الأم المثالية ببني سويف: ماكينة خياطة ساعدتني على تربية أولادي

قالت «حلوة شاكر حميدة» الفائزة بلقب الأم المثالية على مستوى محافظة بني سويف، إنها تلقت اتصالًا هاتفيًا من إدارة الأمومة والطفولة بمديرية التضامن الاجتماعي، لإبلاغها باختيارها أمًا مثالية على بالمحافظة، مؤكدة أنها سعيد جدًا باختيارها الذي رفع عن كاهلها تعب سنوات الشقاء مع أبنائها ـ حسب تعبيرها.

انتقنا لمنزل الأم المثالية بقرية قاى التابعة لمركز إهناسيا، وقالت: أبلغ من العمر 57 عامًا، توفي زوجي «جابر محمد حجاج» منذ 18 عامًا بعد أن رزقنا الله بـ«سعاد ـ 34 عامًا» حاصلة على دبلوم فني، متزوجة ولديها طفلان، وتعمل موظفة بحي جنوب الجيزة، و«محمد 32 عامًا» مدرس بالمعهد الديني، متزوج ولديه طفلان و«سيدات 30 عامًا» حاصلة على ثانوية أزهرية، مُطلقة، ولديها طفلان و«محمود ـ 25 عامًا» خريج هندسة مدني، وأنهى الخدمة العسكرية مؤخرًا.

وتابعت: عقب وفاة زوجي عام 1999م ترك لى 6 قراريط أرض زراعية، كنت أنفق منهم على أولادي الأربعة، حيث كنت أزرعهم برسيم في الشتاء وذرة في الصيف، لمساعدتى على أكل «بقرة» اشتراها لى أحد الأهالي بالمشاركة، ولكن مع ازدياد المصاريف اشتريت ماكينة خياطة، أعمل عليها ليل نهار في تفصيل ملابس نساء وأطفال القرية والقرى المجاورة.

وواصلت: وكنت أُجر أرض زراعية أزرعها بمساعدة نجلي محمد، لتساعدنا على نفقات أبنائي، حيث كانوا جميعًا في مراحل تعليمية مختلفة، وكانوا دومًا من المتفوقين، محمد حصل على الثانوية الأزهرية بدون دروس خصوصية ومحمود، كان دائمًا من الأوائل على مستوى المحافظة، ولكن ظروف مرضه في الصف الثالث الثانوى حالت دون تفوقه.

واستطردت، الأم المثالية، قائلة، عدم تفوق محمود في الصف الثالث الثانوى، أجبرنى على بيع القراريط الـ6 ليتمكن من دخول «معهد هندسة خاص» وأحقق له حلمه، لافتًا إلى أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الانتحار، لعدم تفوقه بسبب ما مر به من ظروف مرضية خلال الامتحانات.

وقالت، الأم المثالية، والدموع تملأ عينيها: "يوم حصول نجلى محمد على الثانوية الأزهرية، بدون دروس خصوصية، كان أسعد أيام حياتي، لأنى كنت لا أتوقع تفوقه لانشغاله معى في تلبية مطالب إخوته، وعلى النقيض كنت أرى أيام الأعياد هي الأصعب على بعد وفاة زوجي، عندما كنت أرى الأطفال في يمسكون بأيدي آبائهم كنت أنظر لـ«محمود» وأبكي، لأنى لم أتمكن من تعويضه لوالده في هذه اللحظة".

وعن مطلبها من رئيس الجمهورية، طالبت الحاجة حلوة، بعمرة أو حج لـ«رؤية مقام المصطفى صلى الله عليه وسلم» كما طالبت من رئيس الجمهورية بتعيين نجلها محمود، خريج هندسة مدني دفعة 2015 بتقدير جيد، حتى يساعدها على ظروف الحياة، بعد أن تركت ماكينة الخياطة نتيجة تعرضها لحادث منذ عام، واقتصار دخلها على 410 جنيهات قيمة معاش تتقاضاه من التضامن الاجتماعي.