رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «فيتو» تحقق في محاولة ذبح قبطية بشوارع الوراق

فيتو


كان الهدوء يخيم على شارع عبد المنعم رياض بمنطقة الوراق، قبل تمام الثانية و45 دقيقة عصرًا، وبعد هذا الوقت انقلبت الأمور رأسًا على عقب، حيث خرج سكان الشارع على صوت عويل وصراخ واتجهوا نحو مصدره ليكتشفوا جريمة هي الأغرب من نوعها على المجتمع المصري.. سيدة في الثلاثينيات من عمرها، تقع في قبضة شاب عشريني، يضع حول عُنقها سكينًا حادًا كادت أن تودي بحياتها.


"سبتوه يمشي، سبتوه يمشي" كانت تلك أبرز الكلمات التي تلفظت بها الضحية بعد تجمهر المواطنين حولها ليجدوا دماءها تسيل على الأرض وكاد عُنقها ينفصل عن رأسها لولا هروب الجانى.

«أم شمس» كما يلقبونها هي إحدى السيدات التي يصفها أهل منطقتها بأنها بـ"ميت راجل"، فهي أول من هرولت إلى الضحية «ماري جميل»، لتقديم المساعدة وإسعافها وسط حالة ذهول من الجميع وعدم تقديم يد العون لسيدة ملقاة على الأرض يسيل منها الدماء مكتفين بالمشاهدة فقط.




شاهدة عيان
وتقول أم شمس: "كنت أجلس في مكان عملي، وكان يسوده الهدوء وفجأة سمع الجميع صوت سيدة تصرخ، فهرع الجميع نحوها ليروا دمها السائل ورقبتها الشبه مفصولة وسط حالة من التبلد من قبل الرجال المتواجدين قائلة رجالتنا خليت بينا، قمت بالاقتراح على الضحية أن أذهب بها إلى المستشفى ولكنها رفضت في البداية حتى قررت أذهب بها غصبًا عنها".

"روح بسرعة والدتك مضروبة بسكين" كلمات نزلت كالصاعقة على الابن الأكبر "سمعان" ذو العشرين عامًا من عمره، فور إبلاغ والده له بما حدث مع والدته.

فيقول سمعان: "كنت نائمًا عندما قام أبي بإبلاغي أن أحدا أصاب والدتي بسكين حاد فنزلت الكلمات على كالصاعقة وقمت مسرعًا إلى المستشفى دون النظر إلى ما أرتديه من ملابس، فلم أكن مصدقًا في بداية الأمر ولكن عندما وصلت ورأيت أمي والدماء تسيل منها في مشهد صعب بالنسبة لي فلم يخرج معي سوى أن أحمل أمي بين يدي حتى يسعفها الدكتور في لحظة واحدة كادت تفقدني أمي، وكذلك أخي الذي فقد وعيه فور رؤيته لوالدتي بهذا المنظر الذي كان بشع لنا جميعًا ".

شهادة زوج الضحية

وقال نادر لطفي، زوج الضحية: "اتصلت بي سيدة تقول (إلحق مراتك واحد ذبحها في الشارع)، فذهبت مسرعًا إلى مستشفى الرحمة والتقيت بالطبيب المعالج لمعرفة حالة زوجتي فقال لي (الوضع خطير جدًا وسبني أشتغل الجرح مش هين ولا بسيط)، ثم ذهبت بعد ذلك إلى مكان الحادثة لمعرفة ما حدث فقالوا لي "إحنا سمعنا صويت في الشارع فجرينا عليها بعد ما شوفنا واحد بيتهجم عليها وعايز يذبحها عشان شتمته بعد ما عاكسها".

وتابع حديثه: أن زوجته دائمة الذهاب إلى ذلك المكان؛ لأن في نهايته توجد الكنيسة التي تخدم بها زوجته لمدة ١٠ سنوات، كما أنها لم تكن ترتدي لبسًا خليعًا حتى يتحرش بها أحد كما يقول البعض، وأن المتهم والذي يُدعي " ممدوح رمضان " كان قاصدًا قتل زوجته عن عمد.

ففي وسط حالة من الدهشة والفزع يفصح أنيس جميل، شقيق الضحية الأكبر عما في قلوب أهل الضحية جميعًا ويقول: هل السبب في ذبح شقيقتي أنها مسيحية..؟!.


وبعدما أخرج شقيقها ما في قلبه من حسرة بدأ يسرد سماعه لخبر إصابة أخته فيقول: ذهبت إلى المستشفى ووجدت حالة أختي صعبة جدا، والدكتور قال لي "اتفضل اطلع برة عشان أنقذ أختك من الموت"، مضيفًا أن الجميع كان خائفًا من ملاحقة المتهم متسائلًا عن السبب الذي دفعه لفعل ذلك بأخته ليختتم حديثه متسائلًا مرة أخرى هل السبب أنها مسيحية ؟ مطالبًا بتحقيق العدالة وحصول أخته على حقها.

صرخات أم الضحية

بين دهشة الجميع وفزعهم من هول المنظر، صرخات وحرقة قلب وأهات أم على ما جرى لابنتها، فعيناها يملؤها الغضب والحسرة على ما حدث لابنتها التي أصبحت لا حول لها ولا قوة لا تستطيع أن تتحرك فهي تراها الآن راقدة على فراش المرض فتقول: "ربنا يرحمنا من دنيتنا ومن الى بيعمل كدا، ولازم يتحكم عليه بالإعدام، ويشنقوه في ميدان عام، عشان مفيش أي حد يعمل زي كدا تاني، ومينفعش أي حد يعمل كدا يقولوا عليه مختل فيقتل، ويدبح في الناس من غير ما حد يحاسبه عشان إحنا مش فراخ، إشمعنا إحنا".

وتابعت وعيناها تتحسر على ابنتها بصوت يملؤه الحسرة والمرارة قائلة: "عايزة أعرف إحنا فين؟، إحنا مش بنعمل مشكلات مع حد وبنتى في حالها دايما ومتعلمة ومعلمة أولادها، وبقالها ٢١ سنة متجوزة هنا في المنطقة، وكلنا مسلمين ومسيحيين إيد واحدة ومفيش مشكلات مع بعضينا".
الجريدة الرسمية