رئيس التحرير
عصام كامل

كواليس الحرب الباردة بين السعودية وإيران.. مصدر دبلوماسي: تحركات لرفض أية إدانة لطهران.. طهران ترفض إدانة تدخلها في المنطقة

فيتو

معركة دبلوماسية تدور رحاها في عدة عواصم ما بين طهران والرياض وعمان وبغداد وبيروت ومسقط، تسعى فيها إيران لتوجيه ضربة قوية لمساعى المملكة الهادفة لإدانة تدخل طهران في المنطقة العربية.


إيران التي تدير المعركة الدبلوماسية بالوكالة، لديها نفوذ قوى وواسع، في بغداد وبيروت وصنعاء وممتد إلى جزر القمر، وهو ما يهدد المشروع السعودي بقمة البحر الميت.

وكانت مواقف العراق ولبنان، خلال القمم السابقة معبرة عن دعم سياسة الجمهورية الإسلامية بالمنطقة، وهى الدول التي يحلو لإيران تسميتها محور المقاومة وتدير دفته من العاصمة طهران وفقًا لمصالح دولة الملالى وبما يخدم نفوذها.

يأتى ذلك مع ترقب دول الخليج لموقف لبنان المساند لنفوذ إيران الإقليمى وجسده بقوة تصريحات الرئيس ميشال عون الأخيرة المتعلقة بسلاح حزب الله وتأييده موقف الحزب الرافض لنزعه، علاوة على الفتور الحادث في العلاقات بين الرياض وبيروت على خلفية سحب السفير السعودى والامتناع عن تقديم المساعدات العسكرية للجيش اللبنانى.

وفى قمة نواكشوط التي عقدت في موريتانيا خلال يوليو 2016، تحفظ العراق ولبنان على قرار يدين التدخل الإيرانى في شئون الدول العربية، داعية طهران إلى احترام مبدأ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.

ومبكرًا كشفت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، عن رفض العراق أي إملاءات ستفرضها القمة العربية ضد إيران، وقالت عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، سميرة الموسوي، إن العراق لديه ثوابت ومعطيات وسيرفض أي إملاءات ستفرضها الدول العربية ضد إيران خلال القمة التي ستعقد في عمان نهاية الشهر الجاري.

وشددت «الموسوى» على أن هناك رفضًا من القوى الشيعية في العراق لأى قرار يدين إيران، مضيفة: “العراق ينظر إلى إيران بأنه قد مد له يد المساعدة في حربه ضد داعش في وقت كانت فيه الدول العربية ولا سيما دول الخليج وأقصد هنا السعودية وقطر قد تخلت عنه ووقفت موقفا معاديا”.

وعلى الجانب الآخر، ذكر مصدر عربي، رفض ذكر اسمه، أن قرار قمة الأردن المرتقب حول التدخل الإيرانى في شئون الدول العربية، سيكون محل خلاف بين سلطنة عمان والسعودية، وليس بين الرياض والعراق ولبنان فقط.

ورجح المصدر، تبنى العراق ولبنان موقفا مخالفا لقمة موريتانيا بشأن إيران، أو على الأقل لن يكون هناك تحفظ على قرار إدانة إيران في قمة الأردن بهدف ترضية الإدارة الأمريكية التي تناصب طهران العداء منذ اليوم الأول لتولى دونالد ترامب.

وأضاف المصدر أن حضور رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادي، والرئيس اللبنانى ميشال عون قمة البحر الميت سيخلق موقفًا متوازنًا للبلدين مع العواصم العربية الأخرى.

وشدد المصدر على أن قرار إدانة التدخل الإيرانى بالشأن العربى سيكون شبيهًا أو قريبًا من قرار قمة موريتانيا، وكانت مصادر إعلامية، تحدثت عن تقديم سلطة عمان مذكرة رسمية تحمل عنوان «التحاور مع دول الجوار الإقليمي»، هدفها إجراء حوار مع إيران، ولا يستبعد المراقبون أن تثير المذكرة العمانية الخلافات داخل القمة، خصوصًا أن الأردن هو الآخر البلد المضيف للقمة متحمس لفتح مثل هذا الحوار.
الجريدة الرسمية