رئيس التحرير
عصام كامل

قمة الضعف.. «1987 ــ 2017» التاريخ يعيد نفسه على «أرض الأردن»

فيتو

بين الأمل واليأس، يترقب العالم العربى نتائج القمة العربية الـ28، المعروفة بـ”قمة البحر الميت” والتي انطلقت في الأردن، وسط مخاوف المراقبين من خروج بيان معتاد يحمل من اسم مكان صدوره نصيبا.


قبل ثلاثين عاما استضافت الأراضى الأردنية أيضا قمة 1987، التي سيطر عليها قطيعة العرب مع مصر عقب اتفاقية كامب ديفيد، والاعتداء على الحرم المكى وسط اتهامات لإيران باستهدافه بغرض التمدد بالمنطقة، والحديث عن القوة العربية المشتركة مثل بندا مهما في البيان الختامى لهذه القمة، إضافة إلى قضية الأمة التاريخية– فلسطين، ولم يخل البيان من الحديث عن الإرهاب، وفتح حوار بين العالم الإسلامى والفاتيكان.

وشاءت الأقدار -بالرغم من تبدل وجوه الزعماء، واختلاف مسميات التنظيمات الإرهابية -أن تشهد الأراضى الهاشمية استضافة قمة 2017 في البحر الميت، حاملة صورة ضوئية للأوضاع العربية، حيث لم تبهت منذ ثلاثة عقود.. الخلاف مع مصر موجود بقوة مع قطر والسعودية والسودان، المخاوف من إيران والاعتداء على مكة بصواريخ حوثية، وحلم يخشى الجميع تبخره على سطح البحر هناك متعلق بتشكيل القوة العربية المشتركة.

أيضا تبدلت المسميات، وحلت “داعش” وأخواتها بديلا عن تنظيمات الثمانينيات، ومازالت فلسطين محتلة، والمحتل ربما يكون الفائز الوحيد في منطقة الشرق الأوسط بعد العقود الثلاثة المنتهية.

قمم كثيرة عقدت منذ تأسيس الجامعة العربية، وشلال بيانات صدر عنها، لم يرق بند واحد ضمنها إلى درجة القرار القابل للتنفيذ، وعلى الرغم من قسوة المشهد السياسي، وتأزم الأوضاع الإقليمية، وتقديم الخلافات بين العواصم العربية على التفاهمات، يقف على الضفة المقابلة لجبهة المتشائمين، متفائلون يتملكهم الأمل في مخرجات إيجابية عن قمة “البحر الميت”، في ظل تدهور الأوضاع وتقطيع أراضى البلاد، وتشريد العباد.

المصالحة وترميم شروخ الجدار في البيت العربى من المحيط إلى الخليج، مهمة صعبة للأمين العام أحمد أبو الغيط، الذي قدر له تولى كيان مأزوم سياسيا تحتوى أدراج مكتبه على كم هائل من ملفات الخصومة، بعد إبعاد سوريا عن مقعدها، وتمثيل شخصيات لشعوب لا تعترف بها على غرار الرئيس اليمنى المعترف به دوليا وعربيا، ورئيس المجلس الرئاسى الليبى، الذي لا يملك قرار زيارة بنغازي.

الشعوب العربية لم تعد تنتظر البيان الختامى؛ لقناعتها بأن القمم تعددت منذ عقود، والنتيجة “عرب”، بقدر ما تنتظر صورة جماعية للقادة، تبعث الأمل في النفس العربية المنكسرة، وهو الوصف الشهير الذي أطلقه الأمين العام الأسبق عمرو موسى بقمة شرم الشيخ، عقب اندلاع ثورة الـ«بوعزيز» في تونس.
الجريدة الرسمية