رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. عيد الأم في دار مسنين «فرح غائب»

فيتو

يأتي عيد الأم من كل عام فيحتفل الأبناء مع أمهاتهم وسط العائلة، ويجلبون لهن الهدايا للتعبير عن امتنانهم لهن، فهناك من يحضر الورود أو ربما مفرش صغير للمائدة، أو يكتفي بكلمة "كل سنة وانتي طيبة يا أمي"، ويختار آخرون أن يكافئوا أمهاتهم بحجز مكان لهن في دار مسنين ويكتفوا بزيارتهن في أوقات فراغهم أو ربما تشغلهم الحياة حتى عن تلك الزيارة.


من داخل دار المسنين "بيت العيلة" بمنطقة التجمع الخامس، وجدت مجموعة من الأمهات من يؤنسهن في وحدتهن، ويطيب خاطرهن، ويمسح دمعتهن بيد غريبة عنها، فهو ليس زوجها أو طفلها وإنما رجل أو سيدة يشبهونهن في الظروف وليس الملامح.

تركت السنين وراءها، ولم تعد تجد إجابة حين يسألها أحدهم عن عمرها، هى اعتماد علي، التي توفى زوجها وهو في عمر الخمسين، وتولت تربية ولديها من خلال عملها على ماكينة خياطة في نطاق العائلة، فأصبح ابنها طبيبًا، وابنتها تدرس في إحدى المدارس التجريبية، جاءت إلى الدار بعد بحث دقيق من ابنتها وزوجها "قعدوا يدوروا على أحسن مكان لحد ما جابوني هنا"، ولمدة عامين وجدت عائلتها التي اكتفت بها في تلك الحياة.

كان الإنترنت هو ملجأها لمعرفة دار "بيت العيلة"، هى هناء محمد، 64 عامًا، عاشت في محافظة المنيا إلى أن توفى زوجها، تهتم الدار كل عام في يوم عيد الأم بإقامة الاحتفالات وتقديم الهدايا لهن حتى لا يشعرن بالوحدة، قائلة "هنا لقيت عيلتي وأكتر".

على مدار 41 عامًا عملت زينب محمود في إحدى المدارس الابتدائية، وعقب وصولها إلى سن المعاش، لم تستضفها ابنتها التي تقيم في السعودية، وعاقت رغبة زوج ابنتها الأخرى من الاهتمام بها، "جوزها قالها أمك متجيش عندي"، وحجزوا لها داخل الدار، التي أصبحت مصدرها الوحيد للصحبة "بحمد ربنا إني جيت هنا".
الجريدة الرسمية