رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. قصة ناشئ بالأهلي تحدى السرطان

فيتو




قبل 3 أعوام تحول حلم عبد السلام الزقازيقي مدرب الناشئين بالنادي الأهلي، في احتراف نجله محمد كرة القدم إلى "كابوس مخيف"، الابن الذي لم يكن أتم عامه الرابع بعد، أصيب وقتها بالسرطان وأكد الأطباء استحالة إكمال مسيرته في الملاعب.

نروي هنا قصة الطفل محمد عبد السلام صاحب السنوات الست، الذي تمكن من أن يقهر السرطان ويعود إلى الملاعب من جديد.
بكلمات متقطعة تليق بطفل لم يتعد عامه السادس بعد، يقول بطل القصة محمد عبد السلام: "أنا بحب ألعب كرة مع صحابي ودايما بلاعب بابا بلاي ستيشن في البيت ساعات هو يكسب وساعات أنا بكسب".

ويتابع: "بحب النادي الأهلي ونفسي أبقى زي محمد صلاح أو عبد الله السعيد".


ولد الطفل محمد عبد السلام في 2011 لوالد عاشق لكرة القدم ويعمل مدربا في قطاع ناشئي الأهلي، كان الطفل يذهب مع والده بشكل دوري إلى الملاعب وبدأ في مشاركة الأطفال في هذه اللعبة ويعجب بها إلى حد العشق ليبدى استعداده لأن يكون أحد نجوم الساحرة المستديرة.

"الوضع كان طبيعيا لا شيء يدعو للقلق، محمد أبدى استعداده للعب كرة القدم وتصيبه بعض الأمراض من حين لآخر مثله مثل باق الأطفال".. يقول الكابتن عبد السلام والد الطفل. 


يستعيد الوالد ذكريات رحلته مع مرض الابن الموهوب "بدأ محمد يمر بوعكات صحية متتابعة وأكثر حدة وتصل درجة حرارته إلى معدلات مرتفعة، لنذهب به إلى أحد المستشفيات ليتم تحويلنا إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357 لإجراء بعض التحاليل والتأكد من إصابته وتحديدها".

ويحكي الأب عن مشاعره ومشاعر زوجته بعد اكتشاف إصابة ابنهم بالمرض اللعين: "كانت فترة صعبة للغاية، الإحباط تسلل إلينا جميعا ظهرت نتيجة التحاليل وأثبتت إصابة محمد بسرطان الغدد وأكد الأطباء أن وجوده داخل المستشفى سيستمر لشهور، صدمة كبيرة تعرضت لها أنا وزوجتى، محمد أصغر أبنائنا، وظننا أن الولد ضاع مننا وخسرناه للأبد إلا أن حسن الظن في الله أعاده إلينا مرة أخرى.. رضينا بالأمر الواقع وقسمنا نفسنا والدته تهتم بالمنزل وباق أخوته وأنا أتابع الحالة الصحية لمحمد من داخل المستشفى، كانت فترة غاية في الصعوبة وواجهتني أزمات في حياتي العملية فلم أكن ملتزما في حضوري للنادي الأهلي، وهنا على أن أوجه الشكر لكافة من وقف بجانبي في النادي وتعاملهم الراقي في الأزمة التي تعرض لها ابني". 


ويكمل الأب تفاصيل الرحلة: "بعد فترة علاج استمرت 6 أشهر ذقنا فيها الأمرين، حالته الصحية تدهورت، وزنه ينقص بشكل كبير، أصابه العلاج الكيماوي الذي تلقاه بالعديد من الأعراض الجانبية فكان فمه دائما تظهر عليه علامات الطفح، فلم يكن يتمكن من تناول الطعام، أصابه الكثير من الألم، وبعد رحلة العلاج أعقبها راحة سلبية في المنزل أردنا أنا ووالدته أن نعيد دمجه في بيئته وأن يعود لأصدقائه وهو ما مثل تحديا جديدا، كيف لطفل عانى من مرض السرطان أن يعود للعب كرة القدم؟
جمال الريس، المدرب المسئول عن تدريب محمد يروي جانبا من القصة: "كنا نشعر بمرارة الأمر، محمد كان يتمتع بالموهبة، لكن السرطان أكبر من أن يواجهه طفل أو هكذا كنا نظن حتى ضرب لنا مثلا في قوة التحمل وكيفية المواجهة، كنا نشعر أن علينا مسئولية تجاه محمد، صرنا نتساءل كيف نساعده على عبور محنته التي لا يشعر بها أو يقدر حجم كارثيتها، فكنا نقسم أنفسنا مجموعات للتوجه لزيارته خلال فترة احتجازه، وكانت هدايانا لـ"محمد" عبارة عن كرة قدم أو تي شيرت لأحد الفرق الأجنبية".
وتحدث المدرب عن الدعم الذي قدموه للفتى الموهوب: "حرصنا في كل زيارة على أن ندعوه للعودة سريعا وأن نطلق عليه أسماء اللاعيبة الكبار الذين يحبهم وعلى رأسهم "عبد الله السعيد – لاعب النادي الأهلي" وكان محمد يحول كل ذلك لطاقة إيجابية مكنته من مواجهة المرض وقهر السرطان في رحلة علاج دامت 6 شهور".


ويروي تفاصيل خطة إعادة تأهيله وإعادته للملاعب بعد شفائه من السرطان: "كنت أشعر بالخوف والمسئولية لثقة كابتن عبد السلام في أن يعود محمد للملعب من خلالي، كيف سأتعامل معه في حال أخطأ هل سأعنفه، هل من الممكن أن ينظر إليه الأطفال نظرة مختلفة تؤذيه نفسيا، كيف سأمنع الأطفال أثناء اللعب من الاحتكاك به داخل الملعب، وكيف سأتصرف إذا أصابه أي أمر، إلا أن النتيجة كانت مذهلة، الولد يعود للملعب سريعا ولم يفقد لمسته الخاصة ويجد لنفسه مكانا داخل ناشئي الأهلي فيما بعد".



وبحالة من السعادة ممزوجة بالأمل يتحدث الريس عن مستقبل محمد في الملاعب: "بعد فترة لم تدم طويلا وصلت إلى ما يقرب من 8 شهور تمكن محمد من أن يجد لنفسه مكانا داخل ناشئي الأهلي ويبدأ في المواظبة على حضور تمريناته، وأتوقع له مستقبلا باهرا وأن يصبح اسما لامعا في عالم كرة القدم في السنوات القليلة القادمة وأن يصل إلى تمثيل منتخب مصر يوما ما".
الجريدة الرسمية