رئيس التحرير
عصام كامل

إهمال 76 نوعا من الطيور المهاجرة بعد اختفاء أكشاك المراقبة بالفيوم

فيتو

عرف المصريون وخاصة أبناء الفيوم هواية جديدة عام 1800 ميلادية، وهي "مراقبة الطيور المهاجرة"، وبدءوا يسوقون لها عبر الدول المجاورة حتى وصل صيتها إلى أوروبا، والأوروبيون مولعون بالطيور، فتوافد إلى مصر عشرات ومئات من السائحين في موسم الهجرة لمراقبة الطيور مع بداية فصلي الربيع والخريف، لكن حضورهم إلى مصر لم يأخذ شكل اجماعي أو أفواج سياحية.


وفي عام 1970 نظم متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي والمنظمة الملكية لحماية الطيور، رحلة لمراقبة الطيور المهاجرة إلى مصر بحكم موقعها الجغرافي المتوسط بين ثلاث قارات وتقع على أكبر خط هجرة طيور في العالم ويفد اليها ملايين الطيور سنويا من شتى بقاع الأرض من تركيا وروسيا وأوروبا وغرب آسيا وأفريقيا، إما هربا من الصقيع أو سعيا للتكاثر.

وتعتبر الصحراء الغربية لمحافظة الفيوم هي الطريق الرئيسي لعبور الطيور من أوروبا إلى جنوب أفريقيا وشرق آسيا وتعود في نفس خط السير، لهذا أنشأت المحافظة مجموعة من الأكشاك في صحراء وادي الريان وزودتها بتليسكوبات ونظارات معظمة تساعد السائحة على الرؤيا الجيدة لأسراب الطيور.

وتعتبر مصر أول دولة في العالم تهتم بالطيور وسجلت أكثر من 76 نوعًا منها على جدران معابدها منذ أربعة آلاف سنة واتخذت من اشكال الطيور رموزًا بحروف لغتها القديمة، ومع بداية فصل الشتاء في أوروبا نجد أن 244 نوعًا من الطيور تهرب إلى مصر من الصقيع مع منتصف أغسطس وحتى أكتوبر.

وتتواجد الطيور المهاجرة في مصر اما على شواطئ البحر الأحمر التي تعتبر المقر المفضل لطائر اللقلق والجوارح وتتكاثر طيور النورس البحرية على نهر النيل.

وتتجمع الطيور المهاجرة في 34 موقعًا في مصر، منها بحيرة البردويل وادكو والمنزلة والبحيرات المرة ومحمية الزرانيق ووادي النطرون ووادي الريان وجزيرة وادي الجمال وجزيرة الزبرجد وبحيرة ناصر.

وتعتبر محافظة الفيوم المشتى السنوي لكل من الصقور النادرة وطيور الخضراوي والكوركي والزرقاوي والبجع والبلسان والبشاروش، وتأتي الطيور إلى الفيوم بسرعة تتراوح مابين 30 و35 كيلو متر في الساعة وعلى ارتفاع طيران يصل إلى 9 آلاف متر.

أما السمان فيقوم برحلتي هجرة إلى مصر إحداها في فصل الخريف، والأخرى في فصل الربيع وتحديدا في شهر مارس وهو من الطيور المسموح بصيدها في الفيوم.

وعندما تولى المستشار وائل محمد نبيه، منصب محافظ الفيوم، وجد أن الاكشاك لا يوجد لها أثر في وادي الريان فأراد أن يعيد إلى الفيوم سياحة الصيد ومراقبة الطيور.

وطلب نبيه، من إبراهيم محلب وكان وقتها رئيسا للوزراء إقامة مدينة سياحية على مساحة 400 فدان شمال بحيرة قارون، بتكلفة ملياري جنيه مصرى، وتستهدف جذب 600 ألف سائح محلي، ومن ضمن منشآتها نادي للصيد ومراقبة الطيور المقيمة والمهاجرة، وشاشات عرض يتم فيها رؤية ومراقبة الطيور.
الجريدة الرسمية