القضايا الشائكة التي يناقشها الحريري مع السيسي اليوم !
يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مع سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، اليوم الأربعاء، وهي أول زيارة له بعد توليه رئاسة الحكومة اللبنانية.. الزيارة ليست الأولى لمسئول رفيع المستوى بعد حل مشكلتي رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة اللبنانية.. فالرئيس اللبناني ميشال عون زار القاهرة والتقى الرئيس السيسي.
من المتعارف عليه أن تتناول المناقشات أوجه التعاون الثنائي المشترك.. فرئيس الوزراء اللبناني يصحب معه وفدًا من الوزراء منهم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، ووزير الزراعة غازي زعيتر، وزير المالية على حسن خليل، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الثقافة غطاس خوري، وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل ووزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري ومدير مكتب الرئيس الحريري السيد نادر وسيناقش الحريري أعمال اللجنة اللبنانية –المصرية المشتركة، ويلقي كلمة في ملتقى رجال الأعمال اللبناني المصري.
لا الصحف اللبنانية ولا المصرية تتطرقت للقضايا الشائكة التي يرغب الحريري في مناقشتها مع السيسي.. أول هذه القضايا التهديدات الإسرائيلية الحديثة للبنان.. فإسرائيل تسعى إلى استصدار قانون من الكنيست فيما يتعلق بالحدود البحرية وخصوصًا المربعات ذات الأرقام 8 و9 و10 التي قررت السلطات اللبنانية فتح عروض استثمارية فيها؛ لأن هذه المناطق غنية بالغاز والنفط وغيرها من الموارد الطبيعية.. وهو ما جعل دبلوماسيين ومسئولين لبنانيين في الأمم المتحدة يتساءلون: إذا كانت إسرائيل تعتبر هذه المناطق ملكًا لها، لماذا إذًا تسعى إلى ضمها بقانون من الكنيست؟ الحريري يرغب في معرفة موقف مصر من أي إجراء عدواني تتخذه إسرائيل لبسط سيطرتها على هذه المناطق تدخل داخل الحدود البحرية اللبنانية.
القضية الثانية، هي قضية سلاح حزب الله، والنزاع السوري، فمصر انضمت للصف الذي يؤيد حلا سياسيا في سوريا، وتلميحات الصحف اللبنانية بعد زيارة سامح شكري للبنان قبل حل مشكلة رئاسة الجمهورية، أن مصر كانت تتحاور مع الجميع بما في ذلك حزب الله الذي يتهمه بعض الإعلاميين المصريين والسياسيين بالوقوف وراء اقتحام السجون أثناء ثورة يناير.
القضية الثالثة هي إعادة ترتيب البيت السني داخل لبنان ودور مصر في ذلك، فإذا كانت العلاقات قد بدأت تعود بين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، رئيس الوزراء الأسبق، فلا يزال التوتر سائدًا مع وزير العدل السابق أشرف ريفي، المعارض لمواقف الحريري، والذي يبدو أن السعودية تحضره، بعد أن دلت الأحداث الأخيرة ومن بينها انتخاب رئيس لبناني مؤيد للرئيس السوري وحليف مباشر لحزب الله على تقليص الدور السعودي في لبنان.. قد يطلب الحريري من السيسي مساعدة مصر لتجنب مشكلات في هذا الملف.
من الواضح أن مصر استعادت ملف لبنان مرة أخرى بعد أن كنت أظن أن الملفات اللبنانية لم تعد في أدراج مكتب سامح شكري، وزير الخارجية المصري، فعوّدٌ حميدٌ للدبلوماسية المصرية، فلبنان يصفها البعض بأنها ساحة للتنافس الدبلوماسي العربي والغربي.
