بالفيديو.. «خليها تعفن» تضرب أسواق الأسماك.. البائعون: حالنا وقف والسوق فاضية.. مواطنون: المقاطعة هي الحل بعد ارتفاع الأسعار الجنوني.. والصيادون: التصدير وعدم تطهير بوغاز رشيد سبب الغلاء
لم يترك الغلاء سلعة إلا وطالها، وبعد أن كانت الأسماك الوجبة البديلة لمحدودي الدخل أمام الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم والدواجن، ركب تجار وبائعو الأسماك موجة الغلاء ليرتفع سعر الكيلو إلى 45 و50 جنيها، مما دعا عدد من المواطنين إلى إطلاق حملة «خليها تعفن»؛ لمقاطعة شراء الأسماك، ومع انتشار دعاوى المقاطعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتزايد الإقبال على الحملة تعرضت سوق الأسماك لحالة ارتباك بعد عزوف البعض عن الشراء.
بداية المقاطعة
انطلقت الحملة في بدايتها من المحافظات الساحلية مثل الإسكندرية والإسماعيلية والبحيرة والتي تشتهر بصيد الأسماك لتمتد إلى القاهرة والجيزة والعديد من المحافظات بعد الارتفاع الجنوني في أسعار الأسماك.
وتستمر الحملة في كافة المحافظات في الفترة من 1 إلى 10 أبريل بعد أن لاقت ترحيبا من غالبية المواطنين، والذين أكدوا لـ"فيتو"، أن المقاطعة هي سلاحهم الوحيد لمواجهة غلاء أسعار الأسماك.
المقاطعة هي الحل
وقالت "إيمان": "لا بد أن تقاطع الناس شراء الأسماك بعد أن ارتفعت أسعارها في الفترة الأخير؛ لأن الغلبان يدفع الثمن؛ فارتفاع كيلو السمك وصل 10 و15 جنيها على كل نوع"، "مضيفة": "البلطي اشتريته آخر مرة بـ28 و30 جنيها واليوم وصل سعره لـ40 و45 جنيها، والبوري بـ55 جنيها الكيلو، والجمبري نسيناه بعد أن قفز سعره إلى 300 جنيه، لذلك المقاطعة هي السبيل الوحيد للضغط على التجار خاصة وأن التجرِبة قد نجحت في دول أخرى".
مقاطعة بالأمر الواقع
وأوضحت إحدى السيدات "أن الناس في الأصل مقاطعة ولم يعد هناك إقبال على شراء الأسماك، ومن المهم أن يشارك الناس في المقاطعة ليقتنع البائعون والتجار"، قائلة: "نفسنا الحاجة ترخص أومال الناس هتاكل إيه".
ومن جانبه يرى "طلعت حسن"، والذي كان يتجول في شادر السمك لمعرفة الأسعار، أنه لا بد أن يقاطع الشعب كله شراء الأسماك، لحين عودة الأسعار لوضعها الطبيعي؛ فالمقاطعة في صف المواطن لأن تلك السلعة لا تخزن، وإذا لم يوجد عليها إقبال كل يوم ستفسد.
البائعون: البيع وقف والسوق فاضي
ضعف الإقبال
وقالت "أم أحمد"، إحدى البائعات في سوق الأسماك بالجيزة: إن الأسعار ارتفعت ولا توجد سوق ولا بيع، والإقبال ضعيف بعد ارتفاع سعر الأسماك، وعن رأيها في حملات المقاطعة قالت: "منتظرين نشوف هيحصل إيه، ولو اتنفذت هتكون في مصلحة البائع والمشتري".
وأضاف بائع أسماك آخر: "الحال واقف خالص وكنا في يوم الجمعة لا أحد يستطيع أن يمشي في السوق، بينما الآن هي فاضية؛ فأسعار الأسماك ارتفعت في الفترة الأخيرة، وأتوقع أن تمر أيام المقاطعة دون أن يحدث شيء".
استغلال التجار
ويرى أبو علاء، صاحب محل سمك، أن الأسعار في السابق كانت متفاوتة طبقا للعرض والطلب، بينما الآن هناك استغلال من بعض التجار فيضع الواحد منهم الأسعار التي يراها دون وجود مراقبة، وأسعار السمك من 6 أشهر كانت بـ"17 و18" جنيها للكيلو، بينما الآن كل يومين أو ثلاثة الأسعار بتزيد، وربما تكون المقاطعة فيها إفادة؛ لأن مصلحة الشعب تحثنا على تخفيض الأسعار لأننا في النهاية نبيع للشعب.
التصدير للخارج
وعلى الجانب الآخر يرى بكري أبو الحسن، نقيب الصيادين في السويس، أن قلة الإنتاج سبب رئيسي في غلاء الأسعار، بالإضافة إلى أعمال التصدير الأخيرة إلى الأردن، مشيرا إلى أن قلة إنتاج مصر، يرجع إلى الصيد الجائر، الذي يقوم به بعض الصيادين، إضافة إلى قيام بعض الشركات بصرف مخلفاتها والنفايات في المسطحات المائية، وبالتالي يتسبب ذلك في القضاء على الأسماك الزريعة، متابعا، زيوت حاويات البترول أيضا مضرة وتتسبب في القضاء على الأسماك.
وأضاف أن الحملات الأخيرة لمقاطعة الأسماك أو ما أطلق عليها "خليها تعفن" دعوات سلبية، ولا بد من وضع اقتراحات وحلول؛ فالغلاء في جميع السلع، والسمك يباع حسب العرض والطلب وبالمزاد ولا يقبل التخزين.
قلة المعروض
قال أحمد نصار، نقيب الصيادين في كفر الشيخ: إن ارتفاع أسعار الأسماك نتيجة عدم تطهير بوغاز رشيد الذي ينتج أكثر من ثلث إنتاج مصر من الأسماك بالإضافة إلى استغلال التجار، خاصة في ظل قلة الأسماك المعروضة، وتم عقد جلسات في مجلس النواب في الفترة الأخيرة لمناقشة الأزمة وسيتم حلها قبل شهر رمضان.