قمة «مصرية- أمريكية» بالبيت الأبيض الإثنين المقبل.. السيسي يلتقى ترامب.. يحمل رسائل قمة الأردن.. يبحث الشراكة الاستراتيجية.. يناقش سبل مكافحة الإرهاب.. وأزمات الشرق الأوسط ضمن الملفات
يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي واشنطن مطلع الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات مع الإدارة الأمريكية الجديدة في أول زيارة رسمية له إلى البيت الأبيض منذ توليه السلطة في يونيو 2014.
ومن المقرر أن يجرى الرئيس السيسي جلسة مباحثات يوم الإثنين الموافق الثالث من أبريل المقبل مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب لتعزيز جسور التواصل والتفاهم المشترك حول طبيعة التحديات التي تواجه المنطقة وسبل التصدي لها للتأكيد على أن العلاقات المصرية - الأمريكية علاقات ممتدة ومتشعبة وذات طبيعة استراتيجية وأن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز هذه العلاقات في كافة المجالات.
العلاقات الثنائية
ومن المقرر أن يستعرض الرئيس السيسي العديد من الملفات خلال المباحثات للتأكيد على أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية بما يصب في صالح البلدين وأن مصر تسير على طريق تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة بخطى ثابتة من خلال العديد من الإجراءات الاقتصادية الحاسمة التي تهدف إلى إحداث تطور كبير في البنية الأساسية سواء من حيث شبكات الطرق أو الغاز والكهرباء والتوسع في المدن الجديدة والمناطق.
الاستثمارات
وتشمل الملفات مواجهة الفساد من أجل توفير بيئة ملائمة لجذب مزيد من الاستثمارات وزيادة معدلات نمو الاقتصاد المصري وأن مصر بينما تعمل على تطوير اقتصادها فإنها مستمرة في حربها ضد الإرهاب الذي أصبح يمثل تهديدا خطيرا ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط ولكن في العالم أجمع وأهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على مصادر تمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية.
ومن المقرر التأكيد على أن منهج مصر في مواجهة الإرهاب يشمل بالإضافة إلى المواجهة الأمنية والعسكرية معالجة الأسس الفكرية التي يقوم عليها من خلال تجديد الخطاب الديني سواء من خلال المؤسسات الدينية العريقة في مصر أو من خلال الممارسات الفعلية على أرض الواقع التي تعلي من قيم المواطنة والتعايش المشترك.
أزمات المنطقة
ومن المقرر أن يستعرض الرئيس السيسي ملفات قمة الأردن والرؤية المصرية تجاه أزمات المنطقة "سوريا - ليبيا – العراق - اليمن"، والتي تستند إلى ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية في المنطقة والعمل على دعم مؤسساتها وتعزيز تماسكها بما يحقق وحدتها وسلامة أراضيها والإشارة إلى أن تحقيق ذلك من شأنه محاصرة تمدد الإرهاب في المنطقة عن طريق إنهاء حالة الفراغ التي سمحت بوجوده ونموه خلال السنوات الماضية وبلورة استراتيجية مشتركة لسبل التعامل مع التحديات والأزمات القائمة بالمنطقة.
القضية الفلسطينية
ويبحث الرئيس القضية الفلسطينية والتأكيد على التوصل إلى حل عادل وشامل وخاصة وأن تحقيق السلام في المنطقة سيسفر عن واقع جديد يؤدي إلى إفساح المجال لدول المنطقة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلع إليها شعوبها فضلا عن القضاء على إحدى أهم الذرائع التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية لتبرير أفعالها.
ومن المقرر أن يتم التأكيد على أن مصر حريصة على إعلاء قيمة المواطنة وعدم التمييز بين أبنائها لأي سبب وعرض جهود الدولة لتوفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين جنبا إلى جنب مع الحريات والحقوق المدنية والسياسية التي يتعين تنميتها وازدهارها.
ويستعرض الرئيس المشروعات التي يتم تنفيذها والجهود المبذولة لتوفير المسكن اللائق والتعليم الجيد والرعاية الصحية المناسبة للمواطنين والعمل على الارتقاء بجودة مختلف الخدمات المقدمة إليهم.
والتقى الرئيس السيسي، دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد مرة واحدة على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71.
وتباحث الرئيس السيسي وترامب خلال اللقاء حول العلاقات الثنائية الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة ولا سيما ما يتعلق بالتعاون على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين.
وأعرب دونالد ترامب خلال اللقاء عن تقديره للرئيس والشعب المصري على ما قاموا به دفاعًا عن بلادهم بما حقق مصلحة العالم بأكمله، كما أكد "ترامب" على أنه يكن لتاريخ مصر احتراما كبيرا مشيدًا بالدور الريادي والمهم الذي تقوم به في الشرق الأوسط.
وعبر مرشح الحزب الجمهوري آنذاك عن دعمه الكامل لجهود مصر في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستكون تحت إدارته –حال فوزه في الانتخابات الرئاسية– صديقًا وحليفًا قويًا يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات القادمة.
وأشار دونالد ترامب إلى علاقات الشراكة القوية والممتدة التي جمعت بين البلدين على مدى العقود الماضية، مؤكدا على حيوية هذه الشراكة بالنسبة لأمن واستقرار الشرق الأوسط.
