الأزهر يعقد صالونا فكريا دائما لـ«الحوار بين الشرق والغرب».. يحضره ممثلون من أوروبا ووفود شبابية من الجانبين.. ومدير مركز الترجمة: هدفنا تنشئة جيل يؤمن بالتنوع والاحترام المتبادل
نجاحات عدة أثمرت عنها جولات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، للعديد من الدول الأوروبية خلال العام المنقضي، أهمها خلق حالة من التقارب الفكري والسلام النفسي بين رجال الدين والإعلام والفكر والثقافة في الشرق والغرب، وهو ما غير نظرة الشعوب إلى بعضهم البعض فمن أعداء متبادلين للاتهامات بالأمس إلى أصدقاء اليوم وأخوة في الإنسانية.
كلمات الإمام الأكبر التي وجهها للشعوب الغربية كانت تتركز على مخاطبة القادة المؤثرين في المجتمعات، قائلا: أنا أدعو الإنسان في أوطانكم إلى نبذ العنف والتطرف والكراهية وسياسة الكيل بمكيالين وتعالوا إلى كلمة سواء نعلي خلالها قيم التعايش السلمي المشترك ونقر سلامًا شاملًا يساوي بين الإنسان وأخيه الإنسان بعيدًا عن اللون أو العرق أو الدين، وتجسدت هذه الكلمات في أسمى معانيها حين أوفدت 50 دولة ممثلين لها إلى القاهرة للمشاركة في فاعليات مؤتمر «الحرية والمواطنة» الذي عقده الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين يومي الثلاثاء والأربعاء 28 فبراير المنقضي والأول من مارس الجاري، ليصبح ذلك الحدث التاريخي نقطة انطلاق لحوار دائم بلا انقطاع بين الشرق والغرب.
ضوابط الحوار
وفي هذا السياق يعقد الرواق الأزهري باللغات الأجنبية، في السادسة من مساء غد السبت بقاعة الأزهر للمؤتمرات في مدينة نصر، الجلسة الحوارية الأولى من الصالون الفكري الدائم: «الشرق والغرب.. إمكانات التقارب وضوابط الحوار»، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وحضور أعلام الفكر والثقافة من دول الشرق والغرب.
وأكد الدكتور يوسف عامر، مدير مركز الترجمة بالأزهر الشريف وعميد كلية اللغات والترجمة، أن الجلسة الحوارية الأولى من الصالون الفكري الدائم الانعقاد تناقش قضية: «رؤية الغرب للشرق.. ورؤية الشرق للغرب حضاريًا»، قائلًا: «انعقاد جلسات هذا الصالون يأتي في إطار مبادرات الإمام الأكبر لخلق مناخ مناسب لإقرار سلام دائم وشامل في العالم»، مشيرًا إلى أن نخبة من رجال العلم والفكر والثقافة من الشرق والغرب يحضرون فعاليات الجلسة الحوارية الأولى من الصالون.
نقاط للتلاقي
وأضاف «عامر» أنه من المقترح أن تنعقد جلسات الصالون كل شهر في دورية منتظمة، وإذا تعذر تحقيق هذا الأمر ستكون دورية الانعقاد ربع سنوية بواقع جلسة كل 3 أشهر، موضحًا أن هناك موضوعات كثيرة بها نوع من التماس والتلاقي بين الشرق والغرب ويمكن استثمارها في خلق مناخ جيد لإقرار سلام دائم وشامل في شتى مناحي العالم، قائلًا: «إذا كانت الأنظمة الاقتصادية والسياسية قسمت العالم إلى فريقين شرق وغرب، فيجب على رجال العلم والثقافة والفكر أن يجيدوا نقاطًا للتلاقي وتبديد ويلات هذا التقسيم المقيت».
وأشار مدير مركز الترجمة بالأزهر الشريف إلى أن الجلسة الحوارية الأولى من الصالون الفكري الدائم: «الشرق والغرب.. إمكانات التقارب وضوابط الحوار»، يحاضر فيها كلًا من: السيدة "باوكيا" ممثلة هولندا، وعضو هيئة التدريس بمعهد الدومينكان "ريمي شيمو" ممثلًا لفرنسا، والدكتور عبد الله شليفر، ممثلًا لباقي دول الغرب، والدكتور محمد كمال إمام، رئيس قسم الشريعة السابق بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، والدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر السابق، والفنان محمد صبحي، والدكتور حسن راتب، رئيس قناة المحور، ورئيس مجلس أمناء جامعة سيناء.
وفود شبابية
وأضاف «عامر» أنه بالإضافة إلى المتحدثين السابقين، يحضر الجلسة الحوارية الأولى نخبة من رجال العلم والفكر والثقافة والإعلام أبرزهم: الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة، والمفكر السياسي سمير مرقص، والدكتور سامي الشريف، عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، والإعلامي جمال الشاعر، ومحمد أبو شامة مدير مكتب جريدة الشرق الأوسط بالقاهرة، والإعلامي محمد عبده، بالإضافة إلى ممثلين من المراكز الثقافية الغربية والشرقية، ومندوبي بعض السفارات، وأعضاء هيئات التدريس بالجامعات المتخصصين في الحوار بين الشرق والغرب، وسيقدم فاعليات الجلسة الحوارية الأولى من الصالون الإعلامي أسامة كامل، قائلًا: «الأهم في هذه الجلسة هو حضور وفود من شباب أوروبا والشرق».
وأكد مدير مركز الترجمة بالأزهر الشريف، إن الجلسات الحوارية التالية للصالون الفكري الدائم: «الشرق والغرب.. إمكانات التقارب وضوابط الحوار»، والتي ستعقد على مدار الأشهر المقبلة تناقش عددًا من القضايا المهمة، أبرزها: «الحضارتين الإسلامية والغربية»، و«تاريخ العلاقات الحضارية بين الشرق والغرب»، و«تحرير مفاهيم الحضارة والتقدم»، و«تحرير مفاهيم الدين والعلم»، و«تحرير مفاهيم الدين والحياة»، و«تحرير مفاهيم التفاهم والاندماج والاتفاق على المبادئ»، وكذلك مناقشة قضايا الإعلام والمرأة والطفل.
جسر فكري
وأشار «عامر» إلى أن انعقاد هذا الصالون بمثابة جسر فكري يربط بين الشرق والغرب، وأن الهدف المنشود تحقيقه من خلال جلساته هو تنشئة جيل يؤمن بالتنوع والاحترام المتبادل، ويقر ضوابط حوار يؤدي إلى التقارب والتعايش السلمي والعمل على نفع البشرية كلها.