رئيس التحرير
عصام كامل

مافيا تحضير الجن على «فيس بوك».. نصابين والاسم «مشايخ» لترويج الدجل.. «سلب الإرادة والطلاق والتشتيت» أخطر العروض.. ضحية: «بيطلبوا حاجات مش كويسة».. داعية: كذب و

فيتو


الصورة الذهنية المعهودة للدجالين والسحّرة؛ وهم جالسون بالعمامة والجلباب أمام البخور في الإضاءة الخافتة داخل أوكارهم؛ حيث يمتزج الغموض والرهبة، لم تظل كما هي؛ فكما تطور كل شيء، تطور الدجالين والسحرة أيضًا، واقتحمت السوشيال ميديا مجالهم بقوة سواء في العلاج أو الترويج لأنفسهم، بل وتبادل الخبرات مع زملائهم من الدجالين الآخرين.


وفي إحدى المجموعات على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»؛ تحت اسم «تحضير الجن في وجود الإنسان لعلاج الإنسان بإذن الله»، يجتمع أكثر من 7 آلاف شخص؛ يتنوعون بين من يسموّن أنفسهم «مشايخ» ومعالجين روحانيين، ومجموعة كبيرة من راغبي العلاج من المس؛ وطالبي المساعدات في مشكلاتهم عن طريق استخدام السحر السفلي والعلوي.

استنزال الملائكة
البداية مع الشخصية الأنشط على المجموعة «أ.ع»، والذي يعتمد في الترويج لنفسه، على نشر طرق تحضير الأرواح والملائكة، يشرح خلالها أهم الملائكة التي يدعي إمكانية التواصل معهم، ويذكر في منشور له أسماء الملائكة وطرق استحضار كل منهم، عن طريق بعض الأدعية والأذكار، ويختتم حديثه بدعوة لعدم استخدام تلك الطرق في إيذاء الغير.

تحسين العلاقات الزوجية
ونشر دجال آخر، صورة تحتوي على كلمات غريبة وغير مترابطة، يوجه بها سيدة تشكو من سوء معاملة زوجها لها إلى ترديدها، لتحسين علاقتها بزوجها دائم الإساءة لها، عن طريق رسم تلك الكلمات على شمعة حمراء، مؤكدًا أن القيام بما سبق يربط لسان الزوج عن أي إساءة لزوجته.

الشيخ الروحاني الجزائري
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل امتد إلى نشر بعض ممن يسمون أنفسهم «مشايخ روحية»، إعلانات ترويجية لدورات تعليم الروحانيات والعلاج والكشف، وكل مايتعلق بالروحانيات مع الشيخ الروحاني الجزائري، مطالبًا من يهمه الأمر بالاتصال عن طريق الرسائل سواء ذكور أو إناث.

الشيخ المغربي
كما جاء ضمن القائمة؛ الشيخ «أ.م» المغربي، المقيم بالقاهرة، والذي وضع رقم هاتفه على المجموعة، مرفقًا بالإمكانيات التي يستطيع تقديمها، مثل سلب الإرادة والمحبة، والبكاء قهرًا، والتشتيت والخراب والطلاق وتسليط الوسواس، وحل المشكلات الزوجية، والاستعانة بخدام المدافن من السحرة، لاستخدامهم في إسقاط الحوامل ودفع السموم من الأفاعي، مع عرض بتعليم ما سبق.

السحر الأسود

ومن عارضي تقديم الخدمات السفلية أيضًا، «ص.غ»، والذي يشرح طريقة إصابة أي شخص، بفقدان البصر وإشغاله بحب شخصًا آخر، عن طريق رمي 7 فلفلات سوداء في النار، وقراءة تعويذة عليهم.

شكاوى النصب
وتعددت الشكاوى الموجودة على المجموعة من عمليات النصب التي يمارسها بعض الدجالين، من خلال طلب المال، أو حسبما وصفت «حاجات مش كويسة»، لتقديم الكشف الروحاني، لحل مشكلتها المتمثلة في سوء معاملة زوجها لها، وتساقط شعرها، وبكاء ابنتها المتواصل.

خطورة الانتشار
من جانبه، أكد الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع والانثروبولوجي، أن استخدام التكنولوجيا في الترويج للخرافات والشعوذة، أمر يمثل خطورة كبيرة على المجتمع، نظرا لسهولة انتشارها والوصول إليها عكس ما كان يواجه راغبو التواصل مع الدجالين في الماضي من صعوبات في التواصل معهم.

وأضاف «الخولي»، خلال تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن الأشخاص الذين يستجيبون لتلك الأوهام يعانون من أمراض الإيحاء، والتي يتصورون من خلالها أن حلول مشكلاتهم تتمثل في الاستعانة ببشر مثلهم، يعتقدون أن لديهم تواصل مع قوى أخرى، لديها القدرة على صنع حلول سريعة لهم.

حركات نصب
وفي هذا السياق، أكد الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، أنه لا أحد يملك تسخير الجن، وكل من يدعي امتلاكه القدرة على تسخيرهم فهو كاذب، موضحًا أن كل من يروج لقدرته على التواصل مع الجن، يستخدم «حركات نصب».

وأشار الداعية الإسلامي إلى أنه برغم ذكر الجن في القرآن الكريم لعدة مرات، لكن لم يسمح الله بوجود اتصال بين الجن والإنس، مؤكدًا:«لو حد من الدجالين عنده القدرة على التواصل مع الجن، خليه يلبسني».
الجريدة الرسمية