رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا جرى لنواب الدقهلية!؟


زمان من 35 سنة تقريبًا كان فيه عضو مجلس شعب عن محافظة الدقهلية اسمه (شفيق حشيش) يقرأ ويكتب بصعوبة بالغة، لكنه أنشأ مشروعًا للنقل الجماعي ما زال يؤدي خدماته حتى الآن، ورغم رحيله إلا أن المشروع مرتبط باسمه، نائب آخر مثله هو(محمد الجوجري) أسهم في إنشاء معظم مشروعات مدينة المنصورة، ونائب ثالث هو (ممدوح فودة) كتفه كانت بكتف العالم الجليل الدكتور محمد غنيم، خلال تأسيس مركز الكلى أهم صرح طبي مصري على أرض الدقهلية، ونائب رابع هو (هرماس رضوان) أنشأ ستاد دولي في قريته التي حولها إلى مدينة بعد ذلك، وغيرهم من نواب الدقهلية العظماء الذين شاهدتهم بعيني كتلة برلمانية واحدة (شعب وشورى) يتكلمون بصوت واحد..


كانوا حريصين على مصلحة محافظتهم، وأسهموا في دعمها بالمشروعات الكبيرة، أما اليوم لا أعرف ماذا جرى لنواب الدقهلية؟ رغم أنهم جاءوا من خلال انتخابات نزيه ولكن لا يشعر بهم أحد، سواء في مصالح خاصة أو عامة، فبالعكس كل ما نسمعه من أخبارهم هو سعيهم لتشويه سمعة جامعة المنصورة، تلك المفخرة العلمية العالمية، والغريب أن يأتي التشويه من أساتذتها النواب لمصالح شخصية أو لتصفية حسابات..

تلك الجامعة التي جعلت من المنصورة عاصمة مصر الطبية، والتي يفخر بها كل دقهلاوي بل كل مصري بخدماتها المتميزة على مدى نصف قرن، ومستشفياتها التي تعالج سنويًا 4 مليون مواطن مصري فقير، والأولى في زراعة الأعضاء (كلى وكبد) بالإضافة إلى آلاف الطلاب العرب والأجانب الذين يتعلمون في جامعة المنصورة، ومن المؤكد أن سمعتها سوف تتأثر بتشويها تحت القبة وفي الإعلام..

أيضًا ما فعله نواب الدقهلية مع جامعة الدلتا يثير الغثيان، فبدلًا من دعم من قام بتحويل الخرابة إلى مفخرة علمية أسهمت في توفير آلاف فرص العمل والتعلم وأنقذت أبناء المحافظة من الاغتراب عن أهاليهم، وبدلًا من تكريمهم لأنهم حولوا الصحراء إلى جنة، يشارك نواب الدقهلية في محاولات هدم المشروع ومعارضة تنفيذ قرارات مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للاستثمار، بأحقية أصحاب الجامعة في شراء الأرض المقامة عليها..

محافظة الدقهلية من أهم محافظات الجمهورية في عدد السكان ونسبة التعليم والثقافة، وبها مقومات اقتصادية كفيلة بحل أزمات البطالة والإسكان، ومع ذلك لم نسمع أن نواب الدقهلية تقدموا باستجوابات أو طلبات إحاطة حول فساد المنطقة الصناعية في جمصة، التي بدأت الحكومة في توصيل مرافقها من 30 سنة ولم تنته، أو تقدموا باستجوابات حول تأخر التنمية لـ8 آلاف فدان أرض صحراء جرداء في جمصة أيضًا، أو تأخير تنفيذ مدينة المنصورة الجديدة، وبالمناسبة الـ50 فدان أرض جامعة الدلتا هى فقط التي تم تعميرها في هذه المنطقة، لأنها قطاع خاص..

لم نسمع أيضًا أن نواب الدقهلية سعوا لدعم مستشفيات المنصورة أو الثلاثة مراكز طبية جديدة بالجامعة، بدأ العمل فيها من 15 سنة ولم ينتهِ بسبب نقص الموارد، الدكتور محمد عبد الوهاب المشرف على برنامج زراعة الكبد بالجامعة وبمجهوده الشخصي جمع 50 مليون جنيه تبرعات للمرضى والمستشفيات، وأسهم في بناء مركز لجراحة القلب والصدر بالمنصورة، هذا المركز يحتاج لدعم بالأجهزة لافتتاحه..

أين كان نواب الدقهلية عندما توقفت زراعة الكبد بالجامعة لأول مرة منذ 12 عامًا، بسبب نقص المحاليل وأدوية المناعة؟ أين هم من مشكلات الفلاحين في الأسمدة والتقاوي وتوريد المحاصيل ونقص مياه الري؟

كان أولى بالنواب توحيد جهودهم لهذه القضايا وغيرها، مثل المناطق الاستثمارية والصناعية المتوقفة بدلًا من تشويه جامعة المنصورة وتدمير جامعة الدلتا، الدقهلية تعاني من سوء الخدمات وانتشار القمامة ومخالفات المباني وتعدِ على الأراضي الزراعية ومعاناة مع الصرف الصحي والموصلات وارتفاع الأسعار، كل هذه المشكلات تركها مسئولوا ونواب الدقهلية وتفرغوا لجامعتي المنصورة والدلتا، اللهم ارحمنا وارفع مقتك وغضبك عنا.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية