رئيس التحرير
عصام كامل

3 طرق تنهي أزمة الوقود في انتظار بدء التنفيذ.. «الإيثانول» يوفر 16 مليار جنيه للدولة.. «زيت الطعام المستعمل» أثبت نجاحه.. وباحثون: «الطحالب» مستودع السولار في المستقبل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أزمة متجددة، الأسعار ترتفع بشكل دوري والمواطنون هم أبرز الضحايا خاصة أن مصر ليست دولة نفطية في المقام الأول، تلك الإشكالية جعلت مشهد الزحام والمشاجرات أمام محطات الوقود أمرا متكررا.


وبعيدًا عن عن خطوات الدولة الممثلة في خفض الدعم على الوقود تدريجيًا والاتجاه إلى إحلال السيارات القديمة بأخرى جديدة تعمل بالطاقة دأب البحث العلمي إلى دراسة كيف يمكن استخراج وقود للسيارات بعيدًا عن البترول.

اقرأ..حقيقة زيادة أسعار الوقود بعد رفع تذكرة المترو لجنيهين

الإيثانول
وفي البداية قال الدكتور يوسف بركات، رئيس وحدة أبحاث الوقود بمعهد بحوث البترول، إن مصر تستورد سنويا بنحو 16 مليار جنيه جازولين 95 لإضافته لبنزين السيارات المصري وإنتاج بنزين 92، لكن الوحدة قامت بتنفيذ «الإيثانول التجاري» منخفض التكلفة والأكثر جودة، عوضا عنه.

وأشار «بركات» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» إلى أنه يضاف للبنزين تترا ايثيل ليد «الرصاص» لرفع كفاءة محرك السيارات لكن وجد أنه مضر للبيئة وخصوصا الأطفال حيث يحد من نمو ذكاء الأطفال فتم استبداله بالـ Oxygenate وهي المواد التي يدخل بها الأوكسجين وهم عبارة عن ثلاثة أنواع الكحولات بأنواعها والإيثر والإستر ويضاف لها الميثانول والإيثانول.

اقرأ ايضًا..«البيئة»: استبدال السيارات القديمة يوفر 48 ألف لتر سنويا من الوقود

كما تم اختبار الميثانول وتم رفع الأوكتان من خلاله لكن الهيئة اعترضت على استخدامه لما يسببه من درجة سمية وضرر للبيئة، فتم استبداله بالإيثانول والذي يوجد له نوعان أحدهما تجاري وتكون نسبة الإيثانول 96% والباقي ماء، والإيثانول المطلق وهو مرتفع التكلفة.

وأوضح «بركات» أنه تم إضافة الإيثانول المطلق إلى الجازولين ووجد أنه يفصل عندما يخزن بمنطقة منخفضة الحرارة مثل سانت كاترين التي تقترب درجة الحرارة بها إلى الصفر.

ولعلاج تلك المشكلة، قال رئيس وحدة أبحاث الوقود:"عملنا على إيجاد مادة تمنع الفصل إلى أن تم التوصل إلى مادة linker "epri linker" وتم اختبارها بوضع جازولين به 15% إيثانول وتم وضع ماء فإذا كان هناك فصل فسيتحد الكحول وتم تخزينه لمدة ثلاث سنوات لضمان استمرار الفصل".

تابع..«البيئة»: تغيير الأتوبيسات القديمة يوفر 4 ملايين دولار سنويًا

وأضاف بركات أنه بالرغم من نجاح التجربة إلا أن الدولة لن تشعر بالإنجاز إلا إذا تم استخدام الإيثانول التجاري لتكلفته المنخفضة، لكن مشكلته تتمثل في الفصل بمجرد إضافته للجازولين لأنه مخفف بـ 4%ماء، لكن من خلال عمل توليفات مختلفة للجازولين أصبح يتحد مع الإيثانول التجاري دون فصل أو عكارة.

زيت الطعام المستعمل 
أما أبرز التجارب التي أثبتت نجاحها كان استخراج الوقود من زيت الطعام المستعمل والذي تم طرحه ضمن مبادرة برنامج الوقود البديل لمعهد بحوث البترول، وتم تجربته على أكثر من مركبة وأثبت نجاحه.

الطحالب
أما الوسيلة الثالثة فكانت الطحالب بعد أن توصل الباحثون بمعهد بحوث البترول إلى أن الطحالب يمكن أن تشكل أفضل الحلول لمواجهة أزمة نقص الوقود الأحفوري، التي يواجهها العالم أجمع.

وأكدت الدكتورة إيمان عبدالرحمن، باحث مساعد بمعهد بحوث البترول، إنه تم التوصل إلى أن الطحالب الدقيقة من أفضل المصادر الحيوية لإنتاج السولار، نظرا لارتفاع نسبة المحتوى الدهني أو الزيوت الموجودة بها.

وأشارت إلى أن المعمل المختص بمعهد بحوث البترول قائم على البايوتكنولوجي، ويعتمد بشكل كبير على استبدال المصادر الكيماوية بالمصادر الحيوية أو الطبيعية، موضحة أنه من السهل استخلاص الزيوت الموجودة في الطحالب وتحويلها من خلال عملية كيميائية بسيطة للسولار أو الديزل، حيث قام العديد من الباحثين بتطبيق تلك العملية.

وأوضحت أن عددا من الباحثين قاموا بتطبيق أبحاث قائمة على استخراج الديزل من زيوت الطحالب وثبت نجاحها، لكن كان التطبيق هو العقبة الوحيدة أمامهم نظرا لارتفاع التكلفة بحيث لا تتناسب مع العائد من السولار المستخرج.

وأضافت الباحثة أن الخطوة الثانية تمثلت في العمل على طرق لتقليل تكلفة إنتاج زيوت الطحالب، وذلك من خلال استبدال المصادر المختلفة بمصادر بسيطة في تنمية الطحالب لأقل تكلفة، وكانت أهم تلك الطرق هو استخدام مياه الصرف لتنمية الطحالب به بعد معالجة تلك المياه، وإضافة مصدر نيتروجيني لها، وبعد ذلك تم استبداله باليوريا لأنها أقل تكلفة، حيث تمت تجربة عدة نسب من التركيز إلى أن تم التوصل للتركيز الأمثل من اليوريا للحصول على نتيجة مثالية.

وأوضحت إيمان أن فترة تنمية الطحالب تستغرق 28 يوما ليتحول طحلب ضئيل إلى حوض مليء بالطحالب، لتبدأ بعدها عملية الحصاد للطحالب وتجفيفها انتهاء باستخلاص الزيت منها، الذي بدوره يتحول من خلال عمليات كيميائية بسيطة إلى الديزل الحيوي.

وقالت الباحثة إن الخطوة القادمة هي التحول من المرحلة المعملية لمرحلة الإنتاج النصف صناعي لإنتاج كميات أكبر وزيادة القدرة على عمل تحاليل أكثر لاختبار مدى صلاحيته للاستخدام، وقد تم تطبيق هذا المشروع في أمريكا والبرازيل ولكن لا يتم الاعتماد على الديزل الحيوي بنسبة 100% وإنما يتم خلطه بالديزل العادي بنسبة نحو 20%.
الجريدة الرسمية