رئيس التحرير
عصام كامل

في اليوم العالمي للتوحد.. 5 أمراض تطارد الأطفال.. «الاضطرابات النفسية» يفصل الصغير عن العالم المحيط.. «الشلل» يلازمه طول حياته.. «الجديري» لا علاج له.. و«القوباء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مرض لعين يطارد الأطفال، يقضي على طموحاتهم وأحلامهم، يفصلهم عن ذويهم، ويمنعهم من ممارسة الحياة، إنه «التوحد»، الذي يحمل مخاطر كبري تجعل الطفل وكأنه «ميت إكلينيكيا» منفصلا عن العالم المحيط.


ومن منطلق تلك الخطورة، خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 أبريل من كل عام، للتوعية بخطورة المرض وكيفية مواجهته والوقاية منه، لذا نتناول في التقرير التالى الخطوط العريضة لهذا المرض، وغيره من الأمراض التي تصيب الأطفال.

1- التوحد
مرض التوحد عبارة عن مجموعة من اضطرابات سلوكية ونفسية وعقلية، تظهر عند الفرد من سن الطفولة، وخاصة في سن الثالثة، ويؤدي هذا المرض إلى مشكلات كبيرة في التكلم والمهارات الأساسية كالمهارات الاجتماعية والتواصل مع الناس، ويقود إلى تأخير تطور الطفل وصعوبة التواصل والتكلم واللعب والتفاعل مع الأشخاص والأطفال.

الأعراض
تظهر أعراض المرض على المستوي الاجتماعي في عدم استجابة الطفل لمناداة اسمه، ولا يكثر من الاتصال البصري المباشر، يبدو وكأنه لا يسمع محدثه، لا يدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين، يرفض العناق وينكمش على نفسه، كما أنه يرغب في اللعب بمفرده، وفيما يخص السلوك، ينفذ طفل التوحد حركات متكررة مثل، الهزاز والدوران في دوائر أو التلويح باليدين، ينمّي عادات وطقوسا يكررها دائما، شديد الحساسية بشكل مبالغ فيه للضوء والصوت واللمس، لكنه غير قادر على الإحساس بالألم.

أما على المستوي السلوكي، فيبدأ طفل التوحد نطق الكلمات في سن متأخرة، مقارنة بالأطفال الآخرين، يفقد القدرة على قول كلمات أو جمل معينة كان يعرفها في السابق، يتحدث بصوت غريب أو بنبرات وإيقاعات مختلفة، يتكلم باستعمال صوت غنائي أو بصوت يشبه صوت الإنسان الآلي (الروبوت)، كما أنه لا يستطيع المبادرة إلى محادثة أو الاستمرار في محادثة قائمة، وقد يكرر كلمات وعبارات ومصطلحات لكنه لا يعرف كيفية استعمالها.

العلاج
لا يتوفر، حتى يومنا هذا، علاج واحد ملائم لكل المصابين بنفس المقدار، وفي الحقيقة فإن تشكيلة العلاجات المتاحة لمرضى التوحد والتي يمكن اعتمادها في البيت أو في المدرسة هي متنوعة ومتعددة جدا، على نحو مثير للذهول، وتتماثل في علاجات إبداعية وأنظمة غذائية.

2- الجديري المائي
وأيضا الجديري المائي يهاجم الأطفال، وهذا المرض تلوثي معدٍ يسببه فيروس يدعى "فيروس الجدري" يعتبر فتاكا لأنه يصيب كل من يقترب منه، إذا مكث شخص ما بالقرب من شخص مصاب بمرض الجدري، فإنه يصاب على الفور.

من أبرز أعراض مرض الجدري: التعب والهزال، وارتفاع درجة حرارة الجسم، ثم يظهر بعدها طفح شديد على الجلد، تبدأ الأعراض بالظهور بشكل عام بعد 12 يوما من الإصابة بفيروس مرض الجدري.

