رئيس التحرير
عصام كامل

التنديدات سيف العرب المكسور لمحاربة إسرائيل «تقرير»

فيتو

لم تكن القضية الفلسطينية يومًا قضية الفلسطينيين فقط، وإنما اعتبرت دومًا قضية العرب جميعًا، لكن بعد نشوب حرب 1967، ولجوء الكيان الصهيوني إلى استعراض القوة واحتلال أراضي العرب عنوة، فضلًا عن النتائج التي تلت حرب 1973 وطي صفحات الحروب الدامية بتوقيع معاهدة السلام، بدأت تل أبيب تنفرد بالقضية الفلسطينية وتوجهها كيف تشاء، ولم يبق للعرب سوى التنديدات التي هي بمثابة سيف مكسور لا حول له ولا قوة.


الشجب والتنديد
ووسط كم لا حصر له من بيانات الشجب والتنديد العربية التي صدرت خلال عقود واصلت إسرائيل إرهابها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، واستمرت في غيها عبر سلسلة من السياسات الاستفزازية التي تضمنت توحش الاستيطان الاستعماري في القدس المحتلة بشكل لا ينذر بقيام دولة فلسطينية مستقبلًا.

أما العرب اكتفوا فقط بالتنديدات التي اتخذت جميعها شكلًا واحدًا، ووصل بهم الحال إلى اللجوء للمجتمع الدولي الذي بالطبع يناصر إسرائيل أو في أقل تقدير يلتزم الصمت تجاه الممارسات الإسرائيلية غير المشروعة وضربها لأى تسوية مع الفلسطينيين عرض الحائط.

القضية الفلسطينية
ويعول العرب من جديد على القمة العربية التي عقدت اليوم والتي كالعادة تصدرت القضية الفلسطينية صدارة المشهد فيها، وكما هو المتوقع سمعنا خلالها كلمات إدانة ضد إسرائيل وما أن تنتهي قعدة العرب، ويجد المرء أنه كأن شيئًا لم يكن.

العين الحمراء
الخبير في الشئون الإسرائيلية والمترجم العبري، محمود حسن، أكد أنه على الدول العربية التوقف عن الكلام الذي لا طائل منه، والأولى هو تحقيق حلم الوحدة العربية الذي تأسست من أجله جامعة الدول، مشددًا على إنه إذا أظهر العرب العين الحمراء لإسرائيل من خلال الجامعة العربية، في هذه الحالة ستأتي إسرائيل وتقول للعرب خذوا أرضكم.

وأوضح حسن، أن المشكلة تكمن في الغرب لأنه لن يسمح بوحدة العرب، فهو وضع إسرائيل كمخلب قط وشوكة تخدم مصالحه بالمنطقة، كما لن يسمح الغرب للدول العربية بالخروج عن التبعية، ودوره هو تصدير المشكلات للدول العربية بحيث تظل دائمًا غارقة في مشكلاتها الداخلية ولا تفكر في أي شيء آخر.

وتابع: "تل أبيب تتوهم أن الغرب يخدم وجودها لكن الواقع أن وجود إسرائيل هو الذي يخدم مصالح الغرب في منطقتنا، علينا أن نتخيل منطقة بدون إسرائيل ماذا ستكون النتيجة، بالطبع هي تكامل ووحدة بين الدول العربية، وهذا ما كان موجود حتى أواخر القرن الـ19، حتى شرعت القوى الغربية في احتلال المنطقة العربية".

وأكمل: "حين نملك قرارنا سنستطيع التصدي لأي ضغوط غربية، لكننا للأسف لا نملك خلال الـ60 سنة الماضية سوى التنديدات".

وقال محمود إن القمة العربية بالأردن لا تزيد عن سابقتها، لكن برأيه هناك أمل في القمة المرتقبة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يبدو رغم أننا لا نعول كثيرًا على الأمريكان أن ترامب ينوي حل القضية الفلسطينية، وهناك عدة دلائل أبرزها معارضته قانون المستوطنات، تجميده إجراءات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، دعوته للرئيس الفلسطيني، عباس أبو مازن، لزيارة واشنطن رغم التحريض الإسرائيلي.

وأردف: "توجيه دعوة لأبو مازن، لزيارة واشنطن، وإجبار الإدارة الأمريكية لإسرائيل بالتوقف عن البناء خارج الكتل الاستيطانية ربما نشتم منه رائحة جدية من أمريكا لإيجاد حل لقضية فلسطين، ولكن في النهاية جميعها تكهنات نأمل أن تتحقق".

اعتراف اليونسكو بفلسطين
الخبير في الشئون العربية، أشرف عبد العزيز، له رأى أخرى حيث أوضح أنه لا بيانات بدون جدوي كل البيانات والمواقف لها مردود أي نعم مردود لا يرقي لمستوي القضية، لكن يكون له تأثير بدليل أنه لأول مرة تكسب القضية تعاطف دولي وخاصة بين الأصدقاء الأوروبيين، وكذلك اعتراف اليونسكو بفلسطين، وإدانة الاستيطان بالأمم المتحدة، ونجحنا أيضًا أيام تولي عمرو موسى رئاسة جامعة الدول العربية في الحصول على حكم من المحكمة الدولية في لاهاي بعدم شرعية الجدار العازل.

مواقف العرب
واستطرد عبد العزيز قائلًا: إنه أيا كانت الخلافات بين العرب فإن القضية الفلسطينية الوحيدة هي التي تجمعهم فيها مواقف واحدة، ما زال الشعب الفلسطيني صامد لأنه ليس بمفرده، الأمل موجود لا يوجد إحباط عربي، المواقف العربية ترتفع أو تهبط حسب المناخ العربي، وقبيل قمة عمان يوجد كثتير من علامات الاستفهام خاصة في ظل المواقف المتباينة والتي يمكن وصفها بالخلافات الشديدة بين الدول العربية ولكنها ليس لها علاقة بالقضية.

وأشار عبد العزيز إلى أن دائما صاحب الحق واضح ولدينا أصدقاء من أوروبا ومن روسيا ودول آسيا سيدعمون الموقف العربي، وربما يكون في تحرك جاد في الفترة القادمة إذا كان فعلًا هناك نوايا صادقة من الجميع وخاصة الجانب الأمريكي.

وخلص إلى أنه لا جديد في القمة المقبلة ولا تخرج عن إطار الثوابت الفلسطينية وطرح السلام كخيار إستراتيجي وهو ما تم تأكيده في المبادرة العربية، لكن الإجابة على مستقبل القضية سيكون خلال الأشهر القادمة وخاصة أبريل لأنه سيتضمن لقاءات السيسي وأبو مازن وعبد الله مع الرئيس الأمريكي في أسبوع واحد تقريبا.

الجريدة الرسمية