدا إلى العراق وسوريا وسيناء.

وتتعامل حركة حماس، بآليات حازمة مع سلفيو غزة المؤيدين أو المتعاطفين مع «تنظيم الدولة» سواء بإحكام القبضة الأمنية على تحركاتهم وتوقيفهم إذا لزم الأمر، أو بإجراء المراجعات الفكرية والدينية المستمرة لتلك العناصر، لإثنائها عن الفكر الداعشي، الذي قد يتسبب في تصفية القضية الفلسطينية، إذا ما توطن في الأرض المحتلة.

المقاومة لا الإرهاب

تبذل السلطات الحاكمة في غزة جهودا كبيرة، لإبقاء القضية في خانة المقاومة، لا مربع الإرهاب، ويمكن فهم ذلك جيدا من تصريحات يوسف فرحات، مدير الوعظ بوزارة الأوقاف والشئون الدينية في غزة، الذي اعتبر تنظيم الدولة الإسلامية من الآفات الخطيرة المتفاقمة في الحركات الإسلاميّة، من جراء الفهم المغلوط للنصوص الدينيّة، والتعامل معها بمنهجيات غير علمية، قد تؤدي في النهاية إلى العنف والتكفير.

وتتدارس حماس حاليا، كيفيات عدة للتعامل مع خلايا داعش، سياسيا وأمنيا وفكريا، لضرب إدعاءات إسرائيل، التي تحاول اتخاذ تنظيم الدولة ذريعة لإقناع العالم الغربي أنها مستهدفة، مثل فرنسا وألمانيا من جماعات التطرف الديني في الأرض المحتلة، ما يجعلها في حاجة لتأمين نفسها، بكافة الطرق التي تحلو لها، دون قيد أو شرط.

الجريدة الرسمية