رئيس التحرير
عصام كامل

سوريا في مواجهة العدو الصهيوني والصمت العربي !


الحدث الأكبر والأعظم والأهم هذا الأسبوع هو تصدي وتتبع الصواريخ العربية السورية طائرات العدو الصهيونى الأربع التي قامت بغارة جوية على الأراضي العربية السورية، فقامت الصواريخ العربية السورية بإسقاط طائرة وإصابة ثانية وفرار الثالثة والرابعة، والذي يدعو للفخر حقًا أن الطائرة التي دمرت وسقطت لم تسقط وهى فوق أجواء الأراضى العربية السورية، لكنها سقطت بعد مواصلة الصواريخ العربية السورية في تتبعها ومطارداتها فوق أجواء الأراضى العربية الفلسطينية المحتلة، وهو ما يعنى قدراتنا العسكرية المتقدمة من ناحية وإصرارنا على ضرب طائرات العدو المعتدية من جهة أخرى.


وأعلنت قيادة جيشنا الأول (الجيش العربي السورى) في بيان رسمى لها تفاصيل العملية، ثم قامت وسائل الإعلام الوطنية السورية بنقل الخبر وإذاعته، فانتشر بسرعة البرق عبر الصفحات الوطنية والقومية على مواقع التواصل الاجتماعي، وفرح من فرح وحزن من حزن، ومن المؤكد أن الفرحة قد عمت على الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج والتي تكن كل العداء والكراهية لهذا العدو الصهيونى، في حين أن الحزن قد خيم على كل من ينظر إلى هذا العدو الصهيونى على أنه صديق يمكن التعايش معه بسلام والذين يتعاملون معه في السر والعلانية ومنهم من يحفظ آمنه ويتعاون معه وينفذ أوامره ويمول الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح من أجل تدمير مجتمعاتنا العربية من الداخل، واستنزاف قدرات جيوشنا حتى لا تتفرغ وتستعد لمواجهة حتمية مع هذا العدو الصهيونى حتى ولو تأخرت كثيرا.

لكن في ظل هذه الأجواء كنت أنتظر ردود الفعل من العدو الصهيونى ومعه الحكام العرب والجنرال إعلام الذي صدع رءوسنا عبر ست سنوات كاملة عن الثورة السورية المزعومة، وما يحدث للشعب السورى من إبادة وغيرها من الادعاءات والأكاذيب الباطلة، وعلى الرغم من تأخر العدو الصهيونى في الإعلان والاعتراف بسقوط طائراته المعتدية، إلا أنه في النهاية اعترف وأعلن عن العملية وفشلها، وكان ذلك بمثابة الاعتراف بالهزيمة من ناحية وبالتأكيد على أن العدو الصهيونى هو الأصيل في هذه الحرب الكونية التي تشن على سورية العربية عبر الست سنوات الماضية من ناحية أخرى، وأن تدخل الأصيل يأتى بعد فشل الوكيل في أداء مهمته، خاصة أنه في الذكرى السادسة لانطلاق المؤامرة قام الوكيل بعدة عمليات انتحارية داخل عاصمة الصمود العربي دمشق وهى عمليات لا يقدم عليها خصم إلا إذا كان قد وصل لمرحلة اليأس، هنا تدخل الأصيل وهو العدو الصهيونى بهذه الطلعات الجوية في محاولة لرفع معنويات الوكيل والشد من أزره، لكن هيهات أن ينتصر إرهابكم على قلب عروبتنا حيث كانت الصواريخ السورية تقف بالمرصاد للأصيل وتدمره، كما يقف بواسل جيشنا العربي السورى بالمرصاد للوكيل ويتم دحره.

ومرت الساعات والأيام بعد اعتراف وإعلان العدو الصهيونى عن سقوط طائراته بواسطة الصواريخ العربية السورية، ولم نسمع صوتا لأحد من العرب يدين أو يشجب الاعتداء الصهيونى على الأجواء العربية السورية، باستثناء خطاب سيد المقاومة السيد حسن نصر الله الذي ترتعد إسرائيل قيادة وشعبا عند سماع صوت كلماته الهادرة، والخوف كل الخوف أن يخرج أحد الحكام العرب خلال الأيام القادمة ليدين الصواريخ السورية التي أسقطت طائرات العدو الصهيونى، ويطالب قوات الناتو بالتدخل العسكري في سورية ليمنع الجيش العربي السورى من الدفاع عن ترابه الوطنى.

وبالطبع ذلك الصمت أو الخرس الذي أصاب العرب امتد إلى جنرالهم الإعلامي الذي مارس كل أشكال الكذب والتضليل منذ بدأ الحرب الكونية على سورية قبل ست سنوات، فلم نجد وسيلة إعلامية عربية واحدة تذكر حتى على استحياء ولو على شريطها الإخباري مطاردة صواريخ سورية لطائرات العدو الصهيونى وإصابتها وإسقاطها، حتى بعد اعتراف وإعلان العدو الصهيونى عن العملية كاملة، وهو ما يؤكد أن هذا الجنرال إعلام صهيونى أكثر من الصهاينة أنفسهم، لذلك يجب أن يعلم القاصى والدانى أن سوريا ستنتصر، وأن معركتنا مع العدو الصهيونى قادمة لا محالة، وأن صواريخ سورية كشفت عورات كثيرة لأنها كانت في مواجهة العدو الصهيونى والصمت العربي معا، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية