رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد أبو الغيط.. أمين «تقريب وجهات النظر»

فيتو

منذ إعلان القاهرة عن ترشحه لخلافة الدكتور نبيل العربي، في أمانة جامعة الدول العربية، مارس 2016 بدأت الأزمات تواجه أحمد أبو الغيط، حيث خرجت كل من العاصمة القطرية الدوحة والسودانية الخرطوم لتعلنا تحفظهما عليه، مبررين موقفهما بأنه كان وزيرا في عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، فضلا عن اتهامه بالتطبيع، ونشرت وسائل إعلام قطرية صورته مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفني، مصحوبة بانتقادات لاذعة.


في مقابل الهجمة الشرسة تلك، تمكن “أبوالغيط” من تجاوزها، وجلس – بالفعل- على مقعد أمانة جامعة الدول العربية لمدة خمس سنوات مقبلة، غير أنه تسلم بجانب منصبه الجديد، ما يستحق أن يوصف بــــــ”ملفات الإرث الثقيل”، تلك الملفات التي تضم قضايا شائكة من نوعية الخلافات العربية – العربية، والتناحرات بين الأشقاء، فضلا عن اتهامات للجامعة، بأنها كرتونية، لا دور لها سوى الشجب والإدانات.

وبعد شهور قليلة من تولي منصبه، واجه “أبوالغيط” أزمة لم تكن في الحسبان، تلك الأزمة المتمثلة في الخلاف الذي ضرب العلاقات المصرية السعودية، على خلفية أزمة جزيرتى تيران وصنافير، وهجوم المملكة على القاهرة، بسبب تبنيها مشروع روسيا بشأن سوريا، في مجلس الأمن، وما أعقبه من توقف لشركة “أرامكو” عن إمداد مصر بالاحتياجات البترولية المتفق عليها، وحاول أبوالغيط حل الأزمة وتقريب وجهات النظر، وزار المملكة، والتقى العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز، ورغم أن الزيارة كان ظاهرها تقديم واجب العزاء في الأمير تركى بن عبد العزيز، إلا أن خبراء ودبلوماسيين أكدوا أنها هدفت في المقام الأول إلى تلطيف الأجواء الملتهبة بين القاهرة والرياض آنذاك.

ومنذ توليه منصبه، ويحاول أبوالغيط لملمة ما تبقى من الوطن العربى، ولكن دون جدوى، فبحثا عن أمل لحل الأزمة الليبية التقى الأمين العام بالأطراف الليبية محاولا تقريب وجهات النظر لكن دون جدوى، كما أكد أنه يشعر بالغياب العربى شبه الكامل لحل الأزمة السورية، مطالبا بحلول سريعة تحافظ على وحدة سوريا، لكن دون جدوى أيضا، كما أنه أكد أن الوضع العربى الحالى ليس جاهزا لعودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.

وفيما يتعلق بالأزمة الفلسطينية، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية، بانسحاب إسرائيل من كامل الأراضى العربية المحتلة إلى خطوط الرابع من يونيو 1967 وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لكن دون أية خطوات أو إجراءات على أرض الواقع، ما جعل هذه المطالبات مجرد مواد إعلامية للاستهلاك المحلي.

ونظرا لأنه دائم الهجوم على النظام الإيراني، منذ توليه منصبه، أمينا عاما للجامعة العربية، واتهامه إياها بمحاولات تفكيك الوطن العربي، داعيا لكشف مخططاتها الهدامة والتصدى لها، يواجه “أبوالغيط” الحرج من بعض الأنظمة العربية التي تدين بالولاء لطهران.

وفى إطار مساعيه لإنجاح القمة العربية في الأردن، قام أبوالغيط بجولات مكوكية لمحاولة الترتيب للم الشمل العربي، فزار السعودية، وزار الأردن للقاء الملك عبدالله الثاني، كما أنه تناسى خلافاته مع قطر، وزار الدوحة والتقى الأمير تميم بن حمد، وذلك في ظل مناخ غير مشجع، وسط علاقات يشوبها الصعود والهبوط بين القاهرة والدوحة منذ ثورة 25 يناير 2011، إلا أنه حاول تقريب وجهات النظر، وخرج على وسائل الإعلام بتصريحات مفادها أن الأمير تميم بن حمد آل ثانى يهتم اهتمامًا كبيرًا بمصر، وبالاستقرار المصري، ونجاح الاقتصاد المصرى، وتوفير الفاعلية التي تحقق لمصر الانطلاقة.
الجريدة الرسمية