الرسول ومارية القبطية يواجهان الدواعش والسلفيين!
نعود لنكمل حوارنا مع من أغلقت عقولهم، الذين لا يرون الحياة إلا حسب منطق الجهل، وعدم إعمال العقل فيما يرددونه هم أنفسهم، نعاود الحوار ربما يجعل البعض يعود إلى العقل، والكف عن معاداة الإنسانية بفطرتها الحسنة التي خلقنا الله عليها، طاردتنى سهام ممن أغلقت عقولهم، عندما كتبت أن دينى مصرى، وهى كناية لإعلاء قيمة الوطن، والتأكيد أن "الدين لله والوطن للجميع"، فلم تفهم ذلك العقول المغلقة، وعلقت هذه العقول على ما كتبته بالسب والقذف وكانت "يافاسق" أبسط هذا السباب، وهذا ليس غريبا عليهم، وعندما كتبت عن نماذج جميلة من تاريخنا الإسلامي، وخاصة من سيدنا رسول الله، ردوا بفتاوى داعش، وأفكارهم، سواء كانت الخاصة بانتشار الإسلام أو بالتعامل مع المسيحيين أو من يخالفهم دينيا.
بداية من البلاد التي أسلم أهلها دون أن يرسل إليها سيدنا محمد جيشا أو حتى رسولا عنه، هي بلاد عمان-سلطنة عمان الآن- حين سمع أهلها عن الإسلام والخلق الحسن والنبل الإنسانى الذي يدعو إليه سيدنا رسول الله، ذهب وفد إلى سيدنا رسول الله في المدينة، وناقشوه وأعلنوا إسلامهم، والجميل أن أهل سلطنة عمان حتى الآن يعتبرون أن أهم ما يميزهم عن الكثيرين تاريخيا أنهم دخلوا الإسلام دون أن يرسل الرسول دعوة لهم، وإنما كانت المبادرة منهم، وطبيعى يتفاخرون بهذا، ويردد هؤلاء أن سيدنا رسول الله قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله و أن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله!
كيف أصدق أن هذا كلام سيدنا رسول الله!؟ كيف وهو الذي آمن على المسلمين وأمرهم بالهجرة إلى الحبشة في حماية ملك مسيحى لا يظلم عنده أحد، وذلك خوفا من بطش قريش؟ كيف وهو الذي قابل إساءة جاره اليهودى بكل رفق وإنسانية، برغم أن اليهودى كان كل يوم يغضب النبى!؟ كيف أصدق كلاما يروى على أنه أحاديث وهو يتعارض مع رسالة السماء وما جاءت به الكتب السماوية!؟ للأسف هؤلاء يسيئون ليس لسيدنا رسول الله، ولا للإسلام، وانما للإنسان الذي جعله الله خليفته في أرضه.
سؤال دائما أطرحه على نفسى، وأيضا والبعض ممن يغقلون عقولهم: كيف كان يتعامل سيدنا رسول الله مع الزوجة المصرية المسيحية السيدة مارية القبطية!؟ هل كان لا يتحدث معها بالحب والمودة؟ هل كانت العلاقة بين مؤمن وكافر؟ أو علاقة مجبر عليها!؟ ولماذا سمح لنا الله بالزواج من أهل الكتاب أصلا ماداموا كافرين، والمطلوب منا قتالهم حتى يعلنوا إسلامهم!؟ والله كان سيدنا رسول الله لا يفرق بين زوجاته، بل الذي لايعرفه العامة أن سيدنا رسول الله خصص للسيدة مارية القبطية منزلا خاصا تم إعداده على نظام المنازل المصرية، وهو ما كان له أثر في فكر المجتمع البدوى الذي كان يعيش عليه أهل الجزيرة العربية، والذي أتمنى أن يصل للجميع، أنه لا يوجد أي تناقض بين رسالة السماء الواحدة، والتي نزلت على البشرية منذ سيدنا آدم وصولا إلي سيدنا محمد وهى التوحيد، وأن الأنبياء وإن اختلفت صورة الدعوة لاختلاف البيئات واللغات، فإن الرسالة واحدة، وكان آخر هؤلاء الآنبياء الثلاثة موسى وعيسى ومحمد سلام الله وصلاته عليهم.
أيضا يردد البعض كلاما عن سيدنا رسول الله، يتناقض مع سماحة الرسالة السماوية التي حملها كل الرسل والأنبياء وكان النبى الخاتم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، يرددون أنه قال: "بعثت بين يدى الساعة بالسيف، حتى يعبد الله تعالى وحده لاشريك له، وجعل رزقى تحت ظل رمحى، وجعل الذل والصغار على من خالف أمرى، ومن تشبه بقوم فهو منهم"!
كيف يقول هذا النبى ولم ينفذه في حياته طوال ثلاثة وعشرين عاما، منهم عشرة في مكة إلى أن هاجر إلى يثرب!؟ لماذا لم يرفع السيف وأرغم غير المسلمين على دخول الإسلام!؟ كان يتحدث إلى ملوك الروم وفارس بكل تقدير لهم ومكاناتهم، ولم ينزع عن أحد صفته وهو يدعوه للإسلام؟ خاطب المقوقس حاكم مصر، وكان الرد من المقوقس بكل تقدير أن أهداه مارية القبطية، التي تزوجها بعد ذلك النبى الخاتم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
لا لن أعطى عقلى لأحد، وقيل لسيدنا رسول الله: ماذا لو اختلف الحكم في أمر من أمور الدين!
قال النبى: استفت قلبك.. ولو أفتوك!
لن أسلم عقلى لعقول غلفها الجهل والتخلف، ولن اقتنع إلا ما يراه العقل صحيحا.. ويأمنه قلبى!
الدين لله والوطن للجميع!