رئيس التحرير
عصام كامل

غياب «الثقافة» في زمن الإرهاب.. فؤاد: الحكام العرب يهملون المثقفين والمفكرين.. عصفور: الثقافة في ذيل اهتمامات الحكام والأنظمة.. وأغلب البلدان العربية تفتقر للديمقراطية الحقيقية

فيتو

يؤمن كثيرون بأن المثقف في قلب السياسة، ولا إبداع خارج مربع السياسة، ولهذا لا يمكن فصل تلك الثنائية، فدائما ما يخط على الورق يكون ترجمة لما يحدث في الشارع السياسي، وأصبح من غير المفهوم أن يغيب المثقفون عن القمة العربية في ظل الظروف الحالية التي تأخذ فيها الحرب على الإرهاب الحيز الأكبر، مع الأخذ في الاعتبار أن تلك الحرب هي بالأساس مواجهة فكرية مع جماعات تنشأ وتنتشر مؤمنة بأفكار تدافع عنها بالسلاح، لذا يمكن القول: إن تواجد المثقفين ضرورة.


وتعليقا على هذا، قال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق: القمة العربية دائما ما تتجاهل محور الثقافة لغياب الاهتمام بالجانب الثقافي، بخلاف أن الحكومات العربية ضيقة الأفق، ودائما ما تأتى الثقافة في ذيل اهتمامات الحكام العرب والأنظمة العربية، وهو ما يجعل مجتمعاتنا غنية بالأفكار الإرهابية والمتعصبة، ونتائجها من الجوائز العالمية صفر.

الوزير الأسبق أكمل قائلًا: الحكام العرب لا يدركون أن الثقافة تأتي في مرتبة أهم من الجيوش نفسها، لكن للأسف تصب الأنظمة اهتماماتها على الاقتصاد والمشروعات المادية دون أدنى اهتمام بالفكر والثقافة.

وأشار إلى أن أغلب البلدان العربية تفتقر للديمقراطية الحقيقية، التي تمكن المثقفين من الضغط لفرض تواجدهم على الساحات العربية الرسمية، كالقمة العربية، مشيرا إلى أن المثقف في النهاية بشر يخشى قمع السلطة، فالغالبية من المثقفين ليس لديهم استعداد للسجن دفاعا عن قضية بعينها كما كان يحدث في السنوات السابقة.

وكشف أن إحدى دورات القمة العربية وقت أن كان عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، أوصت بتخصيص قمة للثقافة، ورغم أن «موسى» بدأ الإعداد لها فعليا، إلا أنه ومع مرور الوقت ذهبت الفكرة أدراج الرياح.

كما أكد أن الإرهاب سيظل متواجدا والمنطقة العربية أرض خصبة لانتشاره، طالما أن التعليم والثقافة ما زالا متراجعين، خاصة أن الإرهاب ما هو إلا انحراف فكري.

فيما تمنت الكاتبة سكينة فؤاد، مستشارة الرئيس السابق عدلي منصور، أن تكون القمة العربية في دورتها الحالية أكثر فاعلية على كافة المستويات، ومدركة لحجم الضغوط التي تتعرض لها المنطقة العربية، وأكدت أن تكرار نفس سيناريو القمم السابقة والخروج دون نجاح ملموس، وتوصيات على قدر من المسئولية والمآسى التي تعيشها المنطقة كل ذلك يعد كارثة.

وأوضحت أن نجاح الدور السياسي للقمة العربية يتبعه نجاح للدور الثقافي، في مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة من حيث الحرب على الإرهاب الذي هو بالمرتبة الأولى حرب فكرية.

وأشارت إلى أن العمل السياسي في الدول العربية مأزوم، وبالتالى فالجانب الثقافى مهمل، علما بأن هناك مؤسسات أخرى لها إنتاجها في العمل الثقافي، لكن عندما تنجح الدول العربية في دورها السياسي في مواجهاتها وتحدياتها المعاصرة سيكون للجانب الثقافى دور كبير.

وأكدت أن القوة الناعمة من مبدعين ومثقفين قادرة على دعم الحكومات المختلفة، بل وتزيد الدور السياسي ثباتا ونجاحا، مشددة على أن المواجهة الفكرية للإرهاب وأدواته المنتشرة في الوطن العربى لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية.

وشددت على ضرورة أن تكون القوة الناعمة حاضرة في القمة العربية، لدعم وضمان نجاح الدور السياسي، لأن أصحاب الرأى والفكر، دائما ما يساعدون على نجاح الدور السياسي، وقادرون على حل الإشكاليات السياسية، والتمرس على الضغوط السياسية التي تفرضها ظروف المنطقة العربية.
الجريدة الرسمية