رئيس التحرير
عصام كامل

كواليس ملحمة «القوات المسلحة» في جبل الحلال.. الأبطال يحاصرون الإرهابيين 6 أيام متواصلة.. مجند يوصي بدفنه في الجبل عقب استشهاده.. أحد القادة: التكفيريون هربوا كالفئران.. ولا تراجع عن تطهير س

فيتو

سجلت قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء سطورًا من البطولات على أرض الفيروز حفاظا على رمال الأرض الطيبة التي ضحى المصريون من أجلها كثيرا.

تضحيات سيناء
لا زالت التضحيات مستمرة في سيناء، حيث حقق رجال قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميدانى ملحمة كبرى داخل جبل الحلال الأسطورة الوهمية التي صدرها الإرهابيون بعد أن اتخذوه ملاذا لهم منذ عدة أعوام.

وخلال جولة «فيتو» داخل الجبل، التقت بمجموعة من الأبطال الذين رصدوا أصعب اللحظات وأهمها أثناء السيطرة على الجبل في 6 أيام.

«الأنفاس الأخيرة»
كشف أحد أبطال الاقتحام برتبة عقيد مقاتل، أحد قادة قوات عملية اقتحام جبل الحلال، عن بعض من الأدوار البطولية التي قام بها أبطال القوات المسلحة، حيث كان أحد الجنود قد أصيب إصابة بالغة، وكان «يلفظ أنفاسه الأخيرة»، فتوجه إليه قائده ليساعده على عملية إخلاء مكانه، لكن الجندي طلب من قائده الاستمرار في عملية الاقتحام والمداهمة، حتى استُشهد.

كما سرد بعض قصص وبطولات أبطال القوات المسلحة، أثناء عملية الاقتحام حيث قال: «توفيت والدة أحد المقاتلين الأبطال أثناء عمليات المداهمات، وعندما علم بوفاة والدته، قلنا له بأنه سيتم توفير وسيلة لنزوله من الجبل مع توفير حماية له، من أجل المشاركة في عزاء والدته، لكن البطل المقاتل رفض، وأصر على استمراره في عملية المداهمات، ليأخذ ثأر زملائه من الشهداء».

«درجات الحرارة»
وأكد المقدم مقاتل أحد قادة الاقتحام، أن عزيمة وإرادة الجندي المصري لا أحد يستطيع أن يقهرها، موضحا أنه في أحد أيام المداهمات كانت درجة الحرارة أقل من 9 درجات وكان المطر من الساعة العاشرة صباحا في أحد الوديان بالجبل لكن القوات من ضباط وجنود رفضت العودة وإلغاء المداهمة إلا بعد القضاء على كل العناصر الإرهابية داخل أحد الكهوف وضبط ما لديهم من أسلحة وذخائر.

دفن جندى في الجبل
وتابع: وفي إحدى المداهمات استشهد أحد الجنود وقبل استشهاده بدقائق طلب من القائد دفنه مكانه واستكمال العملية، قائلا في نص رسالته: "لو هتدفني مكاني ادفني لكن كمل أنا عايزك تجيب حقي وحق كل الشهداء اللي قبلي"، وأثناء دفن جثمانه طالب إخوته وأبناء أعمامه من قائد القوات ارتداء الأفرول والتجنيد في الجيش مرة أخرى.

وأكد قائد المجموعة أن عقيدة الجيش المصري وسر المقاتل المصري أنه يتربي على عقيدة الشجاعة والعزيمة أنه يري زملاءه يستشهدون وتكون دافعا له ويصر على استكمال المهمة حتى النهاية وهذه العقيدة ليست موجودة في أي جيش آخر.

أبطال الدقهلية
والتقت «فيتو» أيضا بمجموعة من الأبطال، حيث أوضح أحد الجنود بمحافظة الدقهلية أنه تم تجنيده منذ عام تقريبا، مشيرا إلى أنه عندما علم بأنه سيقضي فترة تجنيده في سيناء ردد قائلا: "الحمدلله دا كرم من ربنا عليا وشرف أن أكون بطلا من اأبطال سيناء".

وأشار إلى أنه شارك في مداهمات جبل الحلال منذ بدايتها وكان يشاهد العناصر الإرهابية تحاول الهروب كالفئران خوفا من أبطال الجيش المصري.
وقال: «شاهدت الخوف والجبن في أعين التكفيريين وكانت سعادتي لا توصف وأثناء اقتيادي لأحد العناصر الإرهابية المقبوض عليهم إلى إحدى السيارات كانت يده ترتعش من الخوف فقلت له بنظرة غضب لا تخف عقيدتنا لا تقتل المقبوض عليهم مثلما تفعلون أنتم، فالجيش المصري لا يقتل أحدا إلا من يحاول أن يرفع السلاح فقط».

مداهمات المجموعات
وأكد أنه كان يستمد الشجاعة والعزيمة في المداهمات من قادة المجموعات التي لا تخاف على أرواحهم، موضحا أن قادته تكون في أول المواجهة وتفتدي بأرواحها، مشيرا إلى أن القادة دائما يطمئنون عليهم أثناء المواجهات وكلمتهم لنا دائما: "أنتم أهم من أي شئ وروحنا فداكم".

