رئيس التحرير
عصام كامل

عندما يتشعبط الوزير في "الميكروباظ" !


ليست هناك أدنى مشكلة لدى الحكومة في أن ترفع أسعار كل شىء دون أدنى مراعاة لأبعاد اجتماعية أو إنسانية أو حتى سياسية، وخاصة أننا قد اقتربنا من الانتخابات الرئاسية القادمة، يعلم المصريون أنها حكومة كوميدية، تمارس كوميديا سوداء من نوعية إعلاناتها السخيفة عن رفع الوهم وتوصيل الدعم، أو ضبط الأسعار وحماية المواطن محدود الدخل والذي تحول على أيديها الشريفة الكريمة لمعدوم الدخل أو سلبى الدخل، حيث صار دخله يساوى واحدا على عشرين لأن كل شىء يشتريه المواطن يأتيه مستوردا بالدولار واليوور والتي تبلغ قيمة أحدهما عشرين ضعفا من عملتنا المهانة على يد رجل الحكومة المريض، طارق عامر، شفاه الله وبارك له في ألمانيا الشقيقة التي تعالجه، والذي سحق الجنيه بكل وطنية ومودة وتألق ودهاء سياسي واقتصادى يحسد عليه أمام كل عملات العالم، ثم ترك مصر حبيبته وذهب ليعالج نفسه عندهم !


المشكلة ليست في رفع سعر تذكرة المترو من جنيه لجنيهين مرة واحدة، ذلك لأن من عاش في ظل حكومة شريف إسماعيل ومن قبله محلب ومن قبله الببلاوى ومن قبله الجنزورى، يدرك أن هناك عداء للمواطن الفقير، بل عداء أكثر لأى شىء رخيص نوعًا ما أو حتى معقول الثمن.. ولقد بدأت تلك الهجمة المريضة على المصرى الفقير منذ صعود رجال جمال مبارك لسدة الحكم في أواخر عهد حسنى مبارك المدان بالسرقة هو ونجليه الكريمين من خلال حكم قضائى بات ونهائى في التاسع من يناير عام 2016.. لكن يبدو أن تلك الحكومة لا تتعلم ولا تريد أن تتعلم من أخطاء من سبقوها حتى وإن كان ذلك قريبًا جدًا !

ليست المشكلة في مضاعفة ثمن تذكرة المترو لأن الحكومة ذاتها سبق وضاعفت أو على الأقل أسهمت في مضاعفة أسعار كل السلع الحياتية وغير الحياتية على المصريين، بل إن الدواء نفسه صار مستحيلا على بعض المرضى، وكأن الحكومة تتفنن في القضاء على المصريين الفقراء موتًا أو جوعا أو جلوسا في بيوتهم بحسرتهم لتبقى هي ومن معها من الأثرياء وفقط !

الحكومة تهزأ بالناس وتطرح أسئلة عبثية من نوعية: هل تفضل الدعم عينيا أم نقديا !؟ هههههههههه والنبى تقولها تانى كده يا معالى وزير أي وزارة، الأولى بحضرتك أن تصمت لأن الدعم أصلا غير موجود ومعدوم وإن كان هناك دعم فهو لسيادتك ومن معك من الأحباب وأنجالهم وأحفادهم.. كيف ذلك !

بكل بساطة، احسب راتب الوزير ومن معه في مكتبه من معاونين ووكلاء وزارة وسكرتارية وأمن وحتى سعاة واحسب رواتب باقى العاملين في الدولة، ستجد أن من يحصل على دعم مبالغ فيه هو الوزير ورجاله أو المحافظ ومن معه، فقط بعض بدلات الوزير ومن معه من الكبار أو حتى إحداها فقط تساوى راتب معلم أو طبيب أو موظف (عادى) قارب على المعاش ومع ذلك يعايرونه بالدعم! إذن فالمواطن الذي يحصل على 20 جنيهًا دعمًا في الشهر وخمسة أرغفة يوميًا، هو في الواقع محروم من خيرات وطنه وثرواتها التي تذهب كرواتب خيالية وفلكية للفئات الممكنة.

حسنًا.. فلتقم الحكومة بإلغاء أي دعم.. ولكن فلتوحد الرواتب قبل ذلك، وتحدد حدًا أقصى لكل مواطن ممن يعمل بها وتلغى كل البدلات والحوافز والرحلات والعلاج السياحى للكبار وسنرى ساعتها من يشكو الفقر ويتشعبط في المترو أو المكيروباص أو كام يسمونه "المكيروباظ".. حقا هو ميكروباظ، لأن كل شىء باظ وعليه العوض!
FOTUHENG@GMAIL.COM
الجريدة الرسمية