رئيس التحرير
عصام كامل

حرب تكسير العظام بين الإخوان والجيش


العلاقة بين الجيش والإخوان فى حالة توتر منذ عدة أشهر، وتصاعدت فى الفترة الأخيرة، بعد عدة تصريحات من قيادات الجماعة، ومنها تصريحات القيادى الإخوانى محيى الزايط فى قصيدته.. أن من يحكم الجيش فأر، ومن قبلها تصريحات المرشد العام للجماعة محمد بديع أن الجيش يحتاج لقيادة قوية، وبعدها تصريحات عديدة فى العامين الماضيين، وهجوم من الجماعة على المؤسسة العسكرية وحدثت بعض الأمور التى جعلت الأمور تتصاعد مثل أخبار عن تغيير الفريق السيسى وتعيين وزير جديد للدفاع.. والتى أربكت المشهد أكثر مثلما حدث مع المشير طنطاوى والفريق عنان.


الحديث المستمر عن محاولات الجماعة أخونة الجيش وخلق كوادر تدين لها بالولاء والطاعة داخل المؤسسة العسكرية بعد تردد اسم القيادى الإخوانى اللواء عباس مخيمر، وترشيح الجماعة له وزيرا للدفاع خلفا للفريق السيسى، وجعلت الجميع يترقب عملية تغييرات كبرى تجريها المؤسسة الرئاسية للتخلص من بعض قيادات الجيش.

 ولكن السؤال هنا.. ما سر الصراع بين الجماعة والجيش؟، وهل تخشى انقلاب الجيش عليها أم تزايد الغضب الشعبى ضد الرئيس والمطالبات بنزول الجيش والعودة لحكم البلاد وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟.

هناك إشارات واضحة للصراع بين الجماعة والجيش، أهمها شعور الجماعة ممثلة فى رئيس الجمهورية أن الغضب الشعبى يتزايد فى الشارع ضد فشلها الواضح فى إدارة شئون البلاد، وبعض القوى تحاول استدعاء الجيش للحياة السياسية مرة أخرى، لكى تنقذ مصر من أزمتها الحالية.

هناك تحليلات كثيرة ترى أن الجماعة تشك فى عدم ولاء الجيش الكامل للرئيس، ويدللون على ذلك بعدة قرارات اتخذها الفريق السيسى أغضبت الرئيس وجماعته منها قانون عدم تملك الأراضى فى سيناء، والذى كان وقوفا ضد محاولات أطراف عربية شراء أراضى سيناء، والقانون الآخر الخاص بمنطقة قناة السويس؛ عدم تملك دول عربية مساحات كبيرة فى محيط القناة حفاظا على الأمن القومى، والبعض يشير لسياسات الجيش فى هدم الأنفاق وإغراقها بين مصر وغزة، وغيرها من القرارت التى جعلت الرئاسة تشعر أن الجيش لن يمكنها من فعل ما تريد، فتحاول تطويعه وإرباكه كل فترة بنشر إشاعات عن تغيير قياداته.

الجيش مؤسسة وطنية مصرية حقيقية تبدع كل يوم فى خدمة هذا الوطن، وكان لها دور واضح فى حماية الثورة المصرية وعدم تحول مصر لساحة من الدماء كما حدث فى ليبيا ويكرر فى سوريا الآن، ويحاول ألا ينفذ السيناريو العراقى فى مصر بتقسيمها، وظهور حالات لشراء أراضٍ مصرية للتحكم فى الأمن القومى المصرى، ويعلم أنه فى أزمة حقيقية ويواجه قوى تريد توريطه فى صراع مع الشعب مثل اتهامه بقتل ثوار أو التفريط فى حقوق الشعب.

وكانت الملابس العسكرية المضبوطة مؤخرا فى طريقها لغزة وليبيا، وبعض القوى السياسية تخزنها لاستخدامها دليلا واضحا على نية مبيتة لتوريط الجيش مع الشعب، فعندما يرى الناس أشخاصا بزى عسكرى يقتلون المتظاهرين سيتهمون الجيش بصورة مباشرة، وهنا ندخل فى أزمة وصراع، وننتهى لغياب الثقة فى المؤسسة العسكرية، ويتكرر سيناريو الداخلية، ونرى كل عدة أشهر تغييرا للوزير والقيادات ومطالبات بتطهير الجيش، وننفذ المخطط الذى يريد بصراحة القضاء على الجيش الوحيد المتبقى فى الشرق الأوسط، وكل ذلك لهدف واحد عدم وجود قوة منظمة عسكرية تهدد أمن وسلامة إسرائيل، وما يبدعون فيه هو جعلهم تدمير الجيش على يد قلة غير وطنية تريد مصالحها السياسية على حساب مستقبل مصر.

dreemstars@gmail.com
الجريدة الرسمية