تضحيات الكبار
من المؤكد أن التضحيات الكبرى تستلزم رجالا كبارا يعرفون قيمة الأرض، يضحون بأنفسهم من أجل الوطن ولا يترددون لحظة واحدة في السعي نحو الشهادة، لا توجد لديهم مبررات في التراخى أو التخاذل، لا يعرفون لغة الأعذار، لا يعرفون قاموس الهروب.. يواجهون الموت بشجاعة وقوة، ليس من أجل أبنائهم وعائلتهم فقط بل من أجل جميع المصريين.. من أجل من يؤمن بضرورة وجود القوات المسلحة، ومن يؤمن أن الجيش المصرى انحيازه فقط للمصريين والأرض التي يحميها. هم فقط يحمون المصريين ويفترسون من يقترب منهم.
من المؤكد أن الكثير من المصريين توقفوا أمام بعض الشهداء، بعضهم لم يمر على زواجه شهر، والبعض الآخر ترك أبا مريضا وأما تحتاج إلى رعاية خاصة، وثالث استشهد بعد شقيقه بعدة أيام.. وغيرها من النماذج المشرفة التي ضحت بنفسها من أجل تراب الوطن ومحاربة الإرهاب الأسود..
ولكن من المؤكد أننا توقفنا جميعا أمام قصة الشهيد "محمد المعتز"؛ الذي استشهد بين يدي والده الطبيب بعد إصابته في أحد الاشتباكات مع العدو، فتم نقله إلى مستشفى القوات المسلحة بشمال سيناء، وتم إجراء عملية جراحية له، لكن خطورة حالته، أدت إلى نقله إلى مستشفى المعادي العسكري.. على الفور يستدعى فريق طبي على أعلى مستوى ليباشر حالة محمد، ويجرى له جراحة عاجلةً، إلا أن المفاجأة كانت أكبر من أن يتحملها بشر حيث فوجئ الطبيب العميد المعتز رشاد، الذي يقود الفريق الطبى، أن المصاب الذي جاء بحالة حرجة بعد إصابته في سيناء، هو ابنه محمد، ليحاول جاهدًا إسعافه مع زملائه من الفريق، إلا أن القدر قرر أن يلفظ محمد أنفاسه الأخيرة بين يدى والده..
هؤلاء هم الرجال الذين أنجبوا رجالا يفخر بهم الوطن، يجاهدون بكل عزيمة وإخلاص في حربهم ضد الإرهاب، هؤلاء هم الرجال الذين نريدهم، وهؤلاء هم الرجال الذين يعرفهم الوطن، وهؤلاء هم الرجال الذين سيتذكرهم تاريخ القوات المسلحة..
لم تكن دموع الرئيس السيسي تحتاج إلى شرح عندما استمع مع حضور الندوة التثقيفية للقوات المسلحة - التي تم فيها تكريم أسر الشهداء - للفيلم التسجيلي الذي يحكى قصة شهيد من أبناء القوات المسلحة "محمد المعتز" الذي ضحى بحياته من أجلنا جميعا، وليس من أجل والده الذي يحبه فقط.
ولكن هكذا هم الرجال، لابد أن تكون تضحياتهم كبيرة، تضحياتهم بحجم الوطن.
ولكن هكذا هم الرجال، لابد أن تكون تضحياتهم كبيرة، تضحياتهم بحجم الوطن.