العلاج
أما عن العلاج فلا يوجد حتى اليوم، ولكن يمكن شرب السوائل بكمية كافية وتناول الأدوية لموازنة درجة حرارة الجسم وتسكين الأوجاع، وأهم ما يميز هذا المرض أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس مرض الجدري لا يمكن أن يصابوا به مرة أخرى، بالإضافة إلى ذلك، يتوفر لقاح ضد الفيروس الجدري، ويحصل على حماية تدوم ما بين 3 - 5 سنوات، وإذا تلقى الشخص لقاحا إضافيا آخر في وقت لاحق، فإنه يحصل على حماية لفترة أطول.

3- شلل الأطفال
كما تضمنت قائمة أمراض الأطفال الوحش المريب الذي لا يعرف طريقا للرحمة، طالما تعرف على طفل لا يتركه طيلة حياته، إنه شلل الأطفال الذي يعد من أخطر الأمراض التي تهاجم الأطفال ومن أشدها قسوة، فهو يترك الطفل بعاهة سواء في يده أو ذراعه أو ساقه أو قدمه، تجعله مُعوقًا ليظل طوال حياته مُحتاجا لمساعدة الآخرين، بالإضافة إلى العوامل النفسية التي تصيب المريض وأسرته.

يُعد شلل الأطفال مرضا معديا تنتقل عدواه عن طريق الجهاز التنفسى والجهاز الهضمى، وتبدأ الإصابة به بوصول الفيروس عن طريق الفم إلى البلعوم أو المرىء، ومن ثم يمر بفترة حضانة تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع، وتبدأ أعراضه في الظهور بعد وصوله إلى الدم، ولكنها لا تكون أعراضًا متميزة لأنها تكون في بدايتها شبيهة بأعراض الإنفلونزا ونزلات البرد، لذا فإن تشابه أعراض الشلل عند الأطفال مع تلك الحالات في البداية يجعل من الصعب تشخيصه سريريًا، ولكنها تتطور إلى شلل في الأطراف وتضعف العضلات وتأخذ في الضمور ببطء.

وللوقت الحاضر لا يوجد دواء متخصص لشفاء هذا المرض بعد تمكنه من الطفل المُصاب، ولكن هناك لقاح فعال للوقاية منه، ويُعطى هذا اللقاح لكل الأطفال خلال الأشهر الأولى من حياتهم، ومع ذلك فإن انخفاض الوعى الصحى والجهل والإهمال والتفكك الأسرى وعدم توفير اللقاح الواقى أحيانًا في بعض البلاد الفقيرة، ونقص خدمات الطب الوقائى تمثل كلها ثغرات كبيرة يمكن أن ينفذ منها هذا المرض ليصيب بعضًا من الأطفال.

4- الحصبة
كما نجح مرض الحصبة في اقتحام عالم الطفولة، باعتباره مرضا فيروسيا معديا يصيب الأطفال، تظهر أعراضه في بقع وسعال جاف وزكام، والتهاب في ملتحمة العين، وفقدان الشهية، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، أما عن طرق الوقاية، فتكون بتطعيم للأطفال منذ الصغر.

5- القوباء
أما القوباء فسجل ثالث أكثر العدوى الجلدية شيوعا لدى الأطفال، وغالبا ما تظهر لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وستة أعوام، وهو مرض معد للغاية، يظهر على الجلد كمجموعة من النتوءات الصغيرة المتهيجة أو التقرحات التي تدر سائلا، والتي تكون قشرة عسلية اللون فوقها، وقد يؤدي لمس السائل الناتج من هذه التقرحات إلى انتشار عدوى القوباء على أجزاء مختلفة من جسد الطفل ولدى الأشخاص الآخرين الذين يلمسون هذا السائل، وينبغي استخدام المضادات الحيوية لتطهير عدوى القوباء، وفي النهاية تشفى التقرحات دون أن تسبب أي ندوب.
الجريدة الرسمية