رئيس التحرير
عصام كامل

استراحة الملك فاروق تحتضن أول قمة عربية

فيتو

انطلقت أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين في منطقة البحر الميت في الأردن اليوم الأربعاء بحضور معظم القادة العرب ومشاركة ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية.


وتتصدر القضية الفلسطينية والأزمات في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن أهم بنود جدول أعمال القمة.

وعقدت أول قمة عربية في أنشاص عام 1946 بعد عام من تأسيس جامعة الدول العربية، وشاركت فيها سبع دول فقط هي الدول المؤسسة للجامعة العربية: "مصر والسعودية واليمن وسوريا والأردن والعراق ولبنان".

وكانت القمة تناقش وقف العدوان على فلسطين والدعوة لتحرير الدول العربية من الاستعمار.

ويرى مراقبون أن هذه القمة تصنف ضمن القمم الطارئة، كما يرون أن أول قمة عربية حقيقية كانت في عام 13 يناير 1964 بالقاهرة، ودعا لها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وارتبط تأسيس الجامعة العربية بقيام كيان عربي يدافع عن استقلال الدول العربية وأمنها وسلامتها من أي عدوان أو تهديد.

عقدت القمة يومي 28 و29 مايو، وذلك بزهراء أنشاص استراحة أو الملك فاروق الأول، بالشرقية.

وشارك في القمة كل من الأمير عبد الله الأول ممثلا عن إمارة شرق الأردن التي تأسست بعد الانتداب البريطاني على فلسطين، والأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية، وسيف الإسلام إبراهيم بن يحيى حميد الدين نجل إمام اليمن يحيى حميد الدين.

كما شارك في القمة عبد الإله بن على الهاشمي الوصي على عرش العراق، وبشارة الخوري أول رئيس للجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال، وشكري القوتلي رئيس سوريا.

وصدر بمناسبة انعقادها طابع تذكاري بعدة نسخ، كتب عليه "اجتماع ملوك ورؤساء الدول العربية" وحمل في كل نسخة صورة لأحد المشاركين من الملوك والرؤساء.

وشهدت القمة بكافة الطقوس الرسمية التي تتبع مثل هذه الاحتفالات من الاستقبالات في المطارات لرؤساء الوفود إلى كافة البروتوكولات المتبعة، وأظهرت برغم بساطتها دقة في التنظيم.

ولم يصدر عن تلك القمة أي بيان رسمي واكتفت بمجموعة من القرارات وكان أهمها مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، حيث إن كثيرًا من الدول العربية لم تكن قد تحررت من المستعمرين بعد.

ودعت أيضا القمة إلى جعل قضية فلسطين في قلب القضايا القومية، باعتبارها قطرا لا ينفصل عن باقي الأقطار العربية، وأكدت على ضرورة الوقوف أمام الصهيونية، باعتبارها خطرا لا يداهم فلسطين وحسب وإنما جميع البلاد العربية والإسلامية.

كما دعت إلى وقف الهجرة اليهودية وقفا تاما، ومنع تسرب الأراضي العربية إلى أيدي الصهاينة، والعمل على تحقيق استقلال فلسطين.

وأكدت اعتبار أي سياسة عدوانية موجهة ضد فلسطين تأخذ بها حكومتا أمريكا وبريطانيا هي سياسة عدوانية تجاه كافة دول الجامعة العربية، ودعت إلى الدفاع عن كيان فلسطين في حالة الاعتداء عليه ومساعدة عرب فلسطين بالمال وبكل الوسائل الممكنة.

كما أكدت ضرورة حصول طرابلس الغرب على الاستقلال، ودعت بشكل عام إلى العمل على نهوض الشعوب العربية وترقية مستواها الثقافي والمادي، لتمكنها من مواجهة أي اعتداء صهيوني داهم.
الجريدة الرسمية