وأوضح "ترامب" أن لدى مصر والولايات المتحدة عدوا مشتركا، مؤكدا أهمية العمل معا من أجل التغلب على الإرهاب والتطرف.
الشراكة الاستراتيجية
وفي سياق متصل يتوقع أن تشهد الزيارة عودة الشراكة الاستراتيجية في العلاقات المصرية – الأمريكية، حيث لم يمر على تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضعة أيام إلا وجاءت أولى مكالماته الهاتفية مع الرئيس السيسي وهي أول اتصال للرئيس الأمريكي الجديد مع رئيس عربي ما يجعل الأمر رسالة أكثر من كونها مكالمة عادية خصوصا أن الإرهاب كان الملف الأساسي في تلك المكالمة.
واستعرض الرئيسان خلال المكالمة العلاقات الثنائية بين البلدين ووجه ترامب دعوة للرئيس السيسي لزيارة واشنطن لاستكمال التنسيق والتشاور بين الجانبين بما يحقق تطلعات الشعبين.
وتطرق الرئيسان خلال الاتصال إلى عدد من الموضوعات وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والتطرف، وأشاد الرئيس الأمريكي بالجهود المقدرة التي تبذلها مصر على هذا الصعيد كما أكد على حرص الإدارة الأمريكية الجديدة على تقديم الدعم والمساندة اللازمة لمصر.
وفي السياق ذاته عقد الرئيس السيسي خلال الفترة الماضية لقاءات مع وفود أمريكية واستقبل وفدا من أعضاء الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور ليندسي جراهام رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية وعضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ.
الكونجرس الأمريكي
والتقى السيسي، رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان على رأس وفد من أعضاء المجلس كما التقى الفريق أول جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية وعقد جلسة مباحثات بمقر رئاسة الجمهورية مع الفريق أول جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.
والتقى الرئيس وفدا من الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور مايكل ماكول رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب الأمريكي بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة والنائب الأمريكي جيف فورتنبيري عضو اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي ووفد من رجال الأعمال الأمريكيين ووفود من أعضاء الساسة والكونجرس والشخصيات المؤثرة في الرأي بأمريكا.
العلاقات الاستراتيجية
وأكدت الوفود الأمريكية أهمية العلاقات الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، لافتة إلى أن مصر ركيزة الأمن والاستقــرار في منطقة الشرق الأوسط فضلًا عن كونها شريكًا محوريًا للولايات المتحدة في المنطقة.
وأشادت الوفود بدور مصر وقيادتها السياسية في مكافحة الإرهاب والجهود المصرية المبذولة في هذا الإطار والتي تكللت بالنجاح، كما أثنى أعضاء الوفود على حكمة القيادة السياسية المصرية في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر والعمل على ترسيخ دولة القانون.
وأعربت الوفود عن توافقها مع الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب وتقديرها لها، مؤكدة أن مصر تعد إحدى أكثر الدول جدية والتزامًا في إطار مكافحة هذه الآفة الخطيرة.
وشدد أعضاء الوفود خلال اللقاءات على أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية بما يصب في صالح البلدين منوهين إلى جهودهم لتشجيع مجتمع الأعمال الأمريكي على زيادة العمل والاستثمار في مصر لدفع عملية التنمية الاقتصادية فضلًا عن مساعيهم الدءوبة لاستئناف.
وشهدت الفترة الماضية عودة الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية التي بدأت مع استئناف الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي على مستوى وزراء الخارجية بين مصر والولايات المتحدة لأول مرة منذ عام 2009، بالإضافة إلى زيارات وفود الكونجرس الأمريكى الأخير لمصر خلال العام الجاري كما رحبت واشنطن بجهود مصر لتبني حزمة إصلاحات اقتصادية مهمة بدعم من صندوق النقد الدولي.
ومن جانبه، عبر الدكتور وليد فارس مستشار السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في أن تشهد العلاقات الأمريكية - المصرية تطورات إيجابية هامة خلال المرحلة الجديدة التي تقودها إدارة الرئيس ترامب.
وقال فارس خلال لقائه عضو البرلمان المصري في لجنة العلاقات الخارجية داليا يوسف في مكتبه بواشنطن: إن الزيارة المقررة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن مطلع الشهر المقبل ستفتح صفحة جديدة وآفاقا مميزة في تاريخ العلاقات بين البلدين.
ودعا مستشار ترامب مجلس النواب المصرى إلى مد جسور التواصل مع المؤسسات الأمريكية كالكونجرس والهيئات المستقلة لتوطيد تلك العلاقات وخلق مناخ داعم لتوجهات الرئيسين "السيسي وترامب" في تعزيز دور مصر على رأس قوى الاعتدال العربي لضمان عودة الاستقرار إلى الشرق الأوسط والمساهمة في حل الأزمات الأمنية والسياسية التي تواجهها دول المنطقة.
بدورها التقت النائبة داليا يوسف خلال زيارتها العاصمة واشنطن قيادات وأعضاء في الكونجرس الأمريكى وعقدت لقاءات موسعة تحضيرا لزيارة الرئيس إلى الولايات المتحدة الأمريكية معربة عن تقديرها لكل الجهود التي تبذل من أجل إعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين.