رئيس التحرير
عصام كامل

لبنان ساحة صراع بين السعودية وإيران.. تظاهرات الضرائب ورقة حزب الله لتمرير قانون الانتخابات.. تحرك سعودي لإنقاذ الحريري.. وإيران لا تريد التنازل عن بلاد الأرز

 السعودية وإيران
السعودية وإيران

تظاهر اللبنانيون أمس الأحد، ضد إقرارات البرلمان الأخيرة، خاصة الإجراءات الضريبية، ورشق المتظاهرون رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بزجاجات المياه، مما يشير إلى تطور مشهد اللعبة السياسية في بلاد الأرز، فلبنان أصبحت ساحة للكر والفر بين طهران والرياض اللتين تحرصان على دعم حلفائهما في الساحة اللبنانية.


الشارع وقانون الضرائب
جاء قرار مجلس النواب اللبناني (البرلمان) بفرض الضرائب لتعود التظاهرات لساحة رياض الصلح في العاصمة اللبنانية بيروت، رفضا للضرائب التي أقرها مجلس النواب، وقال المتظاهرون:"لأننا لبنانيون، نزلنا إلى الساحة، ضد الضرائب التي تستهدف المواطن ولنقول لهذه السلطة إننا مع السلسلة ولكن نريدكم أن تمولوها من الفساد والهدر والأملاك البحرية".

وأضافوا:"لم ننزل لإسقاط الشيخ سعد(رئيس الحكومة سعد الحريري)، نحن بنحبك يا شيخ سعد، ولكن كن معنا ضدهم كن مع الفقراء".

ولوحظ أنّ مجموعات ملثّمة دخلت على الخط في سيناريو مشابه لما شهده الحراك المدني ضد النفايات في 2015، كما برزت في التظاهرات جمعيات غير حكومية هي نفسها التي حاولت في الحراك السابق النزول إلى الشارع يدعمها بعض السفارات، حسب صحيفة الجمهورية اللبنانية.

حزب الله ولعبة الشارع
في مساع للاستفادة بأكبر قدر ممكن من أزمة قانون الضرائب الذي أقره مجلس النواب، أعلن حزب الله الحليف الأكبر لإيران في لبنان، رفضه لإقرار ضرائب فئات الدخل المحدود.

وأكد النائب عن حزب البرلمان، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد أننا "في حزب الله نرفض أي ضريبة على فئات الدخل المحدود، ونريد أن يسهم أصحاب الأرباح بسهم ما من أرباحهم من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي".

جعجع يكشف المستور
وكعادته خرج رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ليكشف ما وراء تظاهرات ساحة رياض الصلح، قائلا: "إن أسوأ أنواع الاستغلال هو عندما يحاول أحد أن ينتهز وجع الناس، فيبدو أن هناك من ذاكرتهم قصيرة ومن ضميرهم قصير أيضا".

ورأى جعجع أن الهجوم على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في ساحة رياض الصلح غير مبرر، قائلا: "ما حصل بحق رئيس الحكومة اللبنانية يدل على أن هناك بعض أصحاب النوايا الخبيثة الذين حاولوا الاستفادة من تظاهرة الأمس".

قانون الانتخابات مقابل التهدئة
"قانون الانتخاب هو مصير البلد، ومصير النظام السياسي، ومصير الدولة، ولم يعد الوقت يتحمل" هي احدي أهم التصريحات للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وهو ما يوضح سياسية الحزب في لبنان.

وذكرت مصادر إعلامية، أن هناك صراعا بين قوي "8 آذار" والتي على رأسها حزب الله والتيار الوطني، وقوي "14 آذار" والتي يقودها تيار المستقبل، إذ تريد قوي "8 آذار" قانونًا جديدًا" قانون النسبية" وبالتالي فإن خيار التمديد والعودة إلى "قانون الستين" مرفوض بالمطلق بالنسبة إليهم. في المقابل، فإن الحريري يرفض "قانون النسبية"، وبعض صيغ "قانون المختلط" المقترحة.

لذلك يري مراقبون أن طرح المقايضة بين "النسبية" ورئاسة الحكومة اللبنانية، سيكون الامتحان الاصعب للحريري خلال الاسابيع المقبلة.

لقاء سعودي
ومع ارتفاع حدة السخط في الشارع اللبناني واتساع الصراع على قانون الانتخابات، استقبل وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق، في مكتبه اليوم، القائم بالأعمال السعودي في لبنان وليد البخاري، وجرى البحث في مستجدات الوضع في لبنان والمنطقة.

ياتي لقاء البخاري بالمشنوق، ربما رسالة إلى طمأنة حلفاء السعودية في الساحة اللبنانية، مع تصاعد التوترات في بلاد الأرز، وارهاصات بحالة فوضي داخل البيت اللبناني.


الموقف الإيراني
يري مراقبون للشأن اللبناني، أن إيران لن تتنازل بسهول عن ورقة لبنان، في إطار استخدامها في الصراعات والمفاوضات الإقليمية والدولية، لافتة إلى أن تمرير حكومة الحريري، في وقت سابق، لم يكن مجانا، فطهران تريد أن تثبت للجميع أنها قادرة على تحريك الأمور في لبنان وقتما تريد.

وأضاف مراقبون أن طهران، تراقب الأوضاع في لبنان، وتتابع الأمور بدقة، للتدخل في وقت عبر حلفائها إذا ما اقتضت الضرورة ذلك.

وتلعب إيران على الأوضاع الاقتصادية في لبنان، وهو ما كشفته صحيفة "الأخبار اللبنانية" في أحد تقاريرها في 2 مارس الجاري بعنوان "الحلّ الكهربائي: اعتذروا مِن إيران"، وهو ما يشير إلى أن تظاهرات التي صاحبت الضرائب هناك من سعي لاستفادة منها وربما لتعظيمها.

وأشارت الصحيفة إلى العروض الإيرانية لبناء محطات توليد كهرباء، منددة بغياب الدور السعودي عن نجدة "لبنان" في أزمة الكهرباء، قائله: أين العروض الكهربائيّة مِن الدول الغربيّة حبيبة لبنان «الحرّ والسيّد والمستقل»؟ ماذا عن الدول النفطيّة «الشقيقة»؟ السعودية مثلًا... لا شيء، صفر".

وفي رد غر مباشر على الصحيفة، عزا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع غياب الاستثمارات الخليجية إلى "هجومات السيد حسن نصر الله على دول الخليج، إلى جانب تدخلات حزب الله في سوريا واليمن"، متسائلا: "أين مصلحة لبنان في التهجم على الخليجيين؟".
الجريدة الرسمية