رئيس التحرير
عصام كامل

فرانسيس حاكم لـ«الفاتيكان» برتبة راهب.. تقرير

البابا فرانسيس
البابا فرانسيس

لعب دورًا هامًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وترك حياة الترف واختار حياة الزهد، وبدأ بالدعوة إلى مساعدة الفقراء، ونادى بإعادة بناء الكنيسة، عُرف ووصفه بأنه «حمامة سلام» صوت جهورًا للدعاء لتحقيق السلم رغم حروب عاصفة وإرهاب بغيض زهد الحياة ووصل لسدة قيادة الفاتيكان إنه «البـابـا فرنسيـــــس».


سجل البابا الحالى للفاتيكان الرقم 266 في عداد باباوات السدة البطرسية للكنيسة الكاثوليكية في العالم، اسمه بالميلاد خورخي ماريو بيرجوليو ترجع مواليده للأرجنتين في 17 ديسمبر 1936؛ ودخل السلك الرهبانى اليسوعي اشتهر بالزهد والنسك والتعبد ودعوته لإعلاء القيم الإنسانية.

المناصب

شغل العديد من المناصب قبل انتخابة بابا للكنيسة الكاثوليكية في العالم مارس 2013، ومنها رئيس أساقفة بيونس آيرس بالأرجنتين (1998 – 2013)، مسئول الكنائس الكاثوليكية الشرقية في الأرجنتين (1998 – 2013)، رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرجنتين (2005 – 2011)، أسقف مساعد في بيونس آيرس (1992 – 1998).

كما شغل الرئيس الإقليمي للرهبنة اليسوعية في الأرجنتين (1973 – 1979)، وتاريخ سيامته الأسقفية 27 يونيو 1992، والرتبة الكاردينالية مُنح إياها من البابا يوحنا بولس الثاني عام 2001.

استقالة بندكتوس

عقب استقالة البابا السابق بندكتوس السادس عشر، انتخب فرانسيس كأول بابا من الأرجنتين، منذ عام 741 وهو أول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا غوريغوريوس الثالث، كما إنه أول بابا راهب (من الرهبنة اليسوعية) منذ البابا غوريغوريوس السادس عشر، وهو أول بابا يسوعي على الإطلاق.

اسم جديد

يُعد البابا فرانسيس أول بابا منذ عهد لاندو (913 - 914) لا يختار اسمًا استعمله أحد أسلافه، كما أنه أول بابا يتسمى باسم فرنسيس التسمية جاءت على اسم القديس فرنسيس الأسيزي، الذي لعب دورًا هامًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وترك حياة الترف واختار حياة الزهد، وبدأ بالدعوة إلى مساعدة الفقراء، ونادي بإعادة بناء الكنيسة.


عرُف عنه على الصعيد الشخصي وكذلك كقائد ديني، التواضع، والبساطة، والبُعد عن التكلف في التقاليد، ودعم الحركات الإنسانية، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، وتشجيع الحوار، والتواصل بين مختلف الخلفيات والثقافات.

تعديلاتــــــــــه للتقاليـــــــــــد

بعد انتخابه، ألغى الكثير من التقاليد البابوية مثلا رفض الإقامة في القصر الرسولي المقابل لساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وفضَّل الإقامة في بيت القديسة مرثا، وهو بيت صغير لاستقبال ضيوف الفاتيكان، ليكون بذلك أول بابا منذ بيوس العاشر لا يتخذ من القصر الرسولي مقرًا دائمًا لسكناه، وهو لا يستخدم القصر الرسولي إلا للإطلالة على الحشود يومي الأحد والأربعاء كما هي العادة.

احتفظ بصليبه

احتفظ بالصليب الحديدي الذي كان يرتديه كرئيس أساقفة ولم يرتد الصليب الذهبي الذي ارتداه سابقيه. خلال الأيام الأولى من حبريته أطلّ ببطرشيل عادي أبيض اللون، بدلًا من الأحمر الذي يفرضه التقليد؛ وُصف بكونه "البابا القادر على إحداث تغييرات"، واعتبرت الصحافة الإيطالية انتخابه "ثورة في تاريخ الكنيسة".


تعاليم فرانسيس

يشدد البابا أيضًا على أهمية ترسيخ "ثقافة التلاقي" بدلًا من ثقافة التنابذ والخلافات، والسلام؛ ويبدي اهتمامة بالتبشير، إذ يقول أنه يجب البحث دومًا عن طرق جديدة "لنشر رسالة الإنجيل"، والكنيسة "ليست ذات رسالة محصورة فقط بمؤمني شعب الله.

يُعتبر البابا مُدافعًا عن تعليم الكنيسة الكاثوليكية الاجتماعية بخصوص المثلية الجنسية: "إنّ الله خلق الإنسان، رجلًا وامرأة، وأعدهما جسديًا الواحد للآخر، في نظام قائم على العلاقة المتبادلة، يثمر في وهب الحياة للأولاد، لهذا السبب لا توافق الكنيسة على الممارسات المثلية.

علاقتــــــه بالأديـــــــان

دائما ما يرسخ احترم الكنيسة الكاثوليكية لجميع الأديان الأخرى التي تحاول الوصول إلى الله، والإجابة عن الأسئلة الوجودية بالنسبة للبشر، ويظهر دائمًا كصديق للمجتمع الإسلامي، ويتخذ موقف "الداعم للحوار".

ويُعرَف عن البابا رغبته في التقارب مع الكنائس المسيحية الأخرى، داعيًا لمزيد من الوحدة بين جميع المؤمنين بالمسيح، كما عمل على إنهاء أي مظهر من مظاهر الشقاق مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، ويري بان علاقته مع البروتستانت "بناء الجسور، وإظهار الاحترام، ومعرفة الاختلافات، وأن الأساسيات جميعنا متفقون عليها، وهي يسوع المسيح، القائم من بين الأموات.

علاقتــــــه بمصــــــر

في نوفمبر 2014، استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارة تاريخية جاءت تقديرًا لمواقف البابا إزاء الانفتاح على الحوار مع الدين الإسلامي، والجهود التي يبذلها من أجل مكافحة الفقر والدفاع عن القضايا ذات الطابع الإنساني والتنموي، بالإضافة إلى مساعيه لوقف التدخل العسكري في سوريا.

كما وجه البابا الدعوة إلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لزيارة الفاتيكان، والتي لباها في مايو 2016، حيث كانت زيارة هامة وتاريخية اتسمت بالود، واتفق فيها الطرفان على استعادة الحوار بعد تجمده عدة سنوات، واتفقا على إذكاء روح التسامح، والتعاون على نبذ الإرهاب.

واعتبر البابا فرنسيس العمال المصريين الذين ذُبحوا على يد داعش في فبراير 2015 "شهداء"، وذكر أنهم قُتلوا "لمجرد كونهم مسيحيين"، وأقام فورًا قداسًا في الفاتيكان على أرواحهم، مُنددًا ببذرة الخطيئة داخل الإنسان، ورغبة التدمير في قلوب الأشرار.

وفور تفجير الكنيسة البطرسية في 11 ديسمبر 2016، عزى البابا فرنسيس الرئيس السيسي، والبابا تواضروس قائلا له: "إننا متحدون معًا في دماء شهدائنا

إعلان القداسة

خلال ولايته أعلن قداسة نحو 36 قديسًا وقديسة، من بينهم البابا يوحنا الـ23، والبابا يوحنا بولس الثانى في أبريل 2014، القديسة السورية مريم ليسوع المصلوب مايو 2015، والقديسة الهندية الأم تيريزا سبتمبر 2016

الجريدة الرسمية