القصة الكاملة لـ «هجاء النور» سامح عبدالحميد.. تطلع لأدوار قيادية عقب التخلص من «عبدالغفور».. سحب البساط من متحدث الحزب السبب في فصله.. و«برهامي» يرد الجميل ويتدخل لحل ال
أزمة داخلية كادت أن تعصف بالعديد من أسرار الدعوة السلفية، فور اشتباك لفظي بين المتحدث الرسمي باسم حزب النور محمد خليفة، والشيخ سامح عبدالحميد أحد المشاركين في تأسيس الدعوة، بعد أن هدد الأخير بالإفصاح عن كافة الأسرار التي يحتفظ بها في جعبته، عقب صدور قرار باستبعاده من الحزب بشكل رسمي.
البداية
فور الإعلان عن اعتزام الدعوة السلفية إطلاق حزب جديد ليمثل ذراعا سياسية، سارع سامح عبدالحميد في الانضمام إلى الحزب وتقديم كافة فروض الطاعة والولاء لكبار الشيوخ، وسافر لكثير من المحافظات مع أعضاء اللجنة ليوضح في بداية إنشاء الحزب بعض الأمور المهمة للإعداد للانتخابات.
ومع إقرار الحزب بوجود لجنة انتخابية جديدة للاستعداد للبرلمان، رشحه الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، أن يكون أحد الفاعلين في اللجنة لتبدأ مرحلة جديدة في تطلعات الرجل للمناصب داخل الحزب.
ربّ ضارة نافعة
واشتد عود حزب النور سريعا وتمكن من أن يجد لنفسه مكانا في الحياة السياسية وحصد ما يقرب من 22% من إجمالي مقاعد البرلمان، لتأتي الأزمة التي قصمت ظهر الحزب، حيث اشتد الخلاف بين برهامى وعماد عبد الغفور رئيس الحزب آنذاك، ليعلن سامح عبدالحميد انضمامه لجبهة برهامي على حساب عبدالغفور.
وقال محمود عباس، أحد الأعضاء المنشقين عن الحزب، إن سامح عبدالحميد تحول خلال تلك الأزمة إلى "هجاء حزب النور"، حيث كتب مجموعة مقالات جمعها في أكثر من 60 صفحة كلها سب وقذف في حق جبهة إصلاح حزب النور.
وأضاف عباس في تصريحات صحفية له، أن سامح عبد الحميد ظن أن انحيازه إلى برهامى سيكون سبيله إلى المناصب في الحزب، ولكنه غفل أنه ليس من دائرة المقربين له، وعقب انتهاء الأزمة ومشاركة "سامح" الفعالة في الهجوم على جبهة الإصلاح ظن الرجل أن دوره جاء لأن يتخذ منصبا وهو ما لم يحصل عليه، فبدأ يكتب على صفحات فيس بوك وينتقد جماعة الإخوان الإرهابية، حتى أن برهامى قال لأحد إخواننا في جلسة بمكة (إنه لا يستطيع وقف تصريحات سامح ومش عارف يعمل معاه إيه).
ووجد سامح عبدالحميد ضالته في التصريحات الصحفية والفضائيات التي استقبلته بصدر رحب وبدأ في إطلاق الفتاوى والأحكام يمينا ويسارا، وبدأ اسمه يسطع في الإعلام وتتناقل فتواه المواقع الإخبارية، حتى خرج أكثر من تصريح من الدعوة السلفية تنفى أي علاقة بسامح بها وأنه لا يمثلها وليس له أي صفة.
واختلط الأمر على "سامح"، وبدأ في إطلاق الآراء التي تقف عائقا أمام سياسة حزب النور التي يتبعها، خاصة تلك التي تمس موقف الحزب من ولاية المهندسة نادية عبده منصب محافظ البحيرة، وتبعها عدد من الآراء التي تناقضت مع موقف الحزب.
متحدث النور
استطاع عبدالحميد أن يسحب البساط من تحت أقدام محمد خليفة المتحدث باسم حزب النور، وكان الضيف المحبب للقنوات الفضائية والمواقع الإخبارية وأصبح وجوده يصاحبه زخم أكثر من تواجد "خليفة" الذي لا يظهر إلا لماما على القنوات الفضائية.
وخرجت لجنة شئون العضوية وهيئاته المختلفة، بتنفيذ قرار فصل سامح عبد الحميد مليجي حمودة من عضويته، وذلك بعد الاطلاع على اللائحة الداخلية للحزب.
وقال الحزب في بيان له: "إن القرار جاء بعد الاطلاع على مذكرة اللجنة المركزية لشئون العضوية، وبعد التحقيق معه وأخذ رأي الهيئة العليا للحزب"، مشيرا إلى أنه سينشر القرار بمقرات الحزب الرئيسية.
شكوى
ومن جانبه، قال سامح عبدالحميد: تقدمت بشكوى رسمية لأمانة الحزب بالإسكندرية ضد محمد صلاح خليفة؛ لأنه أدلى بمعلومات كاذبة لبعض وسائل الإعلام بأنه لا علاقة لي بحزب النور عقب بياني للحكم الشرعي لتولي امرأة منصب محافظ.
وأضاف عبدالحميد في تصريحات صحفية له، أنه هدد في حالة عدم اعتذار "خليفة" اعتذارًا رسميًّا، سيعمل على رفع دعوى قضائية إذا لم يتم هذا الاعتذار، مستنكرًا: "بدلًا من أن يعتذروا عن الكذب قاموا بفصلي".
وتابع: "الكيانات لا تُقام على الكذب والظلم".
توسط برهامي
وأجري حزب النور انتخاباته الداخلية بعيدا عن أعين الإعلام، وآخر ما يريده الحزب أن تتجه أنظار وسائل الإعلام إلى الخلافات التي تدب داخل الحزب، فضلا عن جره إلى ساحات القضاء في مهاترات هو في غنى عنها، وهنا جاء "برهامي"، ليلعب دور الوسيط لحل الأزمة.
وعقد برهامي جلسة ودية مع سامح منفردا، حدثه خلاله على ضرورة أن يمسك لسانه عن إطلاق الفتاوى والظهور الكثير على الفضائيات مما يسبب أزمات متلاحقة بالحزب، وطالبه بالتقدم بطلب لمجلس الشيوخ بالحزب لإلغاء قرار الفصل"، مشددًا على أنه يجب عليه أن يقلل من ظهوره وأن لا يطلق الفتاوى التي تأتي بالوبال على الحزب وسياسته التي يتبعها.