وقال الجندي محمود إنه هو زملاؤه أثناء المداهمات يرفضون نزول الإجازات الرسمية حبا في المشاركة مع القوات والثأر لزملائنا وقادتنا.

جيش وطنى شريف
وبعث الجندي رسالة إلى كل من يحاول هدم الجيش المصري قائلا: "الجيش المصري جيش وطني شريف وقادته تحترم جنودها وتعاملهم مثل إخوتهم الصغار وتخاف عليهم أكثر من أنفسهم.

وأوضح أنه عندما كان ينزل إجازته يحكي لعائلته وأصدقائه كيف يحارب الجيش المصري في سيناء حفاظا على تراب مصر وحتى يعيش الشعب المصري في أمان، لافتا إلى أن والده كان يتحدث معه في إحدي إجازاته ويوصيه بزملائه قائلا: "كن شجاع وبطل مش جبان وخاف على زمايلك وربنا يحفظك ويرجعك بالسلامة، لافتا إلى أن والده كان يتحدث معه في إحدي إجازاته ويوصيه بزملائه.

تطهير سيناء
فيما أوضح قائد إحدى المجموعات اقتحام جبل الحلال، أن عناصر القوات المسلحة، مستمرة في عملية تطهير سيناء من البؤر الإرهابية والتكفيرية، وإعادة الاستقرار مرة أخرى.

وأضاف أن العناصر الإرهابية اعتقدت أن القوات المسلحة لن تستطيع اقتحام جبل الحلال فأصبح مأوي وملاذا آمنا للاختباء به والتجهيز اللوجيستي للعناصر الإرهابية في رفح والعريش والشيخ زويد.

وأشار إلى أنه صدرت التعليمات باقتحام الجبل وتم اقتحامه على 3 مراحل، الأولى محاصرة الجبل من بعيد ثم محاصرته عن قريب والقيام ببعض المناوشات معهم حتى تم إنفاذ ذخائرهم وهذا الحصار استمر لمدة 6 أيام، وعندما رصدت القوات العناصر الإرهابية بعد إنفاذ كافة الدعم لديهم بمحاولة الهروب والاستنجاد بالعناصر الداعمة لهم تمت المرحلة الثالثة باقتحام الكهوف والمغارات والقضاء على عدد كبير منهم والقبض على آخرين.


لحظة الاقتحام
وأوضح أن الضباط والجنود بالجيش الثالث الميداني عندما علموا بأنه سيتم اقتحام جبل الحلال كانت فرحتهم كبيرة جدا ورفض عدد كبير من الضباط والجنود منهم نزول إجازتهم أملا منهم في المشاركة في عملية اقتحام جبل الحلال وأصر عدد كبير من الضباط على إبلاغ قائد القوات برغبتهم الشديدة في أن يكون ضمن قوات الاقتحام.

وأشار إلى أنه أثناء الاقتحام وجد إصرارا كبيرا من الضباط والجنود من مواجهة العناصر الإرهابية والقضاء عليهم، مشيرا إلى أن العزيمة التي شاهدها منذ الاقتحام موجودة حتى الآن وهذا يدل على قوة وصلابة الجندي المصري، موضحا أن عناصر الجيش الثالث الميداني تمكنت من القضاء على البؤر النجسة الإرهابية التي تتستر وراء الإسلام مؤكدا الإسلام برئ منهم تمامًا.

الإرادة
وأشار إلى أنه شاهد في تلك الأيام بطولات من ضباط وجنود سيسطرها التاريخ على مر الأيام كان هناك ضباط وجنود تستشهد وهي تحارب بكل رجولة وفداء ومصابون يرفضون إخلاء مواقعهم منهم مجند أصيب بطلقتين في الذراع الشمال ورفض الإخلاء إلا بعد إنهاء القضاء على العناصر الإرهابية حتى سقط سلاحه منهم فاقدا الوعي من شدة إصابته.

"لحظات الاقتحام"
وقال قائد مجموعة الاقتحام: «دخلنا جحورا ومخابئ وتم ضبط ميادين تدريب وأسلحة وذخائر وورش لتصنيع العبوات الناسفة وعثرنا على العديد من مخازن الدعم اللوجستي وقطع غيار سيارات ومخازن الإعاشة الطعام، مشيرا إلى أن الحرب على الإرهاب لن تتوقف عند جبل الحلال فهى عملية جراحية شديدة الخطورة يتم استكمالها الآن بالقضاء على كل العناصر التي تحاول دعم هذه التنظيمات الإرهابية».

وكشف المقدم قائد إحدى المجموعات التي اقتحمت جبل الحلال أنه تمت السيطرة على الجبل، ولم يستطع أي إرهابي أو أعوانهم أن يدخلوا أو يخرجوا من جبل الحلال، فسيتم القبض على الكثير منهم وقتل أغلبهم، مؤكدا أن الجيش الثالث الميداني طهر كل شبر في جبل الحلال.
الجريدة الرسمية