رئيس التحرير
عصام كامل

الدب الروسى يخطف الأضواء في «البحر الميت»

فيتو

فرضت روسيا نفسها على مسرح الأحداث السياسية في الشرق الأوسط بقوة، فهى حاضرة بسلاحها وقواتها العسكرية في سوريا، وتتمدد في العراق وأعينها تراقب الأوضاع في ليبيا، لذلك لم يكن غريبا حضورها القمة العربية التي تحتضنها المملكة الأردنية الهاشمية، حضور روسيا وإن كان شرفيا إلا أن له مغزى سياسيا مهما، ويحمل رسالة ضمنية أن أوراق اللعبة في المنطقة أصبحت في يد الدب الروسي.


مصدر دبلوماسى قال إنه منذ عام 2003 حصلت روسيا على وضع المراقب في الجامعة العربية، وبالتالى فإن مشاركتها في القمة العربية بالمملكة الأردنية الهاشمية ليس بالأمر الجديد، فضلا عن أنها متداخلة تمامًا الآن في مشكلات منطقة الشرق الأوسط بحسب مصدر رفيع المستوي.

ولفت المصدر- الذي رفض الإفصاح عن اسمه- إلى اهتمام روسيا بمتابعة كافة المناقشات حول مشكلات المنطقة، خاصةً أن لها دورا رئيسيا ومباشرا في سوريا، حيث تحرص على الحصول على دعم لموقفها هناك وتحاول أيضًا التوصل لتسوية سلمية والحفاظ على وحدة الأراضى السورية.

ولم يستبعد المصدر الدبلوماسي، أن تشارك روسيا في مناقشات حول ليبيا، لاهتمامها بجميع دول المنطقة وأيضًا بعد زعم أمريكا نشرها قوات على الحدود، ولكنها بالتأكيد لن تشارك في التصويت على أي أزمة لأنها ليست عضوا.

وبدوره، أكد مدير مركز الدراسات الروسية «أشرف كمال»، أن الجامعة العربية تدعو بشكل دوري روسيا كضيف شرف لإلقاء كلمة في إطار منتدى الحوار العربى الروسى، ولن يشارك المبعوث الروسى «ميخائيل بوجدانوف» في المناقشات المغلقة، موضحًا أنه سيشارك في الجلسة الافتتاحية بكلمة نيابة عن الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» في إطار العلاقات المتميزة بين الاتحاد السوفيتى والعرب سابقًا وروسيا والدول العربية حاليًا.

وأضاف: ورغم أنه تقليد قديم إلا أنه ربما يكون سبب تمسك ملك الأردن «عبد الله الثانى» بدعوة «بوجدانوف»، هو دور موسكو البارز في المنطقة، وخاصة الأزمة السورية، فضلا عن أنها أصبحت جزءًا من حل تلك الأزمة، وبالتالى لا يمكن تجاهل دورها سواء في الأزمة السورية أو الليبية أو الحوار والمناقشات الدائرة حول اليمن.

وعن كلمة المبعوث الروسي، توقع «كمال» أن تكون ذات طابع دبلوماسى بروتوكولى أكثر منها توجيه رسائل معينة للدول المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، مضيفًا أن كلمته لن تغير من الواقع شيئًا، ومتوقعًا أن تدور حول ضرورة الحل السياسي وليس العسكري للأزمة السورية، ولكن لا بد أن تنعكس الكلمات إلى واقع ملموس على الأرض فلا يزال المواطن السوري، والليبى واليمنى يعاني.

وأعرب «كمال» عن حزنه لعدم وجود دور للجامعة العربية فيما يتعلق بمشكلات المنطقة العربية، فالأزمة السورية على سبيل المثال يتم حلها بعيدًا عن الدول العربية وأطراف مؤتمر «أستانة» لوقف إطلاق النار في سوريا غير عربية.

وشدد مدير مركز الدراسات الروسية على أن الدول العربية لم تعد مؤثرة في الأزمة السورية وتسوية الصراعات في المنطقة، ولا تملك حتى تقرير مصير منطقة الشرق الأوسط الذي أصبح في يد الدول الكبرى التي تتصرف وفق مصالحها، متمنيًا أن يفيق العرب قبل فوات الأوان وقبل أن تقع الكارثة الحقيقية.

وفى نهاية حديثه، أكد مدير مركز الدراسات الروسية أنه لا يعول كثيرًا على القمة العربية، وأنه لا يرى مستقبلًا إن لم يكن هناك تحرك عربى موحد يدافع عن مصالح الدول العربية، مشددًا على ضرورة ألا تترك الشئون والمصالح العربية في أيدى الغير ليقرر مصيرها سواء كان الاتحاد الأوروبي أو روسيا أو الولايات المتحدة لأنهم يبحثون عن مصالحهم الخاصة.
الجريدة الرسمية