انهيار العلاقات بين روسيا والناتو.. حرب مرتقبة بين الطرفين تدمر قارة أوروبا.. أمريكا تعتبر موسكو «وريثًا» للإمبراطورية السوفياتية الشريرة.. والردع النووي الخيار الأمثل لـ «بوتين»
تزايدت قوة حلف شمال الأطلسي "الناتو" على الحدود الغربية لروسيا، وأظهرت التوترات المتصاعدة بين البلدين أنها لن تسهم إلا في مستقبل غير مؤكد.. وترصد في "فيتو" في هذا التقرير صراع القوى الكبرى التي قد تدمر القارة الأوروبية، على النحو التالي:
حرب باردة
بعد الاجتماع بين روسيا والناتو منذ يومين وسط جو من العداء المتزايد والريبة المتبادلة، أكد البعض أن ما يحدث بمثابة "الحرب الباردة"، ولكن البعض الآخر عبر عن قلقه من أن التوترات المتزايدة قد تؤدي إلى مواجهة كاملة في القارة.
ومن المفاجئ أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج قال إن المحادثات "طويلة" و"بناءة".
ويأتي هذا على الرغم من التحذير القوى من موسكو، الذي عبر عنه وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بأنه لن يكون هناك "المزيد من العمل كالمعتاد" مع الغرب.
"الناتو" يستعد للحرب
على مدى السنوات العديدة الماضية، تشعر موسكو بالقلق إزاء تعزيز الناتو بنيته التحتية العسكرية، ونشر أسلحة متطورة قادرة على إطلاق الرءوس الحربية النووية، وتعزيز قواته على طول الحدود الغربية لروسيا.
ومن المقرر أن ترسل قوات إضافية من الناتو إلى بولندا ولاتفيا وليتوانيا وأستونيا ورومانيا وبلغاريا، وتتمركز قوة بحرية تابعة للناتو في البحر الأسود، بما في ذلك السفن الحربية من الدول غير الساحلية مثل بولندا وألمانيا وإسبانيا.
وفي يناير الماضي، هبطت فرقة اللواء المدرعة الثالثة التابعة لفرقة المشاة الرابعة في ميناء بريمرهافن الألماني، وبعد ذلك، قام جميع الجنود البالغ عددهم 3000 جندي و2600 قطعة من المعدات، بما في ذلك 87 دبابة و18 مدفع هتوتزر ذاتية الدفع من طراز بالادين و144 مركبة قتالية من طراز برادلي، بإطلاق رحلة دعائية عبر أوروبا إلى بولندا الغربية.
تدريب الاعتداء
وفي فبراير، أجرى الجنود الأمريكيون تدريب الاعتداء في المناطق الحضرية في منطقة التدريب جايزيوناي في ليتوانيا، وفي مارس، شملت تدريبات Allied Spirit VI نحو 2.770 مشاركا من 12 دولة في حلف شمال الأطلسي والدول الشريكة، وتم اختبار الاتصالات بين أعضاء التحالف أثناء التدريبات الحية مع مدافع الهاوتزر في منطقة تدريب جرافينووهر في ألمانيا.
العدو الجيوسياسي
وبإلقاء نظرة على خريطة "الأحداث العسكرية الأمريكية الأخيرة في أوروبا" على موقع وزارة الدفاع الأمريكية على شبكة الإنترنت، تبين أن ما يقرب من ثلاث من أصل أربع مناورات عسكرية جرت في أوروبا الشرقية، حدثت على مقربة من الحدود الروسية.
ويعتزم "الناتو" عقد 28 مناورة عسكرية مشتركة على طول حدود روسيا في عام 2017 والتي تشمل 60 ألفا من أفراد الخدمة، وأحد الأهداف الرئيسية، هو إعداد الفريق القتالي (لواء المدرعة) ليكون جاهزا للتدريبات في غضون 72 ساعة، والتي هي في الواقع مستعدة للقتال الحقيقي.
وبما أن العقيدة العسكرية الأمريكية تعرف روسيا بأنها العدو الجيوسياسي رقم واحد، وعشائر مختلفة من السياسيين الأمريكيين تنغمس في الخطاب العدواني ضد بلد يعتبرونه "وريثا واضحا" للإمبراطورية السوفياتية الشريرة، فليس لدى موسكو خيار آخر سوى تقييم هذه التطورات باعتبارها التهديد الأمني الأكثر حدة منذ نهاية الحرب الباردة.
هجوم نووي
وستجبر المخاطر الأمنية المتعلقة بتقدم الناتو على حدود روسيا، سواء كانت حقيقية أو متصورة، الكرملين على اتخاذ تدابير وقائية، وتعزيز القدرة الانتقامية القادرة على إلحاق أضرار غير مقبولة على التحالف العسكري الغربي.
ونظرا لتفوق الناتو التقليدي في نهاية المطاف، فإن روسيا يجب أن تعتمد اعتمادا كبيرا على ردعها النووي.