رئيس التحرير
عصام كامل

عبدالناصر ضَحَّى والسادات قَاتَل ومبارك فَاوَض ومرسى مَنَحَها هدايا


كان جمال عبدالناصر يقود أفريقيا كلها من أجل التحرر ودفع حياته ثمنًا لنضاله من أجل تحرير الأرض، وقد عاش السادات يُفاخر جيله بأنه من صنع الحرب وسيحصل على الأرض مقابل السلام، وظل مبارك بطل الطلعة الجوية التى أربكت العدو وصاحب النفس الطويل فى مفاوضات الأرض مقابل السلام، وسيكتب التاريخ أن كل جهود هؤلاء قد راحت سدى؛ لأنه قد جاء إلى الحكم فى مصر مَن يمنح الأرض مقابل حبة فشخرة!!


قال موسى محمد أحمد، مساعد الرئيس السودانى عمر البشير، إن بلاده قد تلقَّت وعدًا من الرئيس المصرى، بإعادة مثلث حلايب وشلاتين إلى حاله قبل عام ١٩٩٥م، وأكد للصحفيين أن مرسى وعد بإزالة الاحتقان وتذليل العقبات فى هذا المثلث، وما أن نشرت المواقع الإلكترونية كلام المسئول السودانى إلا وخرجت رياح شمالية شرقية وأخرى جنوبية غربية من مواقع التواصل الاجتماعى تهدّد وتتوعّد الإخوان وحكمهم ورئيسهم الذى جاء فى غفلة من الزمن إلى أعلى منصب فى البلاد.

وعلى الفور خرجت الرئاسة المصرية لتكذّب الرئاسة السودانية ودون البحث عن وسائل لإقناعنا بأن أشـقاءنا فى السودان يكذبون، يجب أن نتذكّر جيدًا مَن هو الكذاب؟

حسب خبراتنا السابقة، أستطيع القول وأجزم بأن البشير ورئاسته صادقون فما عهدناهم كاذبين، وأستطيع القول وأجزم بأننا مصدر الكذب، فرئيسنا ليس حديث عهد بالكذب، وقد ضبط به أكثر من مرة، والتهمة ثابتة عليه، وقد ثبت للعامة والخاصة أن جماعته تمارس الكذب بشكل متواصل، ويكفى أن يقول مرشدهم مهدى عاكف، إنه لم يُجر حوارًا صحفيًّا مع صحيفة الجريدة الكويتية، ونفاجأ بالصحيفة تذيع حواره بالصوت على قناة اليوتيوب، مع تأكدنا أن الصحيفة التزمت حيادية زائدة عن اللزوم عندما حذفت من الحوار مواد أكثر خطورة من تلك التى أذاعتها.

الجماعة بالدليل القاطع تعشق الكذب، والرئيس ضبط فى غير مرة يمارسه، ليس على سبيل الهواية وإنما على سبيل الاحتراف.. وخلاصة القول إننا تعرضنا لما هو أبعد من الكذب ودخلنا إلى مرحلة خطيرة فى تاريخ مصر، حيث لم يثبت تاريخيًا حتى أيام أن كانت مصر تحت الاحتلال، أن قدَّم حاكم أرضًا مصرية لآخرين.
وعدت جماعة الإخوان بأن يسكن أهل غزة أرض سيناء، وقد قال مهدى عاكف من قبل، وماذا لو سكن أهالى فلسطين سيناء.. أليسوا مقيمين فى الأردن؟ وبدأت بالفعل إسرائيل فى منح الفلسطينيين الراغبين فى زيارة مصر تأشيرات تحمل فى خانة الولادة "غزة وسيناء"، وها هو رئيسهم يقدم مثلث حلايب المصرى إلى السودان فى زيارة واحدة.. والخوف أن تكبر فى دماغ الأخ محمد مرسى ويفاجئ الجميع فى أول زيارة له إلى ليبيا بأن بقى فى منصبه، ويقدم لهم منفذ السلوم وحتة من مطروح هدية حب وإخاء ومودة وعطف وأخوة.

وقد عشنا وشفنا أن يهدى رئيس دولة جيرانه أجزاءً من وطنه على سبيل العطايا تحت شعار أنه أول رئيس منتخب دون أن يخلعه الشعب كما خلع مَن هو أكبر منه وأقدر فى الحرص على تراب الوطن، وكان من جنود مصر الذين حملوا أرواحهم على أكتافهم فى حروب استرداد الأرض.

خلعنا مقاتلًا لأنه تغطرس، وانتخبنا سياسيًّا سريًّا جاء ليوزّع الوطن على جيرانه، واكتفينا بعدد كام "تويتاية" وعدد من "البوستات" النارية، واسترحنا دون أن نتحرك جديًّا قبل أن نفاجأ بأننا نعيش لاجئين بين السكان الجدد فى سيناء والبحر الأحمر، وقد كان لزامًا على مرسى أن يرد مصر والسودان "هتة واهدة" بدلًا من أن يهديهم أرضنا، فالأرض عرض ربما لا يعرفه الإخوان.

وقد زاد الطين بلة أن حزب النبى حارسه رئيس العصابة محمد مرسى قد اعتمد خريطة للبلاد لا تتضمّن حلايب وشلاتين، وزاد الطين "عشر بلات" أن مرشدهم السابق قال ما معناه إنه لا يمانع إن كان المثلث تابعًا للسودان أو لمصر، أى أننا أمام جماعة من "المعاتيه" لا يعرفون للوطن قدرًا ولا يدركون أن للأرض حرمة وقداسة دفعنا من أجلها دماء أبناء بررة لا يعرفون الإخوان ولا يعرفهم الإخوان.

ويكفى أننا تعجّبنا لأن محافظ كفرالشيخ الإخوانى عيّن مستشارًا له للشئون الدولية دون أن نبحث فى أصوله وجذوره، فقد يكون الحسينى مواطنًا عربيًّا ينتمى إلى دولة أخرى، وقد أكرم وفادته الوالى محمد مرسى ومنحه أرضًا له ولعائلته، ربما لأنه ألقى على سمع مولانا قصيدة شعرية أعجبته فكافأه بكفرالشيخ، ولكم أن تسألوا أيضًا عن أصول وجذور البرنس الذى طاح فى الإسكندرية، قد يكون من المحظوظين مثل حسينى كفرالشيخ، أما البرنس فقد فاز بعطية مولانا محمد بن مرسى؛ لأنه ألقى على سمعه نكتة القرد، الذى قال نكتة لم يفهمها الحمار إلا فى اليوم التالى.

ورغم مرارة ما يحدث من والى عكا الجديد، فإن حزبًا واحدًا لم يتحرّك، ولم يصدر بيان من جهة سياسية تصف مَن يفعل فعلة مرسى بأنه خائن تجب مطاردته وإعادته إلى محبسه فى وادى النطرون، ومعه بقية أعضاء جماعته الذين تاجروا فى كل شىء، حتى وصلوا إلى تقديم أرض الوطن هدايا وبعدها نهدى وادى النطرون للواء حبيب العادلى، فهو كفيل بهذا النوع من البشر!!
الجريدة الرسمية