رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى توقيع كامب ديفيد.. 3 مواقف لحسن التهامي أرعبت الوفد الإسرائيلي في المفاوضات.. وصفة سحرية تثير خوف رفاق «ديان».. القدس كلمة السر.. وإسلام بطرس غالي يدفع السادات للتدخل

توقيع كامب ديفيد
توقيع كامب ديفيد

لم يكن الطريق إلى القدس أمرًا سهلًا، توقيع اتفاقية سلام مع دولة الاحتلال لم يكن ليقبله جيل أكتوبر الذي رأى الهزيمة بعينيه ثم انتقم لأرضه وعرضه من خلال نصر أكتوبر المجيد، المجازر الإسرائيلية من قبل 1948 مستمرة، منظر الأطفال والدماء تغطيهم لا يفارق أي عربي، في تلك الأجواء كان هناك وفد مصر يقوم بمحاولة لإنهاء الحرب من خلال اتفاقية ملزمة لمصر وإسرائيل تؤدي في النهاية إلى منع نشوب الحرب.


الغريب أن الوفد المصري ذاته لم يكن شعوره منفصلًا عن الشعور الشعبي وإن كانت المسئولية دفعتهم إلى تحمل المفاوضات مع الوفد الإسرائيلي، شخص واحد فقط كان لا يشاركهم ذلك الشعور، ولم يشارك الوفد أحاسيس كثيرة، لكنه كان مصدر رعب للإسرائيليين وضحك للوفد المصري، هذا الشخص اسمه «حسن التهامي».

وتشير السيرة الذاتية لـ«التهامي» أنه من مواليد محافظة المنوفية، والتحق بالكلية الحربية في عام 1942، ثم انضم لتنظيم الضباط الأحرار وكان ضمن خلية المشاة التي يرأسها جمال عبد الناصر.

وتدرج «التهامي» في المناصب حتى وصل إلى منصب نائب رئيس الوزراء وأحد أعضاء الوفد المكلف بالتفاوض مع إسرائيل في اتفاقية كامب ديفيد.

وسجل الدكتور الراحل بطرس غالي في كتابه «الطريق إلى القدس» بعض المواقف لحسن التهامي، وفي ذكرى توقيع كامب ديفيد ترصد "فيتو" أبرز مواقف «التهامي».

وصفة سحرية
يروى الراحل بطرس غالي أنهم قبل أن يصلوا إلى كامب ديفيد جلسوا مع وفد فرنسي في باريس لضمان الدعم الدولي، وكان أحد الحاضرين هو حسن التهامي، الذي اقترح على الوفدين «الفرنسي والمصري» أن يأكلوا «بونبوني» كان معه، لافتًا إلى أن التهامي أكد لهم أن هذا «البونبوني» سيجعل الوفد الإسرائيلي يوافق على كافة الطلبات المصرية.

ويقول «بطرس»: «بعد هذا الحديث مال أحد أعضاء الوفد الفرنسي عليّ وسألني أنت متأكد إن ده أحد أعضاء الوفد اللى رايح في مهمة صعبة وكمان بدرجة نائب رئيس الوزراء».

المضحك أن تلك الرواية انتشرت بين أعضاء الوفد الإسرائيلي خاصة موشي ديان ما جعلهم مرعوبين من «التهامي».

القدس
أثناء التفاوضات بين الجانب المصري والجانب الإسرائيلي كانت نقطة «القدس» هي الأكثر حساسية، إذ إن أي طرف لا يريد التنازل عنها، ومع الصدام اختار دبلوماسي الطرفين بحسب «بطرس غالي» الابتعاد عن تلك المنطقة لحين حسم باقي المفاوضات.

الأمر لم يَرُق لـ«حسن التهامي» الذي أكد في كل الجلسات التي حضرها أن القدس عربية، وأن منها ستخرج الخلافة التي تقضي على بني إسرائيل وليسود الإسلام في العالم.

ويروي «غالي» أن تلك اللغة رغم أنها كانت مثيرة للضحك أكثر من أي شيء آخر وبعيدة عن الدبلوماسية إلا أنها جاءت بثمارها في بعض الأوقات، خاصة أن «لحية حسن التهامي» ونظراته المتحدية أدت دورها المطلوب.

إسلام بطرس غالي
أما أبرز المواقف التي جمعت بين «بطرس» و«التهامي» كانت حين عرض الأخير على الأمين السابق للأمم المتحدة اعتناق الإسلام خلال مفاوضات كامب ديفيد، ما دفع السادات للتدخل مازحًا: «خلي بالك يا حسن ده بطرس ممكن ينصرك».
الجريدة الرسمية